تم نسخ النصتم نسخ العنوان
مراجعة . - ابن عثيمينالشيخ : والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.سبق لنا أن أهل السنة والجماعة يؤمنون بالقدر خيره وشره. وسبق لنا أن مرتبة الإيمان بالقدر ...
العالم
طريقة البحث
مراجعة .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
سبق لنا أن أهل السنة والجماعة يؤمنون بالقدر خيره وشره. وسبق لنا أن مرتبة الإيمان بالقدر هو أحد أركان الإيمان الستة. وسبق لنا أن الإيمان به واجب.
وسبق لنا الفرق بين القضاء والقدر عند الاجتماع، وأنهما متباينان عند الاجتماع، مترادفان عند الافتراق.
فالفرق بينهما أن القضاء ما يقضيه الله في الخلق من إيجاد أو إعدام أو تغيير، وأما القدر فهو ما قدره الله بالأزل، أي قدّر أن يكون.
وعلى هذا التعريف يكون القدر ايش؟ سابقا للقضاء. طيب. وسبق لنا أن القدر عند الإطلاق يشمل القضاء أيضا، والقضاء عند الإطلاق يشمل القدر.
وسبق لنا الإشكال عند كلمة شر، خيره واضح، شر. كيف يكون في قدر الله تعالى شرا؟ وكيف نجمع بين هذا وبين قول الرسول صلى الله عليه وسلم : الشر ليس إليك ؟ فها هنا سؤالان : السؤال الأول : كيف يكون في قدر الله تعالى شرا؟ والسؤال الثاني : كيف نجمع بين هذا وبين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : والشر ليس إليك ؟ وبينا أن الشر لا يضاف إلى الله أبدا، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : والشر ليس إليك والشر في قوله القدر خيره وشره بالنسبة للمفعول للمقدور لا للقدر، وعلى هذا فيضاف الشر إلى أي شيء؟ إلى المقدور لا إلى قدر الله الذي هو فعله، فإن الله ما قدر هذا الشيء وإن كان مكروها وشرا إلا لحكمة بالغة، فهو إذن بهذا الاعتبار ايش؟ خير.
وبعبارة أخرى توضح المقام، نقول : إن لقدر الله تعالى جهتان أو جهتين :
الجهة الأولى : بالنظر إلى كونه واقعا من الله.
والنظر الثاني: باعتبار كونه واقعا يعني أو مقدرا.
ففي الأول هو خير، وفي الثاني منه خير ومنه شر، واضح؟ طيب، وسبق لنا أن الإيمان بالقدر له ثمرات جليلة عظيمة ذكرنا منها أيضا ستا أو سبعا، الفائدة الأولى يا بدر؟ الثمرة الأولى؟
الطالب : ... .

الشيخ : اه؟
الطالب : ... .

الشيخ : الطمأنينة، طمأنينة الإنسان وراحته، فإنك لو ذهبت تبحث أين تكون الطمأنينة لقلنا لك بالإيمان بالقدر، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر يأن المؤمن إن أصابه خير شكر وإن أصابه ضراء صبر فالإنسان إذا كان يمشي مع القضاء والقدر ارتفاعا ونزولا ويمنة ويسرة وخلفا وتقدما فإنه يستريح ويطمئن، هذه ثمرة، ثمرة ثانية ؟
الطالب : هون المصائب على العبد.

الشيخ : نعم. هون المصائب على العبد فإنه إذا علم أنها من الله رضي وسلم، الفائدة الثالثة؟
الطالب : أنه من تمام الإيمان بربوبية الله.

الشيخ : أحسنت، أنه من تمام الإيمان بالربوبية، لأن إيمانك بأنه ربك عز وجل يقتضي تسليمك لقضائه وقدره، الرابع؟ الرابع ايش؟
الطالب : ... المقدور.

الشيخ : ... هذه.
الطالب : إكمال إيمان الإنسان.

الشيخ : اه؟
الطالب : إكمال إيمان الإنسان.

الشيخ : زيادة الإنسان، زيادة إيمان الإنسان، أو تمام إيمانه تمام إيمانه صح، لأنه أحد أركان الإيمان الستة، نعم؟
الطالب : عدم البطر عند النعم.

الشيخ : نعم. تقيد الإنسان بما يجب عليه من شكر النعم والصبر على النقم. طيب.
الطالب : تعلق الإنسان بالله.

الشيخ : صح، أن يكون الإنسان متعلقا بربه دائما، لأنه يعلم أن كل شيء بقضائه وقدره فيكون متعلقا بالله لا يسأل إلا الله ولا يسأل إلا به.
الطالب : عدم الاعتماد على الأسباب.

الشيخ : نعم، عدم الاعتماد على الأسباب اعتمادا مجردا، ولهذا نجد بعض الناس الذين عندهم نقص في الإيمان يعتمدون على الأسباب فتجده يشكر الرجل إذا أعطاه أو وهبه أو ما أشبه ذلك شكرا ينسى به شكر الله وهذا خطأ أي نعم.
الطالب : الجرأة والشجاعة.

الشيخ : أي نعم هذا أيضا من ثمراته الجرأة والشجاعة والإقدام لأنه يؤمن بأن كل شيء بقضاء الله تعالى وقدره هذه من ثمراته. وقلنا لكم في الدرس الماضي قد يكون له ثمرات أخرى إذا تأملها الإنسان وجد شيئا كثيرا، كلها من الإيمان بالقضاء والقدر. طيب.
فيه أيضا الإيمان بالقدر خيره وشره ينبغي أن ننظر هل يجب علينا الإيمان بالمقضي كله أو لا؟ ذكرنا أنه يجب علينا الإيمان بالمقضي من حيث كونه قضاءً لله عز وجل، أما من حيث نسبته إلى غير الله فقد نرضى به وقد لا نرضى.
لو وقع الكفر من شخص نرضى بالكفر من هذا الشخص؟ لا لكن نرضى بكون الله أوقعه إنما لا نرضى بكون هذا الرجل يفعل الكفر أو الفسق أو ما أشبه ذلك.
وهذه الأمور إذا تجلت للإنسان زال عنه إشكالات كثيرة.
ولهذا دخل أحد المعتزلة على أبي إسحاق الإٍسفرائيني وكان جالسا عند الصاحب بن عباد، والصاحب بن عباد معتزلي أيضا، دخل الرجل المعتزلي لما دخل جلس قال : سبحان من تنزه عن الفحشاء. كلام طيب. سبحان من تنزه عن الفحشاء. فعرف الإسفرائيني أبو إسحاق رحمه الله ما أراد أنه أراد مذهب المعتزلة الذين يقولون : إن الله ما له دخل في أفعال العبد، فقال : " سبحان من لا يقع في ملكه إلا ما يشاء " اه؟ " سبحان من لا يقع في ملكه إلا ما يشاء ". صح؟ من فحشاء وغير فحشاء ولا لا؟
فقال له المعتزلي : أيريد ربنا أن يعصى؟ أيريد ربنا أن يعصى؟ ويش الجواب؟ هو أجاب لكن الإنسان إذا سمع أول السؤال يقول يعني ما يمكن الله يريد أن يعصى، لكن بالإرادة الكونية يريد أي نعم.
فقال له أبو إسحاق : " أيعصى ربنا قهرا ؟ " ويش الجواب؟ لا ما يمكن يعصى قهرا، لا يعصى إلا بإرادته لكن الإرادة ايش؟ الكونية، فقال له: أرأيت إن قضى عليّ بالردى ويش بعد؟ إن منعني الهدى وقضى علي بالردى أحسن إلي أم أساء؟ فقال له : " إن منعك ما هو لك فقد أساء، وإن منعك ما هو فضله، ففضل الله يؤتيه ما يشاء " فألجم الرجل وعجز أن يتكلم.
إذن فالشيء كله بإرادة الله عز وجل، لكن المراد قد يكون محبوبا لله وقد يكون مكروها لله أي نعم. " القدر خيره وشره "

Webiste