تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمينالشيخ : فالمهمّ أنه ينبغي لنا إحياء هذه السّنّة ، أعني إفشاء السّلام، وهو من أسباب المحبّة، ومن كمال الإيمان، ومن أسباب دخول الجنّة، قال النبي عليه الصّ...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أنس رضي الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله متفق عليه . وعن الأسود بن يزيد قال: سئلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - يعني: خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة، خرج إلى الصلاة . رواه البخاري . وعن أبي رفاعة تميم بن أسيد رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقلت يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه ؟ فأقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى إلي، فأتي بكرسي، فقعد عليه، وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته، فأتم آخرها رواه مسلم ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : فالمهمّ أنه ينبغي لنا إحياء هذه السّنّة ، أعني إفشاء السّلام، وهو من أسباب المحبّة، ومن كمال الإيمان، ومن أسباب دخول الجنّة، قال النبي عليه الصّلاة والسلام: والله لا تدخلوا الجنّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السّلام بينكم .
ومن تواضع النّبيّ صلى الله عليه وسلّم أنه كان في بيته في خدمة أهله، يخدم، يحلب الشّاة، يخصف النّعل ، يخدمهم في بيته، لأن عائشة سُئلت ماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيته ؟ قالت: كان في مهنة أهله : يعني في خدمتهم عليه الصّلاة والسّلام، فمثلا الإنسان في بيته من السّنّة أنه مثلا يسوّي الشاي لنفسه، ويطبخ إذا كان يعرف، ويغسل ما يحتاج إلى غسله كلّ هذا من السّنّة، أنت إذا فعلته تثاب عليه ثواب سنّة اقتداء بالرسول عليه الصّلاة والسّلام وتواضعا ، ولأنّ هذا يوجب المحبّة بينك وبين أهلك، إذا شعر أهلك أنك تساعدهم في مهنتهم أحبّوك ، وازدادت قيمتك عندهم فيكون في هذا مصلحة كبيرة.
ومن تواضع الرّسول عليه الصّلاة والسّلام : أنه جاءه رجل وهو يخطب الناس فقال : رجل غريب جاء يسأل عن دينه : كلمة استعطاف بل كلمتان: غريب، وجاء يسأل، لا يسأل مالا يسأل عن دينه، فأقبل إليه النبي عليه الصّلاة والسلام حتى انتهى إليه، ثم جيء إليه بكرسي فجعل يُعلّم هذا الرجل، لأن هذا الرجل جاء مشفقًا محبّا للعلم يريد أن يعلم دينه حتى يعمل به، فأقبل إليه النّبي عليه الصّلاة والسّلام وقطع الخطبة ثم بعد ذلك أكمل خطبته، وهذا من تواضع الرسول عليه الصلاة والسلام وحسن رعايته، فإن قال قائل: أليست المصلحة العامّة أولى بالمراعاة من المصلحة الخاصّة ؟ وحاجة هذا الرجل خاصّة ، واحد ، وهو يخطب في جماعة ؟ قلنا : نعم لو كانت مصلحة العامة تفوت لكان مراعاة المصلحة العامّة أولى ، لكن مصلحة العامّة لا تفوت ، بل إنهم سيستفيدون ممّا يعلّمه الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الرّجل الغريب، والمصلحة : مصلحة العامّة لا تفوت وهذا الغريب الذي جاء يسأل عن دينه إذا أقبل إليه الرسول عليه الصّلاة والسّلام وعلّمه صار في هذا تأليف لقلبه على الإسلام ومحبّة للإسلام، ومحبّة للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ، وهذا من حكمة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وفّق الله الجميع لما يحب ويرضى.

Webiste