تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال المؤلف :" فصل: وأركانه الزوجان الخاليان... - ابن عثيمينالشيخ : ثم ذكر المؤلف هذا الفصل وهو بدء الدرس قال " فصل. وأركانه " أي أركان النكاح " الزوجان والإيجاب والقبول " يعني ثلاثة، والركن هو جانب الشيء الأقوى ...
العالم
طريقة البحث
قال المؤلف :" فصل: وأركانه الزوجان الخاليان من الموانع والإيجاب والقبول "
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم ذكر المؤلف هذا الفصل وهو بدء الدرس قال " فصل. وأركانه " أي أركان النكاح " الزوجان والإيجاب والقبول " يعني ثلاثة، والركن هو جانب الشيء الأقوى يُسمّى ركنا ولذلك نُسمّي الزاوية إيش؟ نسمّيها ركنا لأن البناء مربع كل ربع منه نسميه ركن لأن الزاوية هي أقوى ما في البناء فجانب الشيء الأقوى يُسمّى ركنا والمراد بالأركان ما لا يتِمّ تركيب الماهية إلا به فمثلا في الصلاة القيام ركن والركوع ركن والسجود ركن والجلوس بين السجدتين والتشهّد ركن لأن هذه هي ماهية الصلاة ولا تقوم الماهية إلا بهذا فأما ما كان من أجزاء الماهية ولكنها تتِمّ بدونه فهذا لا يُسمّى ركنا كرفع اليدين في الصلاة مثلا هذا تتركب منه الماهية لكن الصلاة تتِمّ بدونه ولهذا لا يُسمّى ركنا فالأن النكاح لا بد من زوج وزوجة صح وإلا لا؟

السائل : نعم.

الشيخ : لا بد من زوج وزوجة ولا بد من إيجاب وقَبول لأنه زوج وزوجة بماذا يكونان زوجين؟

السائل : بالإيجاب والقبول.

الشيخ : بالإيجاب والقبول، أما الولي فيمكن أن نعُدّه ركنا ويمكن أن لا نعدّه لأنه خارج عن الماهية لكن من شرط وجود الماهية أن يوجد الولي، طيب، فصار أركان النكاح ثلاثة، الزوجان والإيجاب والقبول ولهذا قال المؤلف الزوجان وقوله " الخاليان من الموانع " هذا ليس بشرط في الواقع لأن الأصل الخُلُوّ من الموانع فإذا قُدِّر أنه تزوّج امرأة وكان بينه وبينها رضاع ولم يعلما به عند العقد فهنا نقول بطل النكاح أو تبيّن بطلانه فلو قال المؤلف الزوجان وسكت لكان أنسب ولكن ما ذكره أوضح.
قوله " الخاليان من الموانع " ما هي الموانع؟ الموانع كل سبب يقتضي تحريمَ المرأة على الزوج مثل العِدّة القرابة التي تُفيد المحرميّة وما أشبه ذلك.
الثاني الإيجاب، الإيجاب هو اللفظ الصادر من الولي أو من يقوم مقامه والقبول هو اللفظ الصادر من الزوج أو من يقوم مقامه، مثال الإيجاب الأخ؟ مثاله؟

السائل : الإيجاب؟

الشيخ : إيه.

السائل : أن يقول زوّجتك.

الشيخ : أن يقول زوجتك والقبول؟

السائل : قبِلت.

الشيخ : أن يقول قبِلت، فالإيجاب هو اللفظ الصادر من الولي أو من يقوم مقامه فإذا كان الولي فسيقول زوّجتك بنتي مثلا وإن كان ممن يقوم مقامه فإنه يقول زوّجتك بنت موكّلي فلان ولا يصح أن يقول زوّجتك بنتي، لماذا؟ ليست بنتا له ولا يصح أن يقول زوّجتك بنت فلان، لماذا؟ لأنه لا يمكن تزويجها إلا بوكالة، إذًا صيغة الإيجاب ممن يقوم مقام الولي أن يقول زوّجتك بنت موكّلي فلان ولا بد ثم عاد يُعيّنها يقول فلانة مثلا زوّجتك فلانة بنت موكّلي فلان، طيب، الزوج يقول قبِلت النكاح ومن يقوم مقامه ماذا يقول؟ يقول قبِلت النكاح لموكّلي فلان ولا يصح أن يقول قبِلت النكاح وظاهر كلامهم ولو كنا نعلم أنه وكيل، لو كنا نعلم إنه وكيل يعني يعلم الشاهدان ويعلم الولي أنه وكيل فإنه لا يصح أن يقول قبِلت النكاح حتى يقول قبِلت لموكّلي، واضح؟

السائل : هذا الظاهر، نعم هذا الظاهر.

الشيخ : كلامي واضح وإلا غير واضح؟

السائل : واضح، نعم نعم.

الشيخ : واضح، طيب، لو أن الوكيل الذي يقوم مقام الزوج قال قبِلت النكاح فقط، يصح؟

السائل : لا يصح.

الشيخ : لا يصح، لا بد يقول لموكّلي فإن قال أردت بقولي قبِلت يعني لنفسي وخلّا موكّله وراء، يصح أو لا يصح؟

السائل : لا يصح.

الشيخ : لا يصح لأن الولي إنما زوّج من؟ موكّله، فصار القابل الأن غير الذي عُقِد له، الإيجاب واد على زيد الذي هو الموكّل وصار الإيجاب واردا على عمرو الذي هو الوكيل وعلى هذا فتحيّل هذا الوكيل لا ينفعه لو أن هذا الوكيل قد خطب من الناس جميعا وكلّهم يردّونه، نعم، فذهب إلى شخص وقال علِمت أنك ستتزوّج فلانة قال نعم، قال اجعلني وكيلا في قبول النكاح فقال أنت وكيل جزاك الله خيرا، الليلة عاد عندي شغل أبغى أبروح لفلان فعند العقد قال الولي زوّجت موكّلك فلانا فلانة فقال الوكيل قبِلت وأراد لنفسه فإن ذلك لا يصح لأن الإيجاب إنما صدر لمن؟ لموكّله وهو قبِل لنفسه فلا بد أن يقول قبِلت النكاح لموكّلي فلان وقيل إنه إذا عُلِم أن قوله قبِلت يعني لموكّلي فإن المعلوم كالمنطوق لأن الولي ماذا قال؟ قال زوّجت إيش؟ بنتي موكّلك فلانا فإذا قال قبِلت فالمعنى إني قبِلت بوصفي وكيلا فلا حاجة أن يقول قبِلت لموكّلي فلان وهذا القول أرجح بناءً على أن العقود تنعقد بما دل عليه ويتفرّع على هذه المسألة ما ذكره المؤلف رحمه الله بقوله.

Webiste