تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول ابن مالك رحمه الله : و لاينوب بعض هـ... - ابن عثيمينالشيخ : " ولا ينوب بعض هــذي إن وجد *** في اللــفظ مفعول به "يعني إن وجد في اللفظ مفعول به فإنه لا يجوز أن ينوب شيء من هذه الثلاثة عن الفاعل، مثل: ضُرِب...
العالم
طريقة البحث
شرح قول ابن مالك رحمه الله : و لاينوب بعض هــذي إن وجد *** في اللــفظ مفعــول به وقد يـــرد.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : " ولا ينوب بعض هــذي إن وجد *** في اللــفظ مفعول به "
يعني إن وجد في اللفظ مفعول به فإنه لا يجوز أن ينوب شيء من هذه الثلاثة عن الفاعل، مثل: ضُرِب زيدٌ أمام الأمير يوم السبت، ضُرِب زيدٌ أمام الأمير يوم السبت ضربًا شديدًا، الآن هذه ثلاثة؟
الطالب : نعم.

الشيخ : ضُرِب زيدٌ أمام الأمير يوم السبت ضربًا شديدًا، أمام هذه ظرف إيش؟
الطالب : مكان.

الشيخ : مكان، يوم الجمعة؟
الطالب : ظرف زمان.

الشيخ : ضربًا شديدًا؟
الطالب : مصدر.

الشيخ : مصدر، فلا يجوز أن تُنيب واحدًا من هذه الثلاثة لوجود المفعول به وهو زيد، لأن الضرب وقع على زيد، فإذا وُجد مفعول به في اللفظ فإنه لا يجوز العدول عنه، لكنه قال : " وقد يرد " أظن ما أعربنا البيت، وقد يرد قد هذه للتقليل، لأنها دخلت على الفعل المضارع، وقد إذا دخلت على فعل مضارع كانت للتقليل، وعلى فعل ماضٍ صارت للتحقيق، إلا أنها قد ترد للتحقيق مع الفعل المضارع كقول الله تعالى: قد يعلم المعوّقين منكم ، نعم قد يرد عمّن؟
الطالب : عن العرب.

الشيخ : يرد عن العرب، ومعلوم أن العرب يحكمون على النحاة، وليس النحاة يحكمون على العرب، وذكروا لهذا بيتًا وهو قوله : "
لم يُعْنَ بالعلياء إلاّ سيّدًا "
" لم يُعْنَ بالعلياء إلاّ سيّدًا " أين المفعول به في هذا الشّطر؟
الطالب : العلياء.

الشيخ : سيّد، هذا المفعول به، وبالعلياء: جار ومجرور، ومع ذلك نصب سيّدًا الذي هو المفعول به، فيكون بالعلياء: نائب الفاعل مع أنه جارّ ومجرور، لكنّ هذا نادر، هذا نادر، لأنه متى أمكن أن يسلّط الفعل على المفعول به فإنه لا يعدل عنه، أما الإعراب فقوله: لا ينوب: فعل مضارع منفي بلا، وبعض: فاعل، وبعض: مضاف وهذي مضاف إليه، إن وجد: جملة شرطية أداة الشرط فيها إن، وفعل الشرط وُجِد، فأين جواب الشّرط؟ قيل: إن جواب الشّرط لا يحتاج إليه في مثل هذا التركيب، وقيل: إنه محذوف دلّ عليه ما قبله، وعلى هذا فالتقدير: إن وجد فلا ينوب، لكن القول الأول أحسن وهو الذي اختاره ابن القيم رحمه الله أنه في مثل هذا التركيب لا يحتاج إلى جواب، وذلك لأن النفس لا تتشوّف إلى الجواب، وإذا كانت لا تتشوّف إليه فلا حاجة إلى أن نقدّره، ثمّ إنك إن قدّرته مع وجود ما يدل عليه، جمعت بين الدّالّ والمدلول، وإن قدّرته مع حذفه فات مقصود الذي ركّب الكلام على هذا الوجه، وقوله مفعول به: نائب فاعل وُجِد، وقوله وقد يرد: جملة فعلية مؤكّدة بقد، ويرد: فعل مضارع مرفوع بالضّمّة الظاهرة، وفاعله مستتر جوازًا تقديره: هو.

Webiste