شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر ( لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ) قال عمر رضي الله عنه : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ فتساورت لها رجاء أن أدعى لها فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأعطاه إياها وقال : ( امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك ) فسار على شيئا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ : يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس ؟ قال : ( قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) . رواه مسلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله وفي لفظ ويحبه الله ورسوله يوم خيبر يعني يوم غزوة خيبر وخيبر حصون ومزارع كانت لليهود تبعد عن المدينة نحو مئة ميل نحو الشمال الغربي فتحها النبي عليه الصلاة والسلام كما هو معروف في السير وكان الذين يعملون فيها اليهود فصالحهم النبي عليه الصلاة والسلام على أن يبقوا فيها مزارعين بالنصف لهم نصف الثمرة وللمسلمين نصف الثمرة وبقوا على ذلك حتى أجلاهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته أجلاهم إلى الشام وإلى أذرعات قال النبي عليه الصلاة والسلام لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله الراية هي ما يسمى عندنا بالعلم يحمله القائد من أجل أن يهتدي به الجيش وراءه فقال لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله رجلا نكرة لا يعلم من هو قال عمر بن الخطاب " فما تمنيت الإمارة إلا يومئذ " رجاء أن يصيب أن يصيبه ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام فتسورت لها وبات الناس تلك الليلة يخوضون ويدوكون كل منهم يرجو أن يعطاها فلما أصبح قال النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبحوا قال النبي صلى الله عليه وسلم أين علي بن أبي طالب ابن عمه قال قالوا يا رسول الله إنه يشتكي عينيه يعني معه وجع في عينيه فدعا به فجاء فبصق في عينيه فبرأ كأن لم يكن به وجع في الحال والله على كل شيء قدير ثم أعطاه الراية وقال له امش ولا تلتفت وقاتلهم ففعل رضي الله عنه فلما مشى قليلا وقف ولكنه لم يلتفت لأن النبي صلى الله عليه سلم قال له لا تلتفت فصرخ بأعلى صوته يا رسول الله علام أقاتلهم بدون التفات لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لا تلتفت فلم يلتفت قال قاتلهم على أن يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله هذه الكلمة كلمة عظيمة لو وزنت بها السماوات والأرض لرجحت بالسماوات والأرض هذه الكلمة يدخل بها الإنسان من الكفر إلى الإسلام فهي الباب باب الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله يعني إذا قالوا أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإنهم لا يقاتلون منعوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها أي بحق لا إله إلا الله أي بالحقوق التابعة لها لأن لا إله إلا الله ليست مجرد لفظ يقوله الإنسان بلسانه بل لها شروط ولها أمور لابد أن تتم ولهذا قيل لبعض السلف إن النبي صلى الله عليه وسلم قال مفتاح الجنة لا إله إلا الله فقال نعم مفتاح الجنة لا إله إلا الله لكن لابد من عمل لأن المفتاح يحتاج إلى أسنان وهو صدق رحمه الله المفتاح يحتاج إلى أسنان لو جئت بمفتاح بدون أسنان ما فتحت إذن قول الرسول عليه الصلاة والسلام إلا بحقها يشمل كل شيء يكفر به الإنسان مع قول لا إله إلا الله فإن من كفر وإن كان يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ولكنه أتى بمكفّر فإن هذه الكلمة لا تنفعه
ولهذا كان المنافقون يذكرون الله يقولون لا إله إلا الله وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم هيئتهم وشكلهم كأنهم أكمل المؤمنين إيمانا ويأتون للرسول صلى الله عليه وسلم يقولون له نشهد إنك لرسول الله شف الكلام مؤكد نشهد إن واللام ثلاثة مؤكدات نشهد إنك لرسول الله فقال رب العزة والجلال الذي يعلم ما في الصدور قال والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون أعطاهم شهادة بشهادة يشهد إن المنافقين لكاذبون ثلاثة مؤكدات أكّد الله عز وجل كذب هؤلاء بقولهم " نشهد إنك لرسول الله " بثلاثة مؤكدات فليس كل من قال لا إله إلا الله يعصم دمه وماله لأن النبي صلى الله عليه وسلم استثنى قال إلا بحقها
ولما منع ولما منع الزكاة من منعها من العرب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم واستعد أبو بكر رضي الله عنه لقتالهم تكلّم معه من تكلم من الصحابة وقالوا كيف تقاتلهم وهم يقولون لا إله إلا الله قال رضي الله عنه " والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة " الزكاة حق المال وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إلا بحقها فقاتلهم رضي الله عنه فنجح ولله الحمد
فالحاصل أنه ليس كل من قال لا إله إلا الله فإنه يمنع دمه وماله ولكن لابد من حق ولذلك قال العلماء رحمهم الله لو أن قرية من القرى تركوا الأذان والإقامة فإنهم لا يكفرون لكن يقاتلون تستباح دماؤهم حتى يؤذنوا ويقيموا مع أن الأذان والإقامة ليسا من أركان الإسلام لكنها من حقوق الإسلام قالوا ولو تركوا صلاة العيد مثلا مع أن صلاة العيد ليست من الفرائض الخمس لو تركوا صلاة العيد وجب قتالهم يقاتلون بالسيف والرصاص حتى يصلوا العيد مع أن صلاة العيد فرض كفاية أو سنة عند بعض العلماء أو فرض عين على القول الراجح لكن الكلام على أن القتال قد يجوز مع إسلام المقاتلين قد يجوز مع إسلام المقاتلين ليذعنوا لشعائر الإسلام الظاهرة ولهذا قال هنا إلا بحقها
وفي هذا الحديث دليل على أنه يجوز للإنسان أن يقول " لأفعلن كذا " في المستقبل وإن لم يقل إن شاء الله ولكن يجب أن نعلم الفرق بين شخص يخبر عما في نفسه وشخص يخبر أنه سيفعل يعني يريد الفعل
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله وفي لفظ ويحبه الله ورسوله يوم خيبر يعني يوم غزوة خيبر وخيبر حصون ومزارع كانت لليهود تبعد عن المدينة نحو مئة ميل نحو الشمال الغربي فتحها النبي عليه الصلاة والسلام كما هو معروف في السير وكان الذين يعملون فيها اليهود فصالحهم النبي عليه الصلاة والسلام على أن يبقوا فيها مزارعين بالنصف لهم نصف الثمرة وللمسلمين نصف الثمرة وبقوا على ذلك حتى أجلاهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته أجلاهم إلى الشام وإلى أذرعات قال النبي عليه الصلاة والسلام لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله الراية هي ما يسمى عندنا بالعلم يحمله القائد من أجل أن يهتدي به الجيش وراءه فقال لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله رجلا نكرة لا يعلم من هو قال عمر بن الخطاب " فما تمنيت الإمارة إلا يومئذ " رجاء أن يصيب أن يصيبه ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام فتسورت لها وبات الناس تلك الليلة يخوضون ويدوكون كل منهم يرجو أن يعطاها فلما أصبح قال النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبحوا قال النبي صلى الله عليه وسلم أين علي بن أبي طالب ابن عمه قال قالوا يا رسول الله إنه يشتكي عينيه يعني معه وجع في عينيه فدعا به فجاء فبصق في عينيه فبرأ كأن لم يكن به وجع في الحال والله على كل شيء قدير ثم أعطاه الراية وقال له امش ولا تلتفت وقاتلهم ففعل رضي الله عنه فلما مشى قليلا وقف ولكنه لم يلتفت لأن النبي صلى الله عليه سلم قال له لا تلتفت فصرخ بأعلى صوته يا رسول الله علام أقاتلهم بدون التفات لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لا تلتفت فلم يلتفت قال قاتلهم على أن يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله هذه الكلمة كلمة عظيمة لو وزنت بها السماوات والأرض لرجحت بالسماوات والأرض هذه الكلمة يدخل بها الإنسان من الكفر إلى الإسلام فهي الباب باب الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله يعني إذا قالوا أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإنهم لا يقاتلون منعوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها أي بحق لا إله إلا الله أي بالحقوق التابعة لها لأن لا إله إلا الله ليست مجرد لفظ يقوله الإنسان بلسانه بل لها شروط ولها أمور لابد أن تتم ولهذا قيل لبعض السلف إن النبي صلى الله عليه وسلم قال مفتاح الجنة لا إله إلا الله فقال نعم مفتاح الجنة لا إله إلا الله لكن لابد من عمل لأن المفتاح يحتاج إلى أسنان وهو صدق رحمه الله المفتاح يحتاج إلى أسنان لو جئت بمفتاح بدون أسنان ما فتحت إذن قول الرسول عليه الصلاة والسلام إلا بحقها يشمل كل شيء يكفر به الإنسان مع قول لا إله إلا الله فإن من كفر وإن كان يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ولكنه أتى بمكفّر فإن هذه الكلمة لا تنفعه
ولهذا كان المنافقون يذكرون الله يقولون لا إله إلا الله وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم هيئتهم وشكلهم كأنهم أكمل المؤمنين إيمانا ويأتون للرسول صلى الله عليه وسلم يقولون له نشهد إنك لرسول الله شف الكلام مؤكد نشهد إن واللام ثلاثة مؤكدات نشهد إنك لرسول الله فقال رب العزة والجلال الذي يعلم ما في الصدور قال والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون أعطاهم شهادة بشهادة يشهد إن المنافقين لكاذبون ثلاثة مؤكدات أكّد الله عز وجل كذب هؤلاء بقولهم " نشهد إنك لرسول الله " بثلاثة مؤكدات فليس كل من قال لا إله إلا الله يعصم دمه وماله لأن النبي صلى الله عليه وسلم استثنى قال إلا بحقها
ولما منع ولما منع الزكاة من منعها من العرب بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم واستعد أبو بكر رضي الله عنه لقتالهم تكلّم معه من تكلم من الصحابة وقالوا كيف تقاتلهم وهم يقولون لا إله إلا الله قال رضي الله عنه " والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة " الزكاة حق المال وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إلا بحقها فقاتلهم رضي الله عنه فنجح ولله الحمد
فالحاصل أنه ليس كل من قال لا إله إلا الله فإنه يمنع دمه وماله ولكن لابد من حق ولذلك قال العلماء رحمهم الله لو أن قرية من القرى تركوا الأذان والإقامة فإنهم لا يكفرون لكن يقاتلون تستباح دماؤهم حتى يؤذنوا ويقيموا مع أن الأذان والإقامة ليسا من أركان الإسلام لكنها من حقوق الإسلام قالوا ولو تركوا صلاة العيد مثلا مع أن صلاة العيد ليست من الفرائض الخمس لو تركوا صلاة العيد وجب قتالهم يقاتلون بالسيف والرصاص حتى يصلوا العيد مع أن صلاة العيد فرض كفاية أو سنة عند بعض العلماء أو فرض عين على القول الراجح لكن الكلام على أن القتال قد يجوز مع إسلام المقاتلين قد يجوز مع إسلام المقاتلين ليذعنوا لشعائر الإسلام الظاهرة ولهذا قال هنا إلا بحقها
وفي هذا الحديث دليل على أنه يجوز للإنسان أن يقول " لأفعلن كذا " في المستقبل وإن لم يقل إن شاء الله ولكن يجب أن نعلم الفرق بين شخص يخبر عما في نفسه وشخص يخبر أنه سيفعل يعني يريد الفعل
الفتاوى المشابهة
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تتمة فوائد حديث أبي هريرة قال ثم لما توفي رس... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين