شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع الشبهات، وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله: ألا وهي القلب ) . متفق عليه .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- : " عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ الحلال بيّن وإن الحرام بيّن، وبينهما مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعِرضه، ومن وقع الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإنّ حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله: ألا وهي القلب متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرّحمن الرّحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله عن النعمان بن بشير رضي الله عنه وعن أبيه بشير بن سعد في كتابه *رياض الصّالحين : أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس : قسّم النبي صلى الله عليه وسلم الأمور إلى ثلاثة أقسام:
حلال بيّن، وحرام بيّن، ومشتبه، الحلال البيّن: كحلّ بهيمة الأنعام، والحرام البيّن: كتحريم الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أشبه ذلك، وكلّ ما في القرآن من كلمة أُحِلّ فهو حلال، ومن كلمة حرّم فهو حرام، أحل الله البيع هذا حلال بيّن، حرّم الرّبا : هذا حرام بيّن.
هناك أمور مشتبهات تخفى على الناس وأسباب الخفاء كثيرة : منها :
ألاّ يكون النّصّ ثابتا عند الإنسان ، يعني يتردّد هل يصحّ عن الرسول عليه الصّلاة والسّلام أو لا يصحّ؟ ثمّ إذا صحّ تشتبه دلالته، هل يدل على كذا أو لا يدلّ ؟ ثمّ إذا دلّ على شيء معيّن يشتبه هل له مخصّص إن كان عامّا، هل له مُقيّد إن كان مطلقا، ثمّ إذا تبيّن يشتبه هل هو باق أو منسوخ، المهمّ أنّ أسباب الإشتباه كثيرة، فما هو الطريق إلى حلّ هذا الإشتباه؟
بيّنه النبي عليه الصّلاة والسّلام فقال: فمن اتّقى الشّبهات استبرأ لدينه وعرضه : من اتّقاها يعني تجنّبها إلى الشّيء الواضح البيّن: استبرأ لدينه وعرضه، استبرأ لدينه : حيث سلم من الوقوع في المحرّم، ولعرضه : حيث سلم من كلام الناس فيه، لأنه إذا أخذ بالأمور المشتبهة صار عرضة للكلام فيه كما إذا أتى الأمور البيّنة الواضح تحريمها.
ثمّ ضرب النبي صلى الله عليه وسلّم مثلا لذلك بالراعي، راعي غنم أو إبل أو بقر ، يرعى حول الحمى : يعني حول الحمى الذي حماه أحد من الناس لا يرعى فيه أحد، ومعلوم أنه إذا حمي ازدهر وكثر عشبه أو كثر زرعه، لأن الناس لا ينتهكونه بالرّعي، فالراعي الذي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، لأن البهائم إذا رأت الخضرة في هذا المحمي، ورأت العشب فإنها تنطلق إليه، وتحتاج إلى ملاحظة ومراقبة كبيرة، ومع ذلك لولا أنه يراقب الإنسان فإنه قد يغفل وقد تغلبه هذه البهائم فترتع في هذا الحمى، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، -ثم قال عليه الصلاة والسلام- ألا وإن لكل ملك حمى : وهذا يحتمل أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك إقرارا له، وأن الملك له أن يحمي مكانًا معيّنا يكثر فيه العشب لبهائم المسلمين، البهائم التي تكون في بيت المال كإبل الصّدقة وخيل الجهاد وما أشبه ذلك، وأما الذي يحمي لنفسه فإن ذلك حرام عليه، لا يحل لأحد أن يحمي شيئا من أراضي الله يختصّ بها دون عباد الله، فإن ذلك حرام عليه، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال : الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والثالث؟ النار ، فالكلأ لا يجوز لأحد أن يحميه يضع عليه الشّبك، أو يضع عنده جنود يمنعون الناس أن يرعوا فيه، فهو غَصب لهذا المكان وإن لم يكن غصبًا خاصّا لأنه ليس ملكًا لأحد، لكنّه منع لشيء يشترك فيه الناس فهذا لا يجوز، ولهذا قال أهل العلم : " يجوز للإمام حمى مرعًا لدواب المسلمين بشرط أن لا يضرّهم أيضا " ، فقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ألا وإنّ لكل ملك حمى : يحتمل أنه إقرار، فإن كان كذلك فالمراد ما يحميه الملك لدواب المسلمين كخيول الجهاد وإبل الصّدقة وما أشبه ذلك، ويحتمل أنه إخبار بالواقع وإن لم يكن إقرارا له، لأن الرسول عليه الصّلاة والسّلام قد يخبر بالشيء الواقع أو الذي سيقع من غير إقرار له، أخبر النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أنّنا سنرتكب سُنن اليهود والنّصارى، فقال: لتركبنّ سَنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذّة حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود والنّصارى؟ قال: فمن؟ : فهل هذا إقرار؟ لا، لكنّه تحذير.
على كلّ حال الملك له حمى يحميه سواء بحق أو بغير حقّ ، فإذا جاء الناس يرعون حول الحمى، حول الأرض المعشبة المخضرّة فإنهم لا يملكون البهائم أن ترتع فيها، ثم قال عليه الصّلاة والسّلام: ألا وإن حمى الله محارمه : الله عزّ وجلّ أحاط الشّريعة بسياج مُحكم، حَمى كلّ شيء محرّم يضرّ الناس في دينهم أو دنياهم، حماه، وإذا كان الشّيء مما تدعو النفوس إليه شدّد السياج حوله، إذا كان الشّيء مما تدعو النفوس إليه فإنه يشدّد السّياج حوله، انظر مثلا إلى الزنا والعياذ بالله، الزّنا سببه قوة الشّهوة ، وضعف الإيمان ، لكن النفوس تدعو إليه لأنه جبلّة وطبيعة ، فجعل حوله سياجا يبعد الناس عنه فقال : ولا تقربوا الزّنا لم يقل: لا تزنوا، قال: ولا تقربوا الزّنا : يشمل كلّ ذريعة توصل إلى الزّنا من النّظر واللمس والمحادثة وغير ذلك.
كذلك الرّبا حرّمه الله عزّ وجلّ، ولما كانت النّفوس تطلبه لما فيه مِن الفائدة حرّم كلّ ذريعة إلى الرّبا، فحرّم الحيل على الرّبا ومنعها، وهكذا جعل الله عزّ وجلّ المحارم حِمى لها، تمنع الناس من الوقوع فيها، ثم قال: ألاّ وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كله: ألا وهي القلب : المضغة يعني قطعة لحم، بقدر ما يمضغه الإنسان، بقدر ما يعلكه صغيرة لكنّ شأنها عظيم، هي التي تدبّر الجسد، إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه: ليست العين ولا الأنف ولا اللسان ولا اليد ولا الرجل ولا الكبد ولا غيرها من الأعضاء، إنما هي القلب، ولهذا كان الرسول عليه الصّلاة والسّلام يقول: اللهم مقلب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك، اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك : فالإنسان مدار صلحه وفساده على القلب، ولهذا ينبغي لك أيها المسلم أن تعتني بصلاح قلبك، صلاح الظواهر وأعمال الجوارح طيب، ولكن الشّأن كلّ الشّأن في صلاح القلب، يقول الله عن المنافقين : وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم : إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم مِن الهيئة الحسنة وحسن عمل الجوارح ، وإذا قالوا قولا تسمع له من حسنه وزخرفته ، لكن قلوبهم خاربة والعياذ بالله، كأنّهم خُشُب مسنّدة : ما فيها خير ، فأنت اعتن بصلاح القلب، انظر قلبك هل فيه شيء من الشّرك؟ هل فيه شيء من كراهة ما أنزل الله، هل فيه شيء من كراهة عباد الله الصّالحين، هل فيه شيء من الميل إلى الكفّار، هل فيه شيء مِن موالاة الكفّار؟ هل فيه شيء من الحسد؟ هل فيه شيء من الغلّ؟ هل فيه شيء من الحقد وما أشبه ذلك من الأمراض العظيمة الكثيرة في القلوب، طهّر قلبك من هذا ، أصلح قلبك فإن المدار عليه : أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصّل ما في الصّدور : هذا يوم القيامة العمل على الباطن، في الدّنيا العمل على الظاهر ما لنا إلاّ ظواهر الناس ، لكن في الآخرة العمل على الباطن أصلح الله قلوبنا وقلوبكم.
إنه على رجعه لقادر يوم تبلى : يعني تختبر السرائر ، لذلك أصلح قلبك يا أخي أصلح قلبك، لا تكره شريعة الله، لا تكره عباد الله الصّالحين، لا تكره أيّ شيء مما نزّل الله ، فإن كراهتك لشيء مما أنزل الله كفر بالله ، نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق والصّلاح.
الشيخ : بسم الله الرّحمن الرّحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله عن النعمان بن بشير رضي الله عنه وعن أبيه بشير بن سعد في كتابه *رياض الصّالحين : أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس : قسّم النبي صلى الله عليه وسلم الأمور إلى ثلاثة أقسام:
حلال بيّن، وحرام بيّن، ومشتبه، الحلال البيّن: كحلّ بهيمة الأنعام، والحرام البيّن: كتحريم الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أشبه ذلك، وكلّ ما في القرآن من كلمة أُحِلّ فهو حلال، ومن كلمة حرّم فهو حرام، أحل الله البيع هذا حلال بيّن، حرّم الرّبا : هذا حرام بيّن.
هناك أمور مشتبهات تخفى على الناس وأسباب الخفاء كثيرة : منها :
ألاّ يكون النّصّ ثابتا عند الإنسان ، يعني يتردّد هل يصحّ عن الرسول عليه الصّلاة والسّلام أو لا يصحّ؟ ثمّ إذا صحّ تشتبه دلالته، هل يدل على كذا أو لا يدلّ ؟ ثمّ إذا دلّ على شيء معيّن يشتبه هل له مخصّص إن كان عامّا، هل له مُقيّد إن كان مطلقا، ثمّ إذا تبيّن يشتبه هل هو باق أو منسوخ، المهمّ أنّ أسباب الإشتباه كثيرة، فما هو الطريق إلى حلّ هذا الإشتباه؟
بيّنه النبي عليه الصّلاة والسّلام فقال: فمن اتّقى الشّبهات استبرأ لدينه وعرضه : من اتّقاها يعني تجنّبها إلى الشّيء الواضح البيّن: استبرأ لدينه وعرضه، استبرأ لدينه : حيث سلم من الوقوع في المحرّم، ولعرضه : حيث سلم من كلام الناس فيه، لأنه إذا أخذ بالأمور المشتبهة صار عرضة للكلام فيه كما إذا أتى الأمور البيّنة الواضح تحريمها.
ثمّ ضرب النبي صلى الله عليه وسلّم مثلا لذلك بالراعي، راعي غنم أو إبل أو بقر ، يرعى حول الحمى : يعني حول الحمى الذي حماه أحد من الناس لا يرعى فيه أحد، ومعلوم أنه إذا حمي ازدهر وكثر عشبه أو كثر زرعه، لأن الناس لا ينتهكونه بالرّعي، فالراعي الذي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، لأن البهائم إذا رأت الخضرة في هذا المحمي، ورأت العشب فإنها تنطلق إليه، وتحتاج إلى ملاحظة ومراقبة كبيرة، ومع ذلك لولا أنه يراقب الإنسان فإنه قد يغفل وقد تغلبه هذه البهائم فترتع في هذا الحمى، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، -ثم قال عليه الصلاة والسلام- ألا وإن لكل ملك حمى : وهذا يحتمل أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك إقرارا له، وأن الملك له أن يحمي مكانًا معيّنا يكثر فيه العشب لبهائم المسلمين، البهائم التي تكون في بيت المال كإبل الصّدقة وخيل الجهاد وما أشبه ذلك، وأما الذي يحمي لنفسه فإن ذلك حرام عليه، لا يحل لأحد أن يحمي شيئا من أراضي الله يختصّ بها دون عباد الله، فإن ذلك حرام عليه، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال : الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والثالث؟ النار ، فالكلأ لا يجوز لأحد أن يحميه يضع عليه الشّبك، أو يضع عنده جنود يمنعون الناس أن يرعوا فيه، فهو غَصب لهذا المكان وإن لم يكن غصبًا خاصّا لأنه ليس ملكًا لأحد، لكنّه منع لشيء يشترك فيه الناس فهذا لا يجوز، ولهذا قال أهل العلم : " يجوز للإمام حمى مرعًا لدواب المسلمين بشرط أن لا يضرّهم أيضا " ، فقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ألا وإنّ لكل ملك حمى : يحتمل أنه إقرار، فإن كان كذلك فالمراد ما يحميه الملك لدواب المسلمين كخيول الجهاد وإبل الصّدقة وما أشبه ذلك، ويحتمل أنه إخبار بالواقع وإن لم يكن إقرارا له، لأن الرسول عليه الصّلاة والسّلام قد يخبر بالشيء الواقع أو الذي سيقع من غير إقرار له، أخبر النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام أنّنا سنرتكب سُنن اليهود والنّصارى، فقال: لتركبنّ سَنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذّة حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود والنّصارى؟ قال: فمن؟ : فهل هذا إقرار؟ لا، لكنّه تحذير.
على كلّ حال الملك له حمى يحميه سواء بحق أو بغير حقّ ، فإذا جاء الناس يرعون حول الحمى، حول الأرض المعشبة المخضرّة فإنهم لا يملكون البهائم أن ترتع فيها، ثم قال عليه الصّلاة والسّلام: ألا وإن حمى الله محارمه : الله عزّ وجلّ أحاط الشّريعة بسياج مُحكم، حَمى كلّ شيء محرّم يضرّ الناس في دينهم أو دنياهم، حماه، وإذا كان الشّيء مما تدعو النفوس إليه شدّد السياج حوله، إذا كان الشّيء مما تدعو النفوس إليه فإنه يشدّد السّياج حوله، انظر مثلا إلى الزنا والعياذ بالله، الزّنا سببه قوة الشّهوة ، وضعف الإيمان ، لكن النفوس تدعو إليه لأنه جبلّة وطبيعة ، فجعل حوله سياجا يبعد الناس عنه فقال : ولا تقربوا الزّنا لم يقل: لا تزنوا، قال: ولا تقربوا الزّنا : يشمل كلّ ذريعة توصل إلى الزّنا من النّظر واللمس والمحادثة وغير ذلك.
كذلك الرّبا حرّمه الله عزّ وجلّ، ولما كانت النّفوس تطلبه لما فيه مِن الفائدة حرّم كلّ ذريعة إلى الرّبا، فحرّم الحيل على الرّبا ومنعها، وهكذا جعل الله عزّ وجلّ المحارم حِمى لها، تمنع الناس من الوقوع فيها، ثم قال: ألاّ وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كله: ألا وهي القلب : المضغة يعني قطعة لحم، بقدر ما يمضغه الإنسان، بقدر ما يعلكه صغيرة لكنّ شأنها عظيم، هي التي تدبّر الجسد، إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه: ليست العين ولا الأنف ولا اللسان ولا اليد ولا الرجل ولا الكبد ولا غيرها من الأعضاء، إنما هي القلب، ولهذا كان الرسول عليه الصّلاة والسّلام يقول: اللهم مقلب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك، اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك : فالإنسان مدار صلحه وفساده على القلب، ولهذا ينبغي لك أيها المسلم أن تعتني بصلاح قلبك، صلاح الظواهر وأعمال الجوارح طيب، ولكن الشّأن كلّ الشّأن في صلاح القلب، يقول الله عن المنافقين : وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم : إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم مِن الهيئة الحسنة وحسن عمل الجوارح ، وإذا قالوا قولا تسمع له من حسنه وزخرفته ، لكن قلوبهم خاربة والعياذ بالله، كأنّهم خُشُب مسنّدة : ما فيها خير ، فأنت اعتن بصلاح القلب، انظر قلبك هل فيه شيء من الشّرك؟ هل فيه شيء من كراهة ما أنزل الله، هل فيه شيء من كراهة عباد الله الصّالحين، هل فيه شيء من الميل إلى الكفّار، هل فيه شيء مِن موالاة الكفّار؟ هل فيه شيء من الحسد؟ هل فيه شيء من الغلّ؟ هل فيه شيء من الحقد وما أشبه ذلك من الأمراض العظيمة الكثيرة في القلوب، طهّر قلبك من هذا ، أصلح قلبك فإن المدار عليه : أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصّل ما في الصّدور : هذا يوم القيامة العمل على الباطن، في الدّنيا العمل على الظاهر ما لنا إلاّ ظواهر الناس ، لكن في الآخرة العمل على الباطن أصلح الله قلوبنا وقلوبكم.
إنه على رجعه لقادر يوم تبلى : يعني تختبر السرائر ، لذلك أصلح قلبك يا أخي أصلح قلبك، لا تكره شريعة الله، لا تكره عباد الله الصّالحين، لا تكره أيّ شيء مما نزّل الله ، فإن كراهتك لشيء مما أنزل الله كفر بالله ، نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق والصّلاح.
الفتاوى المشابهة
- يقول أكتب لفضيلتكم هذه الرسالة وأرجو من أن ت... - ابن عثيمين
- بيان أن الشارع الحكيم لا يسنُّ تشاريع تكون سبب... - الالباني
- ماهو معنى هذا الحديث في قوله صلى الله عليه و... - ابن عثيمين
- ما حكم الملك الذي يحمي الحمى هل يطاع في ذلك.؟ - ابن عثيمين
- ذكر حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنه - : (... - الالباني
- ذكر الشيخ لحديث النعمان بن بشير رضي الله عنه ا... - الالباني
- ذكر حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنه - : (... - الالباني
- استدلاله رحمه الله بالحديث المتفق عليه عن النع... - الالباني
- حدثنا أبو نعيم حدثنا زكرياء عن عامر قال سمعت... - ابن عثيمين
- شرح حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال:... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين