السائل : أشكر السائلة على هذا الدعاء وعلى حسن ظنها بي ، وأرجو الله تبارك وتعالى أن أكون عند حسن إخواني بي .
ثم إني أهنئها على كونها تتحرى الرجل الصالح الذي يعينها على دينها ويحفظ كرامتها ، وأقول أبشري بالخير والله سبحانه وتعالى لن يخيب سائله وراجيه أبداً ، فعليها بالإلحاح على الله عز وجل تبارك وتعالى ، وهو يحب الملحين في الدعاء أن تلح على ربها تبارك وتعالى أن يرزقها عاجلاً غير آجل زوجاً صالحاً ذا خلق ودين ، ولتنتظر الفرج من الله عز وجل .
أما بالنسبة لإلزام والدها أن تتزوج بهذا الخاطب فلها أن ترفض لأن الأمر أمرها ، والذي سيعاني من الزوج هي وليس أباها ، والمرأة إذا أجبرت على التزوج من شخص فالنكاح غير صحيح سواء كان المجبر أباها أم غيره لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تنكح البكر حتى تستأذن وقال عليه الصلاة والسلام : البكر يستأذنها أبوها أو قال يستأمرها أبوها فنص على البكر وعلى الأب ، ثم كيف يمكن أن نقول للإنسان أن يجبر ابنته على أن تتزوج بشخص لا ترضاه وهو لا يملك أن يجرها على بيع بيضة من مالها ، هذا لا يمكن أن تأتي به الشريعة وهي الحمد لله لم تأت به الشريعة .
وإن كان بعض العلماء يرى بأن للأب أن يجبرها لكنه قول ضعيف ، وما دامت هذه المرأة استخارت مرتين ولم ينشرح صدرها لهذا الخاطب فلترفضه ، وإنها إذا رفضته لا يجوز لأبيها أن يزوجها أبداً ، وإن زوجها وهي مكرهة فقد سلط عليها رجلاً ليس بزوج لها لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تزوج البكر حتى تستأذن وقال : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد أي مردود ، فكيف إذا كان عليه نهي الرسول صلى الله عليه وسلم .
ألا فليتق الله امرء زوج أحدا من بناته مع الإكراه ، وليعلم أنه سلط عليها من ليس بزوج شرعاً ، وبيننا كتاب الله عز وجل وسنة رسوله ، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم يعلن بالنهي عن تزويج البكر حتى تستأذن ، وينص على البكر وعلى الأب ، فمن المشرع بعده . ومن المعلوم أن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة لله ومعصية الرسول صلى الله عليه وسلم معصية لله ، فليتق الله هؤلاء الآباء .
ثم إن من البلاء والبلاء أن بعض الناس لا يراعي مصلحة البنت أو الأخت أو من له ولاية عليها ، إنما يراعي مصلحته الشخصية فقط أو يراعي عصبية بائدة كالذي يقول لبنته : والله لا تفرحين بالزوج إلا من ابن عمك مثلاً ، سبحان الله ! هل البنت أو الأخت أو من له ولاية عليها هل هي قطعة من ماله يبيعها على من شاء ، ألا فليتقوا الله ، وليعلموا أن هؤلاء اللاتي أجبرن على الزواج بغير إذنهن أنهن سيكن خصم هؤلاء الذين زوجوهن يوم القيامة .