شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ) وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما رواه البخاري . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة ) وأشار الراوي وهو مالك بن أنس بالسبابة والوسطى . رواه مسلم
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة واللقمتان إنما المسكين الذي يتعفف ) متفق عليه ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنا وكافل اليتيم كهاتين ، وأشار بالسبابة والوسطى : يعني بالأصبع السبابة والوسطى، والأصبع السبابة هي التي بين الوسطى والإبهام، وتسمى السبابة لأن الإنسان يشير بها عند السب، فإذا سب شخصاً قال هذا وأشار بها.
وتسمى السباحة لأن الإنسان يشير بها أيضاً عند التسبيح، ولهذا يشير الإنسان بها في صلاته إذا جلس بين السجدتين.
وما يصلحه في دنياه من الطعام والشراب والمسكن .
واليتيم حده البلوغ .
وإنما المسكين الذي يتعفف : يعني المسكين ليس الشحاد الذي يشحد الناس، ترده اللقمة واللقمتان : يعني إذا أعطيته لقمة أو لقمتين أو تمرة أو تمرتين ردته، المسكين حقيقة هو الذي يتعفف ، يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ ، هذا هو المسكين حقيقة، لا يَسأل فيُعطى ولا يتفطن له فيُعطى، كما يقول العامة: " عافٌ كاف " ، ما يُدرى عنه، هذا هو المسكين الذي ينبغي للناس تفقده وإصلاح حاله، والحنو عليه، والعطف عليه.
وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي للمسكين أن يصبر، وأن ينتظر الفرج من الله، وأن لا يتكفف الناس أعطوه أو منعوه، لأن الإنسان إذا علق قلبه بالخلق وكل إليهم، كما جاء في الحديث: مَن تعلق شيئاً وُكِل إليه ، وإذا وُكِلت إلى الخلق نسيت الخالق، اجعل أمرك إلى الله عز وجل، علق رجاءك وخوفك وتوكلك واعتمادك على الله سبحانه وتعالى فإنه يكفيك : وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ : كل ما أمر الله به فهو بالغه عز وجل، لا يمنعه شيء ولا يرده شيء .
فالمسكين يجب عليه الصبر، ويجب عليه أن يمتنع عن سؤال الناس، لا يسأل إلا عند الضرورة القصوى، إذا حلَّت له الميتة حلَّ له السؤال، أما قبل ذلك مادام يمكنه أن يتعفف ولو أن يأكل كِسرة من خبز أو شقاً من تمرة فلا يسأل، ولا يزال الإنسان يَسأل الناس، يسأل الناس، يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وما في وجهه مُزعة لحم، يأتي يوم القيامة ووجهه يلوح عظام والعياذ بالله ما فيه لحم، لأنه قد قَشَّر وجهه للناس في الدنيا .
وفي هذا ذم أولئك القوم الذين يترددون على الناس يسألونهم وهم أغنياء، أغناء، إذا ماتوا وجد عندهم الآلاف، توجد عندهم الآلاف من الذهب والفضة والدراهم القديمة والأوراق، وهم إذا رأيتهم قلت: هؤلاء أفقر الناس، يؤذون الناس بالسؤال .
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنا وكافل اليتيم كهاتين ، وأشار بالسبابة والوسطى : يعني بالأصبع السبابة والوسطى، والأصبع السبابة هي التي بين الوسطى والإبهام، وتسمى السبابة لأن الإنسان يشير بها عند السب، فإذا سب شخصاً قال هذا وأشار بها.
وتسمى السباحة لأن الإنسان يشير بها أيضاً عند التسبيح، ولهذا يشير الإنسان بها في صلاته إذا جلس بين السجدتين.
وما يصلحه في دنياه من الطعام والشراب والمسكن .
واليتيم حده البلوغ .
وإنما المسكين الذي يتعفف : يعني المسكين ليس الشحاد الذي يشحد الناس، ترده اللقمة واللقمتان : يعني إذا أعطيته لقمة أو لقمتين أو تمرة أو تمرتين ردته، المسكين حقيقة هو الذي يتعفف ، يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ ، هذا هو المسكين حقيقة، لا يَسأل فيُعطى ولا يتفطن له فيُعطى، كما يقول العامة: " عافٌ كاف " ، ما يُدرى عنه، هذا هو المسكين الذي ينبغي للناس تفقده وإصلاح حاله، والحنو عليه، والعطف عليه.
وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي للمسكين أن يصبر، وأن ينتظر الفرج من الله، وأن لا يتكفف الناس أعطوه أو منعوه، لأن الإنسان إذا علق قلبه بالخلق وكل إليهم، كما جاء في الحديث: مَن تعلق شيئاً وُكِل إليه ، وإذا وُكِلت إلى الخلق نسيت الخالق، اجعل أمرك إلى الله عز وجل، علق رجاءك وخوفك وتوكلك واعتمادك على الله سبحانه وتعالى فإنه يكفيك : وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ : كل ما أمر الله به فهو بالغه عز وجل، لا يمنعه شيء ولا يرده شيء .
فالمسكين يجب عليه الصبر، ويجب عليه أن يمتنع عن سؤال الناس، لا يسأل إلا عند الضرورة القصوى، إذا حلَّت له الميتة حلَّ له السؤال، أما قبل ذلك مادام يمكنه أن يتعفف ولو أن يأكل كِسرة من خبز أو شقاً من تمرة فلا يسأل، ولا يزال الإنسان يَسأل الناس، يسأل الناس، يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وما في وجهه مُزعة لحم، يأتي يوم القيامة ووجهه يلوح عظام والعياذ بالله ما فيه لحم، لأنه قد قَشَّر وجهه للناس في الدنيا .
وفي هذا ذم أولئك القوم الذين يترددون على الناس يسألونهم وهم أغنياء، أغناء، إذا ماتوا وجد عندهم الآلاف، توجد عندهم الآلاف من الذهب والفضة والدراهم القديمة والأوراق، وهم إذا رأيتهم قلت: هؤلاء أفقر الناس، يؤذون الناس بالسؤال .
الفتاوى المشابهة
- شرح حديث عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول ا... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أمية بن مخشي الصحابي رضي الله عن... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- الصدقة عن الميت - اللجنة الدائمة
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين