تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فوائد حديث : " ... معاذ رضي الله عنه قال بعث... - ابن عثيمينالشيخ : وسميت صدقة لأن بذل المال دليل على صدق إيمان باذله، فإن المال محبوب إلى النفوس كما قال الله تعالى:  وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً  والإنسان...
العالم
طريقة البحث
فوائد حديث : " ... معاذ رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( إنك تأتي قوما من أهل الكتاب ... ) ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وسميت صدقة لأن بذل المال دليل على صدق إيمان باذله، فإن المال محبوب إلى النفوس كما قال الله تعالى: وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً والإنسان لا يبذل المحبوب إلا لما هو أحب منه، فإذا كان هذا الرجل أو المرأة بذلا المال مع حبه له، دل ذلك على أنه يحب ما عند الله أكثر مما يحب ماله، وهو دليل على صدق الإيمان، وفي قوله: تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم دليل على أن لولي الأمر أن يأخذ الزكاة من أهلها ويصرفها في مصارفها وأنه إذا فعل ذلك برئت الذمة، ولكن لو قال قائل: أنا لا آمن أن يتلاعب بها من يأخذها ثم يصرفها في غير مصرفها، نقول له: أنت إذا أديت ما عليك فقد برئت ذمتك سواء صرفت في مصارفها أم لم تصرف، لكن قال الإمام أحمد: " إذا رأى أن الإمام لا يصرفها في مصارفها فلا يعطه إلا إذا يعني طلب منه ذلك وألزمه به " وحينئذ تبرأ ذمته، وبناء على هذا لا بأس أن يخفي الإنسان شيئًا من ماله إذا كان الذي يأخذها لا يصرفها في مصارفها، لأجل أن يؤدي هو بنفسه الزكاة الواجبة عليه، وإذا قدر أن ولي الأمر أخذ أكثر مما يجب فإن ذلك ظلم لا يحل لولي الأمر، أما صاحب المال فعليه السمع والطاعة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك وإذا قدر أن ولي الأمر أخذ دون الواجب، وجب على صاحب المال أن يخرج البقية، ولا يقول إنه أخذ مني وبرئت الذمة، لأنه إذا قدرنا أن الزكاة ألف وأخذ ثمانمائة فعليك أن تكمل المئتين تخرجها، ومن فوائد هذا الحديث: أنه يجوز صرف الزكاة في صنف واحد من أصناف الزكاة، وأصناف الزكاة ثمانية الفقراء والمساكين والعاملون عليهم والمؤلفة قلوبهم والرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، فإذا أداها إلى واحد من هذه الأصناف أجزأ، بل إذا أداها إلى واحد من هذه الأنواع يعني واحد من نوع واحد، يعني مثل أعطى زكاته كلها فقيرًا واحدًا فلا حرج، فلو قدر مثلًا أن شخصًا عليه مئة ألف ريال دينًا وزكاتك مئة ألف وقضيت دينه كله فإن ذمتك تبرأ بهذا، وعليه فيكون معنى قوله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ بيان المصارف فقط، ولا يجب أن تعطي كل الأصناف الثمانية، ولا يجب أن تعطي ثلاثة من كل صنف، بل إذا أديتها لواحد من صنف واحد أجزأ ذلك كما في هذا الحديث، ويستفاد منه: أن الزكاة تصرف في بلدها أي في بلد المال وقد سبق ذكر ذلك وبيان أنه لا يجوز أن يخرج زكاته عن البلد الذي فيه المال إلا إذا كان هناك مصلحة أو حاجة أكثر، وأما ما دام فيها مستحقون فلا يخرجها، بل يؤدي الزكاة في نفس البلد، وفي الحديث أيضًا دليل على تحريم الظلم وأنه لا يجوز للساعي على الزكاة أن يأخذ أكثر من الواجب، ولهذا حذر النبي صلى لله عليه وسلم معاذًا فقال له: إياك وكرائم أموالهم الكرائم جمع كريمة وهي الحسنة المرغوبة، وفيه دليل على أن دعوة المظلوم مستجابة لقوله: فإنه ليس بينها وبين الله حجاب وفيه دليل على أنه يجب على الإنسان أن يتقي الظلم ويخاف من دعوة المظلوم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بذلك فقال: اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب والله الموفق.

Webiste