تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح حديث عن أنس رضي الله عنه، قال: كان غلام... - ابن عثيمينالشيخ : أما حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن غلامًا يهوديًّا كان يخدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمرض هذا الغلام فعاده النبي عليه الصلاة والسلام ...
العالم
طريقة البحث
شرح حديث عن أنس رضي الله عنه، قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: ( أسلم ) فنظر إلى أبيه وهو عنده ؟ فقال: أطع أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: ( الحمد لله الذي أنقذه من النار ). رواه البخاري.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أما حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن غلامًا يهوديًّا كان يخدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمرض هذا الغلام فعاده النبي عليه الصلاة والسلام فجلس عند رأسه وقال له: أسلم فنظر إلى أبيه يعني كأنه يستشيره فقال له أبوه وهو يهودي قال: " أطع أبا القاسم " لأن اليهودي يعلم أن الرسول حق ويدري أنه حق فقال لابنه أطع أبا القاسم فأسلم هذا الغلام، فخرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يقول: الحمدلله الذي أنقذه من النار ففي هذا الحديث عدة فوائد، منها: جواز استخدام اليهود يعني أن يستخدمهم الإنسان يجعلهم خدمًا عنده وهذا بشرط أن يأمن من مكرهم، لأن اليهود أصحاب مكر وخديعة وخيانة لا يكادون يوفون بعهد ولا يؤدون أمانة لكن إذا أمنه فلا بأس أن يستخدمه، وفيه أيضًا دليل على جواز عيادة المريض اليهودي، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عاد هذا الغلام، ولكن يحتمل أن عيادة النبي صلى الله عليه وسلم له كان من أجل خدمته إياه، وأن هذا من باب المكافأة مكافأة المعروف، وعلى هذا فلا يكون الحكم عامًّا لكل يهودي أن تعوده، ويحتمل أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عاده ليعرض عليه الإسلام، فتكون عيادة المريض يهودي أو غيره من الكفار تكون مستحبة إذا كان الإنسان يريد أن يعرض عليهم الإسلام فينقذهم الله به من النار، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: لئن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم يعني إذا هدى الله بك رجلًا واحدًا من الكفر فهو خير لك من الإبل الحمر التي هي أغلى أنواع الإبل عند العرب، وفي هذا دليل على أنه ينبغي لمن عاد المريض أن يرشده إلى الحق يبين له الحق ويرغبه فيه، إذا كان مثلًا يعرف أنه صاحب تقصير يقول يا فلان استغفر الله تب إليه ويعرض عليه الأشياء اللي تنفعه ماهو يبقى عنده ويجلس عنده يسولف عليه سواليف الأولين والآخرين بدون أن ينفعه في دينه، أحسن ما تهدي للمريض أن تنفعه في دينه، وأما السواليف والقصص هذه لها وقت آخر، لكن اغتنم الفرصة قل يا فلان استغفر الله تب إليه إذا كان لك مظالم عند الخلق فأدها إذا كان عندك تقصير في واجب فأتمه وهلم جرًّا، وفيه دليل أيضًا على أن الأب قد يؤثر ابنه بالخير وهو لا يفعله، فهذا اليهودي أشار على ابنه أن يطيع النبي عليه الصلاة والسلام، ولكنه هو لم يسلم فالأب قد يحب لولده شيئًا يرى أنه خير وإن كان هو محرومًا منه والعياذ بالله، وفيه دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم حق ويدل لذلك أن اليهودي قال لابنه: " أطع أبا القاسم " والحق ما شهدت به الأعداء، ومعلوم أن اليهود والنصارى يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم، قال الله تعالى: الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإنما كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، لأن الله قال: الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل معروف مذكور باسمه العلم عليه الصلاة والسلام مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم هم يعرفون هذا لكن الحسد والعياذ بالله والاستكبار منعهم من أن يؤمنوا بالرسول عليه الصلاة والسلام ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارًا حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق نسأل الله السلامة، وعلى هذا فإذا مرض إنسان كافر فلك أن تعوده إذا رجوت من هذه العيادة خيرًا تعرض عليه الإسلام لعله يسلم، فهؤلاء العمال الذين عندنا الآن من الكفار وهم كثيرون لا ينبغي أن نتركهم هكذا وأن نجعلهم بمنزلة البهائم يعملون لنا دون أن ندلهم على الحق، لهم حق علينا واجب أن ندعوهم إلى الإسلام ونبين لهم الحق ونرغبهم فيه حتى يسلموا، أما أن يكون عندنا هذا العدد الهائل من الكفار من النصارى والبوذيين وغيرهم ثم لا نجد من يسلم إلا واحدًا بعد واحد بعد مدة أيام فهذا يدل على ضعف الدعوة عندنا، وأننا لم نحاول أن ندعوهم للإسلام وهذا لاشك أنه تقصير منا، وإلا فإن العامل جاء يتكفف الناس في الواقع جاء يريد لقمة العيش فليس عنده ذاك الاستكبار، فلو أننا دعوناه باللين ورغبناه لحصلنا خيرًا كثيرًا واهتدى على أيدينا أناس كثيرون، لكن عندنا غفلة عن الدعوة للحق والذي ينبغي لنا أن ننتهز هذه الفرص في مثل هذه الأمور، والله الموفق.

Webiste