تم نسخ النصتم نسخ العنوان
لقد عاهدت الله منذ سنوات أن أترك ذنبا معينا... - ابن عثيمينالسائل : لقد عاهدت الله منذ سنوات أن أترك ذنبا معينا كنت أقترفه وكانت نيتي أن أترك هذا الذنب بالفعل يقول : وفعلا استمريت فترة على عهدي ولكن بعد ذلك اقتر...
العالم
طريقة البحث
لقد عاهدت الله منذ سنوات أن أترك ذنبا معينا كنت أقترفه و كانت نيتي أن أترك هذا الذنب بالفعل و فعلا استمريت فترة على عهدي و لكن بعد ذلك اقترفت هذا الذنب و انقطعت عن الصلاة كسلا ثم عدت أصلي ثم انقطعت و هكذا عدة مرات و الآن أريد أن أتوب توبة نصوحا و لكنني أقرأ في القرآن آيتين هما ( و منهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله ...) [ الآية من سورة التوبة ] و قوله ( إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم ..) [ الآية من سورة آل عمران ] و عرفت أن تارك الصلاة كافر و قرأت هذه الآيات في كتاب تفسير ابن كثير ففهمت أن هاتين الآيتين نزلتا في أناس ليس لهم توبة و أنهم عرفوا أنهم من أهل جهنم من الدنيا و أنا الآن في حيرة شديدة فهل التوية مقبولة في مثل هذه الحالة أم أنني مثل هؤلاء الناس ليس لي توبة ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : لقد عاهدت الله منذ سنوات أن أترك ذنبا معينا كنت أقترفه وكانت نيتي أن أترك هذا الذنب بالفعل يقول : وفعلا استمريت فترة على عهدي ولكن بعد ذلك اقترفت هذا الذنب وانقطعت عن الصلاة كسلاً ثم عدت أصلي ثم انقطعت وهكذا عدة مرات ، والآن أريد أن أتوب توبة نصوحا ولكنني أقرأ في القرآن الكريم آيتين هما : ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله ... [ الآية من سورة التوبة ] وقوله : إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم ... [ الآية من سورة آل عمران ] وعرفت أن تارك الصلاة كافر تبعاً للحديث النبوي ، وقرأت في التفاسير هذه الآيات في كتاب تفسير ابن كثير ففهمت أن هاتين الآيتين نزلتا في أناس ليس لهم توبة وأنهم عرفوا أنهم من أهل جهنم من الدنيا والعياذ بالله ، وأنا الآن في حيرة شديدة فهل التوية مقبولة في مثل هذه الحالة أم أنني مثل هؤلاء الناس ليس لي توبة وجهوني مأجورين ؟

الشيخ : أقول تب إلى الله عز وجل توبة نصوحا واترك ما عاهدت الله عليه ، أي على تركه كفارة يمين لفعلك إياه .
وإنني أنصحك وأنصك وأنصح غيرك عن النذر حتى لو كان النذر طاعة أو ترك معصية ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال : إنه لا يأت بخير وإنما يستخرج به من البخيل وقال : إنه لا يرد قضاءً .
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم فإن البخيل هو الذي تحاوره نفسه أن لا يتصدق ، فينذر أن يتصدق ويقول : لله عليه نذر أن أتصدق بكذا . وكذلك المريض يمرض فييأس من الشفاء فينذر إن شفاه الله تعالى ليفعلن كذا وكذا ، وهذا النذر لا يرد قضاءً ، لأن الله إن قدر شفاؤك فستشفى بلا نذر ، وإن قدر عدم الشفاء بقي المرض وإن نذرت .
وما أكثر الناذرين الذين إذا خالفوا ما نذروا ذهبوا إلى كل عالم لعلهم يجدون مخرجاً ، فنصيحتي لإخواني المسلمين أن يدعوا النذر ، وأن يسألوا الله تبارك وتعالى من فضله الشفاء والحياة السعيدة بدون أن يلجؤوا إلى النذر .
واللاجئ إلى النذر في ترك معصية يدل على أنه ضعيف العزيمة والهمة إذ لو كان قوياً ما احتاج إلى النذر ، نسأل الله لإخواننا التوفيق لما يحب ويرضى .

Webiste