الشيخ : أما صبغ الشعر فله حالتان : إما أن يكون الصبغ بالنسبة لمن شاب شعره سواء كان ذكرا أو أنثى ويجوز له الصبغ إلا بالسواد لأن الصبغ قد كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يصبغ وكذلك أصحابه من بعده بل قد أمر بذلك - عليه الصلاة والسلام - بقوله : إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم ؛ فخالفوهم ؛ ولذلك كان من عادة علماء الحديث الذين هم الطائفة المنصورة وهم الفرقة الناجية بسبب اهتمامهم بالسنة النبوية كانوا إذا ترجموا لأحد منهم كانوا يقولون : " كان يصبغ " أو يقولون : " لا يصبغ " كترجمة حال هذا المتَرجم ذلك لأن الصبغ سنة وقد يكون فرضا واجبا حينما تصبح هذه السنة سنة مهجورة هذا الكلام كله إنما هو بالنسبة لمن شاب أو شابت أما من كان لم يشب ولم يشن بشيب ولا يزال على ما خلقه الله - عز وجل - وفطره عليه من شعر أسود أو أسمر أو أحمر أو نحو ذلك من الألوان فلا يجوز صبغ شيء من هذه الألوان لأنه تغيير لخلق الله - عز وجل - وتغيير خلق الله في بدن الإنسان سواء كان ذكرا أو أنثى لا يجوز لأن في ذلك إطاعة للشيطان ومعصية للرحمن فإن الله - عز وجل - قد ذكر في القرآن الكريم موقف الشيطان الرجيم حينما أمره بأن يسجد لآدم - عليه الصلاة والسلام - فامتنع فطرده الله - عز وجل - من رحمته عاهد ربه أن ينكل بعدوه الإنسان ومن ذلك قوله ذلك الشيطان : وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ، فمن غير خلق الله - عز وجل - بدون إذن من الله أو رسوله فقد أطاع الشيطان وعصى الرحمن من أجل ذلك كانت عقوبة المغيرات لخلق الله للحسن والجمال والكمال اللعن من رحمة الله كما فعل بالشيطان الذي سن لهم سنة تغيير خلق الرحمن أعني بهذا الكلام الإشارة إلى قول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : لَعَنَ اللهُ النامصات والمتنمِّصات ، والواشمات والمستوشمات ، والواصلات والفالجات المغيِّرات لخلق الله للحُسْن ، المغيِّرات لخلق الله للحُسْن إذا أخذت المرأة من حاجبها قليلًا استحقت لعنة الله ذلك لأنها لم ترض بخلق الله - عز وجل - فضلًا عن تلك اللاتي تحلق حاجبها ثم تصبغ مكانه صبغة ترضي عقلها بل حيوانيتها بل إطاعتها لشيطانها وتعصي الله - عز وجل - لذلك لا يجوز للمرأة التي لم يشب شعرها أن تغير لون شعرها إن كان أسود فتصبغه بلون الذهب أو على العكس من ذلك هذا جواب ما سألتي وقد يكون قد فاتني شيء من السؤال فلعلك تذكرينني .