تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف :,وقوله :( فمن ثقلت موازينه ف... - ابن عثيمينالشيخ : قال : "  فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون  "الطالب : ... .الشيخ : أي نعم، هذا يدل عل...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف :,وقوله :( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون )
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال : " فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون "
الطالب : ... .

الشيخ : أي نعم، هذا يدل على أن الذي يوزن هو العمل.
طيب، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون .
"من " شرطية وجواب الشرط جملة : فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وأتت الجملة الشرطية أو الجزائية أو جملة الجواب أتت جملة اسمية بصفة الحصر فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . نتأمل هذه الجملة بعض الشيء.
أولا : أنها جاءت جملة اسمية، والجملة الاسمية تفيد الثبوت والاستمرار.
ثانيا : جاءت باسم الإشارة الدال على البعد أُولَئِكَ ، ولم يقل : فهم المفلحون. قال : أولئك إشارة إلى علو مرتبتهم.
ثالثا : جاءت بصيغة الحصر في قوله : هم ، لأن هم ضمير فصل يفيد الحصر والتوكيد وايش؟ والفصل بين الخبر والصفة.
المفلح : هو الذي فاز بمطلوبه ونجا من مرهوبه، فاجتمع له أمران : السلامة مما يكره، وحصول ما يحب، وهكذا كلما جاءت مفلح في القرآن فهذا معناها أنه - في القرآن أو في السنة - أنه الذي فاز بمطلوبه ونجا من مرهوبه.
وقوله : فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ فيه إشكال من جهة العربية، فإن مَوَازِينُهُ الضمير مفرد، و أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الضمير جمع، فكيف ذلك؟ أو ما وجه ذلك؟
وجهه أن من الشرطية صالحة للإفراد والجمع، فباعتبار اللفظ يعود الضمير إليها مفرداً. وباعتبار المعنى يعود الضمير إليها جمعاً.
وهكذا كلما جاءت من فإنه يجوز أن تعيد الضمير إليها بالإفراد أو بالجمع. بالإفراد إن راعيت اللفظ وبالجمع إن راعيت المعنى.
وهي كثير في القرآن، قال الله تعالى في آخر سورة الطلاق : وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إلى الآن الضمائر بالإفراد. خَالِدِينَ فِيهَا ايش؟ جمع أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً هذا إفراد. فتجد الآية الكريمة فيها مراعاة اللفظ ثم المعنى ثم اللفظ. نعم.
قال : وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ هؤلاء خسروا أنفسهم والإشارة هنا للبعد، لانحطاط مرتبتهم، لا لعلو مرتبتهم، فالبعيد قد يكون لارتفاع مرتبته، وقد يكون لانحطاط مرتبته.
قال : خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ في جهنم خالدون والله صحيح هذا هو الي خسر نفسه وخسر أيضا أهله وخسر ماله، الكافر قد خسر نفسه وأهله وماله قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
بينما المؤمن العامل للصالحات قد ربح، ربح نفسه وأهله وماله وانتفع بذلك، هؤلاء خسروا أنفسهم، لأنهم استفادوا من دنياهم ولا لا؟
أعني الكفار خسروا أنفسهم لأنهم لم يستفيدوا من وجودهم في الدنيا شيئاً، بل ما استفادوا إلا ايش؟ الضرر والعياذ بالله.
خسروا أموالهم، لأنهم لم ينتفعوا بها، حتى ما أعطوه للخلق لينتفع الخلق به، فإنه لا ينفعهم، وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ، حتى الكافر لو بنى الجسور والسدود ويسر الطرق وعمل في المنافع العامة الشيء الكثير فإن ذلك لا ينفعه، غاية ما هنالك إن جوزي عليه يجزى عليه في الدنيا فقط، وإلا فلا حظ له في الآخرة، ما له في الآخرة من نصيب.
خسروا أنفسهم، أهلهم، كيف؟ نعم، لأنهم لأنهم في النار، إن كان أهلهم في الجنة فهؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار، وإن كان أهلهم في النار فإن كل واحد في النار لا يأنس بأهله، بل إنه والعياذ بالله مغلق عليه في تابوت، ولا يرى أن أحداً أشد منه عذاباً، فخسروا أنفسهم وأموالهم وأهليهم، ولهذا قال عز وجل : فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون .
ثم قال المؤلف : " وتنشر الدواوين وهي صحائف ". طيب في أسئلة على هذه الفقرة الموازين؟

Webiste