تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح حديث عن حذيفة رضي الله عنه قال: إن النبي... - ابن عثيمينالشيخ : ودليل هذا حديث حذيفة بن اليمان وأم سلمة رضي الله عنهما، أما حديث حذيفة بن اليمان فقد صرّح رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى ...
العالم
طريقة البحث
شرح حديث عن حذيفة رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن الحرير والديباج والشرب في آنية الذهب والفضة، وقال: ( هي لهم في الدنيا، وهي لكم في الآخرة ). متفق عليه. وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ). متفق عليه. وفي رواية لمسلم: ( إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب ). وفي رواية له: ( من شرب في إناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجر في بطنه نارا من جهنم ).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ودليل هذا حديث حذيفة بن اليمان وأم سلمة رضي الله عنهما، أما حديث حذيفة بن اليمان فقد صرّح رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة، وكذلك حديث أم سلمة وبيّن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحكمة من ذلك فقال: إنها لهم في الدنيا -يعني للكفار- ولكم في الآخرة، فالكفار في الآخرة في نار جهنم والعياذ بالله إذا استغاثوا وهلكوا من العطش، فقد قال الله تعالى: إن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقًا يؤتى إليهم بالماء كالمهل وهو كرغي الزيت المحمى والعياذ بالله، إذا قربوه إلى وجوههم ليشربوا منه فإنه يشوي وجوههم وسقوا ماءً حميمًا فقطع أمعاءهم والعياذ بالله، لكن أهل الجنة جعلني الله وإياكم منهم يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك يسقون بآنية الذهب والفضة، ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الأكل والشرب فيهما لأنهما آنية الجنة، ونهى عن لبس الحرير لأن الحرير للمؤمنين في الجنة، والرجال لا يليق بهم لبس الحرير وكذلك النساء لولا أن الله سبحانه وتعالى رخص لهن بلباس الحرير من أجل مصلحتهن ومصلحة أزواجهن حتى تتجمل المرأة لزوجها، فيحصل بذلك مصلحة الجميع ولولا هذا لكان الحرير حرامًا على النساء كما هو حرام على الرجال، لأنه لباس أهل الجن،ة فالحاصل أن جميع الأواني من زجاج وخزف وخشب وأحجار وغير ذلك الأصل فيها الحل، حتى لو كانت من أغلى المعادن فإنها حلال إلا الذهب والفضة، والعلة في ذلك ليس كما قال بعض الفقهاء إنها الخيلاء وكسر قلوب الفقراء وما أشبه ذلك، لأنه لو كان هكذا لكان كل إناء يكسر قلوب الفقراء يحرم فيه الأكل والشرب، ولكن العلة بينها الرسول عليه الصلاة والسلام: إنها لهم في الدنيا ولهم في الآخرة وهذا خاص في آنية الذهب والفضة، لو أن الإنسان شرب بآنية من معدن أغلى من الذهب والفضة لم يكن هذا حرامًا إذا لم يصل إلى حد السرف، ولكن لو أكل أو شرب بالذهب والفضة كان ذلك حرامًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وبيّن السبب، وفي حديث أم سلمة دليل على أن الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة من كبائر الذنوب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم توعد على ذلك بأن من فعل فإنما يجرر في بطنه نار جهنم، الجرجرة صوت الطعام والشراب وهو ينحدر في البلعوم، فإذا أكل أو شرب في إناء الذهب والفضة فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم، وهذا يدل على أنه من كبائر الذنوب، لأن فيه الوعيد وكل ذنب فيه وعيد فإنه من كبائر الذنوب، والله الموفق.

السائل : يا شيخ المطلي بالذهب والفضة؟

Webiste