تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قو ل ابن مالك رحمه الله : ومن وما وأل تس... - ابن عثيمينالشيخ : ثم قال : " ومَن وما وأل تساوي ما ذُكِر *** وهكذا ذُو عِندَ طَيِّئٍ شُهِر "ما سبق من الموصول يسمى الموصول الخاص ، لأنه خُصص لكل شيء صيغة : المفرد...
العالم
طريقة البحث
شرح قو ل ابن مالك رحمه الله : ومن وما وأل تساوي ما ذكر *** وهكذا ذو عنـــد طيئ شـــهر .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال : " ومَن وما وأل تساوي ما ذُكِر *** وهكذا ذُو عِندَ طَيِّئٍ شُهِر "
ما سبق من الموصول يسمى الموصول الخاص ، لأنه خُصص لكل شيء صيغة : المفرد المذكر ، المفردة المؤنثة ، المثنى المذكر ، المثنى المؤنث ، جماعة الذكور ، جماعة الإناث ، كل واحد له صيغة معينة ، هذا يسمى إيش ؟
الطالب : الموصول الخاص .

الشيخ : الموصول الخاص ، في موصول عام ، يصلَح لكل نوع من هذه الأنواع ، هي التي ذكرها في قوله : " ومَن وما وألْ تُساوِي ما ذُكِر " : تساوي ما ذُكر من الصيغ السابقة ، الصيغ السابقة كم ؟
الطالب : ستة .

الشيخ : الذي والتي ، واللذان واللتان ، والذين واللائي ، تساوي كل هذه المذكورات ، فتأتي للمفرد المذكر ، وللمفردة المؤثنة ، وللمثى المذكر ، وللمثنى المؤنث ، ولجماعة الذكور ، ولجماعة الإناث ، فإن قال قائل : ما الذي يُعلمنا أنها للمفرد المذكر دون المفردة المؤثنة ولفظها واحد ؟ قلنا : الصلة هي التي تعين ذلك ، فإذا قلت : يُعجبني مَن قام ، فهي لإيش ؟
الطالب : للمفرد المذكر .

الشيخ : للمفرد المذكر ، وإذا قلت : يُعجبني من قامت ، فهي للمفردة ؟
الطالب : المؤنثة .

الشيخ : المؤنثة ، وإذا قلت : يعجبني مَن قاما ، فهي للمثنى المذكر ، وإذا قلت : يعجبني مَن قامتا ، فهي للمثنى المؤنث ، وإذا قلت : يعجبني من قاموا ، فهي لجماعة الذكور ، وإذا قلت : يعجبني مَن قُمن ، فهي لجماعة الإناث ، -حُطوا بالكم يا جماعة- إذن مَن صورتها وصيغتها واحدة ، مهما كان المراد بها ، والذي يعيّن المراد بها هو ؟
الطالب : الصلة .

الشيخ : الصلة، هو الصلة ، وقوله : " وما " : نقول فيها مثل ما قلنا في مَن ، تصلح للمفرد المذكر ، والمفرد المؤنث ، والمثنى المذكر ، والمثنى المؤنث ، وجماعة الذكور ، وجماعة الإناث ، والذي يُعيِّن واحدًا منها هو الصلة ، فإذا قيل : هل تطلق مَنْ ، أو هل تأتي مَنْ في محل مَا ، ومَا في محل مَنْ ، أو لكل واحدة منهما محل لا تأتي في محله الأخرى ؟! فالجواب : أنَّ الأصل أنَّ لكل واحدة منهما محلٌ لا تأتي فيه الأخرى ، هذا هو الأصل ، لكن قد يخرج عن هذا الأصل لسبب ، فما هو الأصل في مَنْ ؟ الأصلُ في مَنْ أن تكون لإيش ؟
الطالب : للعاقل .

الشيخ : للعاقل ، هكذا عَبَّر أَكثر النحويين ، ولكن ابن هشام قال : ينبغي أن نقول أنها للعالِم، للعالِم لأنها تأتي -أي: مَنْ- يراد بها الربُّ عز وجل ، والربُّ لا يقال : عاقل ، الربُّ لا يقال : عاقل ، ءَأمنتم مَنْ في السماء مَن هو ؟
الطالب : الله .

الشيخ : الله ، هل تقول : مَنْ هذه للعاقل في هذا المحل ؟! الله عز وجل لا يوصف بالعقل ، فلهذا اختار ابن هشام -رحمه الله- أنْ يُعَبَّر بالعالِم بدلًا عن العاقل ، والله يوصف بالعلم ، على كل حال هي لا تكون إلا للعالِم ، العالِم الذي يعلم ويتصرف باختيار ، هذه مَنْ ، هذا الأصل ، " ما " : الأصل أن تكون ؟ هاه ؟
الطالب : لغير العاقل .

الشيخ : لغير العالِم على تعبير ابن هشام ، أو لغير العاقل على تعبير أكثر النحويين ، تكون لغير العاقل ، تكون في الجمادات ، في المعاني ، لأن المعاني أوصاف ، ماهي أدوات عقلاء ، هذا هو الأصل ، لكن قد يأتي هذا محل هذا ، قد يأتي هذا محل هذا ، ففي قوله تعالى : والله خلق كلَّ دابةٍ مِن ماء فمنهم مَنْ يمشي على بطنه هذه لمن ؟ هاه ؟
الطالب : للعالِم .

الشيخ : للعالم ولّا غير العالم ؟
الطالب : غير العالِم .

الشيخ : غير العالم ، لأن بني آدم لا يمشون على بطونهم ، يمشون على أرجلهم ، طيب جاءت مَنْ هُنا في محل إيش ؟
الطالب : ما .

الشيخ : في محل ما ، لكن لماذا جاءت ؟ يقول بعضهم : إنها جاءت من أجل المشاكَلَة ، ورِفعةً للعالِم على غَيره ، أو تغليبًا للعالم على غيره ، من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع ، وجاء قوله تعالى : ولله مافي السماوات ومافي الأرض ، وفي آية أخرى : ولله يسجد مَنْ في السماوات ومَنْ في الأرض فجاءت مَنْ ، وجاءت ما ، وكلها في السماوات والأرض ، لكن انظر : يسجد مَن في السماوات ، جاءت : مَن ، وفي آية أخرى : ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض ، إذن فهمنا مِن هذا : أنَّ كل واحدة منهما تأتي في مكان الأخرى ، لماذا ؟ قالوا : للتغليب ، للتغليب ، تغليب العالِم على غيره ، وتغليب الأكثر على غيره ، فإذا عُبَّر بما وأريد بها الجميع فهو تغليب لإيش ؟
الطالب : لغير العالِم .

الشيخ : لغير العالِم على العالِم لأنه أكثر ، لأنه أكثر هذا فيما نرى ، والعلم عند الله قد يكون هناك مخلوقات أخرى ذاتُ علم أكثر من هذا ، وإذا عُبّر بمن للعموم ، فهو من باب تغليب العالِم على غيره لشرفه ، نعم ؟
الطالب : انتهى الوقت .

الشيخ : انتهى الوقت ؟
الطالب : نعم .

الشيخ : طيب ، انكحوا ما طاب لكم من النساء ، انكحوا ما طاب ، هل نحن ننكح العالِمات ولا غير العالِمات ؟
الطالب : العالمات .

الشيخ : هاه ؟
الطالب : العالمات .

الشيخ : كيف قال : ما طاب ؟
الطالب : وصف .

الشيخ : نعم ، نقول : جاءت مَا في محل مَنْ ، لكن لماذا ؟ لأن المرأة إنما تُنكح لأوصافها ، والأوصاف معاني غير عاقلة ، هل إن الإنسان ينكح المرأة لذات المرأة فقط ؟ تنكح المرأة لإيش ؟
الطالب : لأربعة .

الشيخ : لأربعة ، إذن جاءت ما في محل مَنْ مِنْ أجل هذه النكتة البلاغية : أنَّ المرأة إنما تُنكح لأوصافها ، لا لأنها بشر مخلوق مِن لحم وعظم وعصب وما أشبه ذلك ، طيب ، " أل " : تأتينا أل ، وأي مشكلة في : أل ، هل أل تأتي اسماً موصولًا ؟! يقولون : نعم ، كلُّ أل في اسم الفاعل أو اسم المفعول فهي اسم موصول ، كل أل ، نعم ، تأتي في اسم الفاعل أو اسم المفعول فهي اسم موصول ، غير المغضوب عليهم : هذه في اسم المفعول ، ولا الضالين : في اسم الفاعل ، أما إذا أتت في جامد فليست موصولة ، فإذا قلت : قام الرجل ، فأل هنا غير موصولة ، لكن : أكرمتُ الطالب ، موصولة ولا غير موصولة ؟
الطالب : موصولة .

الشيخ : موصولة ؟
الطالب : موصولة .

الشيخ : ليش ؟
الطالب : لأنها دخلت على اسم الفاعل .

الشيخ : لأنها دخلت على اسم الفاعل ، كذا ؟ نصرتُ المظلومَ ؟
الطالب : موصولة .

الشيخ : موصولة ، لأنها جاءت في اسم المفعول ، ولكن كيف الإعراب ؟ إذا جعلنا أل اسمًا موصولًا كيف نعربها وهي على صيغة الحرف ؟ قالوا : إنه ينقل إعرابها إلى صلتها ، لتعذر ظهور الإعراب عليها لأنها بصورة إيش ؟
الطالب : الحرف .

الشيخ : الحرف ، فإذا قلت : نَصرت المظلوم ، أي : الذي ظُلِم ، فإنك تقول : أل : مفعول به لنصرت ، ونقل إعرابها إلى بعدها لتعذر ظهورها عليها ، عرفتم ؟
الطالب : مذهب البصريين .

الشيخ : هذا هو ، هذا مذهب البصريين ، ومذهب البصريين دائمًا يكون هاه ؟
الطالب : أصعب .

الشيخ : إيش ؟
الطالب : أصعب .

الشيخ : أصعب ، هو مقعد يعني للقواعد أقرب لكنه فيه صعوبة وتعقيد ، إذا قلت : نصرت المظلوم ، تقول : نصرت : فعل وفاعل ، أل : مفعول به ، ما تقول : المظلوم : مفعول به، أل : مفعول به منصوب على المفعولية ، لكن نقل الإعراب إلى ما بعده ، لماذا ؟ لتعذر الإعراب عليه لكونه بصورة الحرف ، لكن المذهب السهل الطيب اللين ، تقول : نصرت : فعل وفاعل ، المظلوم : مفعول به منصوب ، ولا نتَنَطَّع ونتعمق ، وهذا الرأي هو إيش ؟ هو الصواب ، هذا الرأي هو الصواب ، أنَّ أل هذه وإن دلت على اسم موصول ، فإنها لا يكون عليها إعراب ، ولا يمكن أن يظهر عليها الإعراب ، فالإعراب نُعرِبُه ننقله رأسًا إلى نفس اسم الفاعل ، أو اسم المفعول ، نعم .
الطالب : انتهى الوقت .

الشيخ : انتهى ؟!

Webiste