شرح حديث عن أبي اليقظان عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته، مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطبة ). رواه مسلم.
مئنة بميم مفتوحة، ثم همزة مكسورة، ثم نون مشددة، أي: علامة دالة على فقهه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب الوعظ والإقتصاد فيه : " عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته، مَئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطبة رواه مسلم.
عن معاوية بن الحكم السُلَمي رضي الله عنه قال : بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم! فقلت: واثكل أمِّياه! ما شأنكم تنظرون إلي ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم! فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت. فلمَّا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمِّي، ما رأيتُ معلّمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير، وقراءة القرآن -أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- قلتُ يا رسول الله: إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإنَّ منا رجالا يأتون الكهان؟ قال: فلا تأتهم، قلتُ: ومنا رجال يتطيرون؟ قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدّهم رواه مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف النووي -رحمه الله- في *رياض الصالحين في باب الوعظ والإقتصاد فيه وعدم الملل والسّآمة على الناس فيما يعظ به :
وسبق الكلام على الآية التي ذكرها المؤلف رحمه الله في هذا الباب وهي قوله تعالى: ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن .
ثم ذكر المؤلف أحاديث منها: حديث عمّار بن ياسر : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم قال: إنَّ طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئنّة من فقهه : يعني صلاة الجمعة لها خطبتان قبلها ، فيقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : إن طول صلاة الرّجل وقصر خطبته مَئنّة من فقهه : وهذا وإن كان ظاهراً في خطبة الجمعة فهو عامّ أيضاً ، حتى الخطب العارضة لا ينبغي للإنسان أن يطيل على الناس ، كلّما قصّر كان أحسن لوجهين:
الوجه الأول: أن لا يملّ النّاس، والوجه الثاني: أن يستوعبوا ما قال، لأن الكلام إذا طال ضيّع بعضُه بعضًا، فإذا كان قصيرا مهضوما مستوعبا انتفع الناس به وكذلك لا يلحقهم الملل .
وأما طول الصّلاة فالمراد أن تكون كصلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليست الطويلة، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أنكر على معاذ وأنكر على الرّجل الآخر، أنكر على معاذ إطالته في صلاة العشاء، وأنكر على الرجل الآخر إطالته في صلاة الفجر، وقال : أيها الناس إن منكم منفّرين : فالمراد بطول الصّلاة هنا الطول الذي يوافق صلاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، هذا إذا كان الإنسان إماماً ، أما إذا صلّى لنفسه فليطول ما شاء ولا أحد يمنعه ، لأنه هو يعامل نفسه بنفسه ثم ذكر المؤلف، نعم ، ثم قال النبي عليه الصّلاة والسلام: فأطيلوا الصّلاة وأقصروا الخطبة أطيلوها كما ورد وأقصروا الخطبة ، لكن لا بدّ من خطبة تثير المشاعر ويحصل بها الموعظة والإنتفاع.
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب الوعظ والإقتصاد فيه : " عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته، مَئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطبة رواه مسلم.
عن معاوية بن الحكم السُلَمي رضي الله عنه قال : بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم! فقلت: واثكل أمِّياه! ما شأنكم تنظرون إلي ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم! فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت. فلمَّا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمِّي، ما رأيتُ معلّمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير، وقراءة القرآن -أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- قلتُ يا رسول الله: إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإنَّ منا رجالا يأتون الكهان؟ قال: فلا تأتهم، قلتُ: ومنا رجال يتطيرون؟ قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدّهم رواه مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف النووي -رحمه الله- في *رياض الصالحين في باب الوعظ والإقتصاد فيه وعدم الملل والسّآمة على الناس فيما يعظ به :
وسبق الكلام على الآية التي ذكرها المؤلف رحمه الله في هذا الباب وهي قوله تعالى: ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن .
ثم ذكر المؤلف أحاديث منها: حديث عمّار بن ياسر : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم قال: إنَّ طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئنّة من فقهه : يعني صلاة الجمعة لها خطبتان قبلها ، فيقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : إن طول صلاة الرّجل وقصر خطبته مَئنّة من فقهه : وهذا وإن كان ظاهراً في خطبة الجمعة فهو عامّ أيضاً ، حتى الخطب العارضة لا ينبغي للإنسان أن يطيل على الناس ، كلّما قصّر كان أحسن لوجهين:
الوجه الأول: أن لا يملّ النّاس، والوجه الثاني: أن يستوعبوا ما قال، لأن الكلام إذا طال ضيّع بعضُه بعضًا، فإذا كان قصيرا مهضوما مستوعبا انتفع الناس به وكذلك لا يلحقهم الملل .
وأما طول الصّلاة فالمراد أن تكون كصلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليست الطويلة، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أنكر على معاذ وأنكر على الرّجل الآخر، أنكر على معاذ إطالته في صلاة العشاء، وأنكر على الرجل الآخر إطالته في صلاة الفجر، وقال : أيها الناس إن منكم منفّرين : فالمراد بطول الصّلاة هنا الطول الذي يوافق صلاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، هذا إذا كان الإنسان إماماً ، أما إذا صلّى لنفسه فليطول ما شاء ولا أحد يمنعه ، لأنه هو يعامل نفسه بنفسه ثم ذكر المؤلف، نعم ، ثم قال النبي عليه الصّلاة والسلام: فأطيلوا الصّلاة وأقصروا الخطبة أطيلوها كما ورد وأقصروا الخطبة ، لكن لا بدّ من خطبة تثير المشاعر ويحصل بها الموعظة والإنتفاع.
الفتاوى المشابهة
- هناك خطباء يطيلون الخطبة مما يدخل الملل على... - ابن عثيمين
- خطبة العيد هل مثل الجمعة في تقصيرها وتطويل ا... - ابن عثيمين
- ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن من فقه الر... - الالباني
- ما حكم تطويل الخطبة وقصرها ؟ - ابن عثيمين
- سمع ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة... - اللجنة الدائمة
- الصلاة على الرسول أثناء الخطبة - اللجنة الدائمة
- القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابل... - ابن عثيمين
- حكم الدعاء في خطبة الجمعة - ابن باز
- هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة - اللجنة الدائمة
- حدثني سريج بن يونس حدثنا عبد الرحمن بن عبد ا... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي اليقظان عمار بن ياسر رضي الل... - ابن عثيمين