شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ...وعن أنس رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال ( ما هذا الحبل ؟ ) قالوا هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت به فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد ) متفق عليه .... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد -يعني المسجد النبوي- فإذا حبل مربوط بين ساريتين -أي بين عمودين- فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا حبل لزينب تربطه فإذا تعبت من الصلاة تعلقت به من أجل أن تنشط فقال النبي صلى الله عليه وسلم: حلوه يعني أخروه وأزيلوه، ثم قال: ليصل أحدكم نشاطه فإذا تعب فليرقد ، ففي هذا دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يتعمق وأن يتنطع في العبادة وأن يكلف نفسه ما لا تطيق، بل يصلي ما دام نشيطًا، فإذا تعب فليرقد ولينم، لأنه إذا صلى مع التعب تشوش فكره وربما كره العبادة وسئم ومل، وربما ذهب ليدعو لنفسه فإذا به يدعو عليها، مثلًا إذا سجد وأصابه النعاس ربما يريد أن يقول رب اغفر لي فيقول رب لا تغفر لي لأنه نائم، فلهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام بحل هذا الحبل، وأمرنا أن يصلي الإنسان نشاطه فإذا تعب فليرقد، وهذا وإن ورد في الصلاة فإنه يشمل جميع الأعمال ألا تكلف نفسك ما لا تطيق، بل عامل نفسك بالرفق واللين ولا تتعجل، لا تتعجل الأمور، الأمور ربما تتأخر لحكمة يريدها الله عز وجل، لا تقل أنا أريد أن أتعب نفسي، انتظر وأعط نفسك حقها ثم بعد ذلك يحصل لك المقصود، ومن ذلك أيضًا ما يفعله بعض الطلبة تجده مثلًا يطالع في دروسه وهو نعسان، يتعب يتعب نفسه ومع ذلك لا يحصل شيئًا، لأن الذي يراجع وهو نعسان لا يستفيد وإن ظن أنه يستفيد فإنه لا شيء لا يستفيد شيئًا أبدًا، لهذا ينبغي أن الإنسان إذا أصابه النعاس وهو يراجع كتبًا سواء كتبًا مدرسية منهجية أو غير ذلك، ينبغي له أن يغلق الكتاب وأن ينام ويستريح، وهذا يعم جميع الأوقات حتى لو فرض أن الإنسان أصابه النعاس بعد صلاة العصر وأراد أن يرقد ويستريح فلا حرج، أو بعد صلاة الفجر وأراد أن يرقد ويستريح فلا حرج، كلما أتاك النوم فنم، كلما صرت نشيطًا فاعمل فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ كل الأمور اجعلها بالتيسير إلا ما فرض الله عليك فلا بد أن يكون في الوقت المحدد له، أما الأمور التطوعية فالأمر فيها واسع لا تتعب نفسك في شيء، نسأل الله أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد -يعني المسجد النبوي- فإذا حبل مربوط بين ساريتين -أي بين عمودين- فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا حبل لزينب تربطه فإذا تعبت من الصلاة تعلقت به من أجل أن تنشط فقال النبي صلى الله عليه وسلم: حلوه يعني أخروه وأزيلوه، ثم قال: ليصل أحدكم نشاطه فإذا تعب فليرقد ، ففي هذا دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يتعمق وأن يتنطع في العبادة وأن يكلف نفسه ما لا تطيق، بل يصلي ما دام نشيطًا، فإذا تعب فليرقد ولينم، لأنه إذا صلى مع التعب تشوش فكره وربما كره العبادة وسئم ومل، وربما ذهب ليدعو لنفسه فإذا به يدعو عليها، مثلًا إذا سجد وأصابه النعاس ربما يريد أن يقول رب اغفر لي فيقول رب لا تغفر لي لأنه نائم، فلهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام بحل هذا الحبل، وأمرنا أن يصلي الإنسان نشاطه فإذا تعب فليرقد، وهذا وإن ورد في الصلاة فإنه يشمل جميع الأعمال ألا تكلف نفسك ما لا تطيق، بل عامل نفسك بالرفق واللين ولا تتعجل، لا تتعجل الأمور، الأمور ربما تتأخر لحكمة يريدها الله عز وجل، لا تقل أنا أريد أن أتعب نفسي، انتظر وأعط نفسك حقها ثم بعد ذلك يحصل لك المقصود، ومن ذلك أيضًا ما يفعله بعض الطلبة تجده مثلًا يطالع في دروسه وهو نعسان، يتعب يتعب نفسه ومع ذلك لا يحصل شيئًا، لأن الذي يراجع وهو نعسان لا يستفيد وإن ظن أنه يستفيد فإنه لا شيء لا يستفيد شيئًا أبدًا، لهذا ينبغي أن الإنسان إذا أصابه النعاس وهو يراجع كتبًا سواء كتبًا مدرسية منهجية أو غير ذلك، ينبغي له أن يغلق الكتاب وأن ينام ويستريح، وهذا يعم جميع الأوقات حتى لو فرض أن الإنسان أصابه النعاس بعد صلاة العصر وأراد أن يرقد ويستريح فلا حرج، أو بعد صلاة الفجر وأراد أن يرقد ويستريح فلا حرج، كلما أتاك النوم فنم، كلما صرت نشيطًا فاعمل فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ كل الأمور اجعلها بالتيسير إلا ما فرض الله عليك فلا بد أن يكون في الوقت المحدد له، أما الأمور التطوعية فالأمر فيها واسع لا تتعب نفسك في شيء، نسأل الله أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.
الفتاوى المشابهة
- فوائد حديث : ( ... عن ابن عباس رضي الله عنهم... - ابن عثيمين
- باب فضل انتظار الصلاة. عن أبي هريرة رضي الله... - ابن عثيمين
- ما معنى :( حبلا من الحبال ) .؟ - ابن عثيمين
- الجمع بين قوله تعالى : (( وضربت عليهم الذلة... - ابن عثيمين
- فوائد حديث: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسل... - ابن عثيمين
- وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا بن عل... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( ... دخل رسول الله صلى الله عل... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين