تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف : فتنصب الموازين . - ابن عثيمينالشيخ : قال : " وتنصب الموازين فتوزن بها أعمال العباد ". " تنصب الموازين " والذي ينصبها هو الله عز وجل، ينصب هذه الموازين لتوزن بها أعمال العباد. والمؤل...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف : فتنصب الموازين .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال : " وتنصب الموازين فتوزن بها أعمال العباد ".
" تنصب الموازين " والذي ينصبها هو الله عز وجل، ينصب هذه الموازين لتوزن بها أعمال العباد.
والمؤلف يقول :" تنصب الموازين" : بالجمع.
وقد وردت النصوص بالجمع وبالإفراد.
ففي الجمع يقول الله تعالى : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين . وقال : فمن ثقلت موازينه ومن خفت موازينه . وقال تعالى : وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ .
ففي القرآن أتت الموازين بالجمع.
وفي السنة قال النبي صلى الله عليه وسلم : كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم . فقال : في الميزان أفرد. طيب.
فكيف الجمع ؟ كيف نجمع بين الآيات القرآنية وبين هذا الحديث ؟! نعم؟
فالجواب أن نقول : إنها جمعت باعتبار الموزون، لأن الموزون ليس واحدا بل هو متعدد، أو أنها جمعت باعتبار أن لكل أمة ميزانا، وأفردت باعتبار ميزان كل أمة، الفرق بين القولين ظاهر؟
الأول : نقول : الميزان واحد لجميع الناس، لكن تعدد باعتبار ما يوزن به، باعتبار الموزون. وحينئذ لا يعارض قوله عليه الصلاة والسلام : ثقيلتان في الميزان أو باعتبار ايش؟ تعدد الأمم يعني أن لكل أمة ميزانا، لأن هذه الأمة مثلا تعطى أجرها مرتين، تعطى أجرها مرتين، وغيرها يعطى الأجر مرة واحدة.
من هذه الأمة من يضاعف له الأجر مرتين كنساء ايش؟ كنساء النبي صلى الله عليه وسلم. فيكون هذا الميزان يتعدد باعتبار الأمم.
طيب، وقيل : إن المراد الموازين متعددة والمراد بالميزان في قوله عليه الصلاة والسلام : ثقيلتان في الميزان أي: في الوزن، فالميزان هنا ليس المراد ما يوزن به، بل المراد الوزن الي هو الفعل. ثقيلتان في الوزن.
ولكن الذي يظهر - والله أعلم - أن الميزان واحد، وأنه جمع باعتبار ايش؟ الموزون، بدليل قوله : فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ، ويبعد أن يكون الواحد له موازين متعددة، بل له أعمال متعددة بعضها أرجح من بعض، فالفرائض مثلا أرجح من النوافل.
الظاهر والله أعلم أنه ميزان واحد، لكن يتوقف الإنسان : هل يكون ميزاناً واحداً لجميع الأمم أو هو ميزان واحد لكل أمة، لأن الأمم كما دلت عليه النصوص تختلف باعتبار أجرها.
طيب وقوله : " تنصب الموازين" : ظاهره إن لم يكن صريحا أنها موازين حسية، وأن الوزن يكون على حسب المعهود، يعني بالرجحان يكون راجح ومرجوح، وذلك لأن الأصل في الكلمات الواردة في الكتاب والسنة الأصل حملها على المعهود المعروف إلا إذا قام دليل على أنها على خلاف ذلك.

Webiste