شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن معاذ رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإن هم أطاعوا لك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) متفق عليه ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال رحمه الله تعالى فيما نقله عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وكان بعثه إياه في ربيع في السنة العاشرة من الهجرة، بعثه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وكانوا أهل كتاب قال له: إنك تأتي قومًا أهل كتاب أخبره بحالهم ليكون مستعدًّا لهم، لأن الذي يجادل من أهل الكتاب يكون عنده من الحجة أقوى مما عند المشرك، لأن المشرك جاهل والذي أوتى الكتاب عنده علم، وأيضًا أعلمه بحالهم لينزلهم منزلتهم فيجادلهم بالتي هي أحسن، ثم وجهه عليه الصلاة والسلام إلى أن يكون أول ما يدعوهم إليه التوحيد والرسالة، قال له: أعلمهم ادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، أي: لا معبود حق إلا الله وحده لا شريك له، فهو المستحق للعبادة وما عداه فإنه لا حق له بالعبادة بل عبادته باطلة، كما قال الله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هو الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ وأني رسول الله يعني: مرسله الذي أرسله إلى الإنس والجن وختم به الرسالات فمن لم يؤمن به فهو من أهل النار فإن هم أجابوك لذلك يعني: شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة وهي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، لا يجب شيء من الصلوات سواها يعني من الصلوات اليومية سوى هذه الخمس، فالوتر ليس بواجب، والسنن الرواتب ليست بواجبة، وركعة الضحى ليست بواجبة، وأما صلاة العيد وصلاة الكسوف على القول بوجوبهما فإن ذلك لأمر عارض له سبب يختص به ليس واجبًا كل يوم أعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أجابوك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم وهذه الزكاة، الزكاة صدقة واجبة في المال تؤخذ من الغني وترد في الفقير، والغني هنا من يملك نصابًا زكويًّا، وليس الغني الكثير بل من يملك نصابًا زكويًّا فهو غني ولو لم يكن عنده إلا نصاب واحد فإنه غني، وقوله: ترد في فقرائهم لأن فقراء البلد أحق من تصرف إليه صدقة أهل البلد، ولهذا يخطئ قوم يرسلون صدقاتهم لبلاد بعيدة وفي بلادهم من هو محتاج فإن ذلك حرام عليهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم ولأن الأقربين أولى بالمعروف، ولأن الأقربين يعرفون المال عندك ويعرفون أنك غني، فإذا لم ينتفعوا بمالك فإنه سيقع في قلوبهم من العداوة والبغضاء ما تكون أنت السبب فيه، وربما إذا رأوا أنك تخرج صدقتك لبلاد بعيدة وهم محتاجون ربما يعتدون عليك يهجمون عليك يفسدون أموالك، ولهذا كانت من الحكمة أن الإنسان ما دام أهل بلده في حاجة ألا يصف صدقته إلى غيره، تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم فإن هم أجابوك لذلك ووافقوا فإياك وكرائم أموالهم يعني: لا تأخذ من أموالهم الطيب ولكن خذ المتوسط، المتوسط لا تظلم ولا تظلم واتق دعوة المظلوم يعني: أنك إذا أخذت من كرائم أموالهم فإنك ظالم لهم وربما يدعون عليك، فاتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب، تصعد إلى الله تعالى ويستجيبها، وهذا هو الشاهد من هذا الحديث للباب الذي ساقه المؤلف فيه، أن الإنسان يجب عليه أن يتقي دعوة المظلوم، ويستفاد من هذا الحديث فوائد كثيرة منها: ما يتعلق بهذا الباب، ومنها ما يتعلق بغيره، وسنذكرها إن شاء الله في الدرس القادم.
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى: " عن معاذ رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب متفق عليه ".
قال رحمه الله تعالى فيما نقله عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وكان بعثه إياه في ربيع في السنة العاشرة من الهجرة، بعثه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وكانوا أهل كتاب قال له: إنك تأتي قومًا أهل كتاب أخبره بحالهم ليكون مستعدًّا لهم، لأن الذي يجادل من أهل الكتاب يكون عنده من الحجة أقوى مما عند المشرك، لأن المشرك جاهل والذي أوتى الكتاب عنده علم، وأيضًا أعلمه بحالهم لينزلهم منزلتهم فيجادلهم بالتي هي أحسن، ثم وجهه عليه الصلاة والسلام إلى أن يكون أول ما يدعوهم إليه التوحيد والرسالة، قال له: أعلمهم ادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، أي: لا معبود حق إلا الله وحده لا شريك له، فهو المستحق للعبادة وما عداه فإنه لا حق له بالعبادة بل عبادته باطلة، كما قال الله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هو الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ وأني رسول الله يعني: مرسله الذي أرسله إلى الإنس والجن وختم به الرسالات فمن لم يؤمن به فهو من أهل النار فإن هم أجابوك لذلك يعني: شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة وهي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، لا يجب شيء من الصلوات سواها يعني من الصلوات اليومية سوى هذه الخمس، فالوتر ليس بواجب، والسنن الرواتب ليست بواجبة، وركعة الضحى ليست بواجبة، وأما صلاة العيد وصلاة الكسوف على القول بوجوبهما فإن ذلك لأمر عارض له سبب يختص به ليس واجبًا كل يوم أعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أجابوك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم وهذه الزكاة، الزكاة صدقة واجبة في المال تؤخذ من الغني وترد في الفقير، والغني هنا من يملك نصابًا زكويًّا، وليس الغني الكثير بل من يملك نصابًا زكويًّا فهو غني ولو لم يكن عنده إلا نصاب واحد فإنه غني، وقوله: ترد في فقرائهم لأن فقراء البلد أحق من تصرف إليه صدقة أهل البلد، ولهذا يخطئ قوم يرسلون صدقاتهم لبلاد بعيدة وفي بلادهم من هو محتاج فإن ذلك حرام عليهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم ولأن الأقربين أولى بالمعروف، ولأن الأقربين يعرفون المال عندك ويعرفون أنك غني، فإذا لم ينتفعوا بمالك فإنه سيقع في قلوبهم من العداوة والبغضاء ما تكون أنت السبب فيه، وربما إذا رأوا أنك تخرج صدقتك لبلاد بعيدة وهم محتاجون ربما يعتدون عليك يهجمون عليك يفسدون أموالك، ولهذا كانت من الحكمة أن الإنسان ما دام أهل بلده في حاجة ألا يصف صدقته إلى غيره، تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم فإن هم أجابوك لذلك ووافقوا فإياك وكرائم أموالهم يعني: لا تأخذ من أموالهم الطيب ولكن خذ المتوسط، المتوسط لا تظلم ولا تظلم واتق دعوة المظلوم يعني: أنك إذا أخذت من كرائم أموالهم فإنك ظالم لهم وربما يدعون عليك، فاتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب، تصعد إلى الله تعالى ويستجيبها، وهذا هو الشاهد من هذا الحديث للباب الذي ساقه المؤلف فيه، أن الإنسان يجب عليه أن يتقي دعوة المظلوم، ويستفاد من هذا الحديث فوائد كثيرة منها: ما يتعلق بهذا الباب، ومنها ما يتعلق بغيره، وسنذكرها إن شاء الله في الدرس القادم.
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى: " عن معاذ رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب متفق عليه ".
الفتاوى المشابهة
- شرح قول المصنف : عن ابن عباس - رضي الله عنهم... - ابن عثيمين
- الدعوة إلى الله في ضوء السنة النبوية - اللجنة الدائمة
- و حدثني عبد الله بن أبي الأسود حدثنا الفضل ب... - ابن عثيمين
- لا إله إلا الله محمد رسول الله من الأسس... - اللجنة الدائمة
- فوائد حديث : " ... معاذ رضي الله عنه قال بعث... - ابن عثيمين
- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق ب... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول ا... - ابن عثيمين
- فوائد حديث معاذ رضي الله عنه قال : " بعثني ر... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن معاذ رضي الله عنه قال: بعثني رسو... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين