شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل، حتى إذا ثوب للصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا، واذكر كذا - لما لم يذكر من قبل - حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى ). متفق عليه. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ). رواه مسلم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب فضل الأذان : " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضُراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قُضي النداء أقبل، حتى إذا ثُوِّب للصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول : اذكر كذا، واذكر كذا - لما لم يذكر من قبل - حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى متفق عليه .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة رواه مسلم " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث أيضا في فضل الأذان منها : حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أنه إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان وله ضراط : كراهة أن يسمع ذكر الله عز وجل وهذا هو معنى قوله تعالى : من شر الوسواس الخناس : الذي يخنس عند ذكر الله عز وجل ويختفي ويبعد ، لأن الشيطان أكره ما عنده عبادة الله وأبغض ما عنده من الرجال عباد الله ، وأحب ما يحب الشرك بالله عز وجل والمعاصي ، لماذا ؟ لأنه يأمر بالفحشاء : الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء : فيحب من الناس أن يأتوا ما أمر به ، ويكره منهم أن يأتوا ما أمر الله عز وجل ، فإذا أذَّن المؤذن ولى وأبعد عن مكان الأذان حتى يخرج بعيدا عن البلاد لئلا يسمع الذكر ، فإذا انتهى الأذان أقبل حتى يُغوي بني آدم ، فإذا ثوب بالصلاة يعني : أقيمت الصلاة ، في حال الإقامة أيضا يولي ويدبر ، ثم إذا فرغت الإقامة أقبل حتى يخطر بين المرء وقلبه : يعني يحول بين المرء وقلبه في صلاته يقول له : اذكر كذا اذكر كذا اذكر كذا ، يذكره بأشياء نسيها ، حتى لا يدري كم صلى .
وهذا أمر يشهد له الواقع ، فإن الإنسان أحيانا ينسى أشياء فإذا دخل في الصلاة فتح الشيطان عليه باب التذكر حتى جعل يذكرها ، ويُذكر أن رجلا جاء إلى أبي حنيفة رحمه الله وقال له : " إنه استودع وديعة يعني عظيمة ونسيها فقال له : اذهب فتوضأ وصلِّ ركعتين وستذكرها ، ففعل الرجل توضأ دخل يصلي فذكرها " ، ذكره إياها الشيطان ، وهذا أمر شهد له الواقع وصدق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
أراد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بهذا الحديث فائدتين عظيمتين : الفائدة الأولى : بيان فضل الأذان وأنه يطرد الشياطين ، ولهذا استحب كثير من العلماء إذا ولد المولود أول ما يولد أن يُؤذن في أذنه حتى يطرد الشيطان عنه ، وبعض العلماء يقول : يؤذن في أذنه حتى يكون أول ما يسمع ذكر الله عز وجل ، وعلى كل حال فالأذان يطرد الشياطين ، ولكن هل إذا أذَّن الإنسان في غير وقت الأذان هل يطرد الشياطين ؟
الله أعلم ، لكن ذكر الله على سبيل العموم يطرد الشياطين ، لأن معنى الخناس : الذي يخنس عند ذكر الله عز وجل .
أما الحديث الثاني ففضيلته أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أَمر إذا سمعنا المؤذن أن نقول مثلما يقول إذا قال : الله أكبر نقول : الله أكبر إذا قال : أشهد أن لا إله إلا الله نقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، إذا قال : أشهد أن محمدا رسول الله نقول : أشهد أن محمدا رسول الله ، إلا حي على الصلاة حي على الفلاح فلا نقول : لأننا نحن مدعوون والمؤذن داعٍ ، فلا يصح أن نقول : حي على الصلاة وهو يقول : حي على الصلاة ، لكننا نقول كلمة الاستعانة وهي : لا حول ولا قوة إلا بالله ، إذا قال : حي على الصلاة نقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وإذا قال : حي على الفلاح نقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وهذه الكلمة تعني أننا عزمنا على الإجابة يعني نجيب ، ولكننا نستعين بالله عز وجل ، ولهذا أقول : إن هذه الكلمة كلمة استعانة ، تعين الإنسان على أموره إذا قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، تعين الإنسان على أموره وعلى صلاح أحواله ، ولهذا قال الرجل المؤمن في قصة صاحبي الجنتين قال لصاحبه : ولولا إذ دخلت جنتك قلتَ ما شاء الله لا قوة إلا بالله : يعني لكان خيرا لك ، ولسلمت جنتك من التلف ، فهذه الكلمة كلمة عظيمة حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم ، لعبد الله بن قيس ، أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ قال : بلى ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله : فإذا قال المؤذن : حي على الصلاة حي على الفلاح نقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، إذا قال في أذان الفجر : الصلاة خير من النوم نقول : الصلاة خير من النوم ، كما يقول ، وإذا قال : الله أكبر ، قلنا : الله أكبر ، وإذا قال : لا إله إلا الله ، قلنا : لا إله إلا الله ، ثم بعد ذلك نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، نقول : اللهم صل على محمد ، فإن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا ، ثم نسأل الله له الوسيلة : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد ، فإذا صلينا على النبي وسألنا الله له الوسيلة حلت لنا الشفاعة ، يعني شفاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، يعني صرنا من أهل شفاعته .
الوسيلة ما هي ؟ الوسيلة درجة في الجنة عالية أعلى ما يكون ، لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله ، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : وأرجو أن أكون أنا هو : وهذا الرجاء إن شاء الله تعالى سيكون محققاً ، سيكون محققًا لأننا نعلم أن أفضل الخلق عند الله محمد عليه الصلاة والسلام ، ولأن أمة محمد تدعو الله تعالى بذلك بعد كل أذان ، والدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد ، كل الأمة تقول : اللهم آت محمدا الوسيلة ، وجدير بأمة محمد صلى الله عليه وسلم إذا دعت الله عز وجل أن يعطي محمداً الوسيلة أن يقبل الله منها ، ولهذا قال : أرجو أن أكون أنا هو صلوات الله وسلامه عليه .
إذًا ينبغي لنا إذا سمعنا المؤذن أن نقول مثلما يقول ، حتى لو كنا نقرأ اقطع القراءة لا تقرأ وأجب المؤذن ، وإذا فرغت أقبل على قراءتك .
واختلف العلماء -رحمهم الله- فيما إذا كان الإنسان يصلي ، هل إذا كان الإنسان يصلي يتابع المؤذن ويجيب المؤذن ؟
فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " نعم نعم ولو كنت تصلي تابعه ، لأن لأن الأذان ذكر لا يبطل الصلاة " ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول : إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ، ولم يستثن حالة من الأحوال .
ولكن أكثر العلماء يقولون : إذا كنت تصلي لا تجب المؤذن ، لأن الصلاة فيها شغل ، يعني شغل خاص بالصلاة والأذان طويل ، يعني يشغلك كثيرا ، أما لو عطست وأنت تصلي فقل : الحمد لله ما في مانع ، لأنها كلمة واحدة ما تشغلك عن الصلاة ، لكن إجابة المؤذن طويلة فلا تجب المؤذن ، ولكن إذا فرغت من الصلاة فأجب المؤذن ، لأنك سكت اشتغالاً بصلاتك .
كذلك إذا كنت على قضاء الحاجة يعني إنسان يبول أو يتغوط وأذن وهو يبول أو يتغوط فلا يجب المؤذن ، لأن هذا ذكر ، لكن إذا فرغ وخرج من المرحاض أجاب المؤذن .
وقيل : بل يجيب بقلبه يتابع المؤذن بقلبه لكن هذا فيه نظر ، لقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : فقلوا مثلما يقول ، والمتابعة بالقلب ليست قولا .
كذلك لو سمعت عِدة مؤذنين فهل تجيب كل مؤذن أو من أذن أولاً فتابعه واسكت ؟
نقول : أما إذا كان المؤذنون يؤذنون بصوت واحد بمعنى أنهم يبدأ الثاني قبل أن يتم الأول ، فأنت اشتغل بالأول وكمل معه ، والثاني لا تتابعه لأنك مشغول بإجابة الأول ، أما لو بدأ الثاني بعد انتهاء الأول فتابعه يعني : مثلا لما كمل المؤذن الأول الأذان سمعت مؤذن بدأ من جديد فتابعه ، لأنك على خير وهذا داخل في عموم قول الرسول عليه الصلاة والسلام : فقولوا مثل ما يقول المؤذن .
لكن العلماء -رحمهم الله- قيدوا هذا بما إذا لم يكن قد صلى ، فإن كان أذن وصلى ثم بعد ذلك سمع أذانا قالوا : " فلا يجبه ، لأنه غير مدعو بهذا الأذان " ، أدى ما فرض عليه فلا يحتاج إلى أن يتابع المؤذن ، ولكن في هذا القول نظر لأنه مخالف لعموم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن ، ولم يستثن شيئا ، وقوله : إنه غير مدعو بهذا الأذان نقول : هو الآن غير مدعو بهذا الأذان ، لكن في المستقبل لابد أن يدعى للصلاة ، والأمر الأمر هنا سهل ، نقول : أجب المؤذن ولو كنت قد صليت وأنت على خير ولا يضرك شيء ، والله الموفق .
آه ؟
السائل : إجابة المقيم ؟
الشيخ : إجابة المقيم ربما تأتينا إن شاء الله في المستقبل .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب فضل الأذان : " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضُراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قُضي النداء أقبل، حتى إذا ثُوِّب للصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول : اذكر كذا، واذكر كذا - لما لم يذكر من قبل - حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى متفق عليه .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة رواه مسلم " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث أيضا في فضل الأذان منها : حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أنه إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان وله ضراط : كراهة أن يسمع ذكر الله عز وجل وهذا هو معنى قوله تعالى : من شر الوسواس الخناس : الذي يخنس عند ذكر الله عز وجل ويختفي ويبعد ، لأن الشيطان أكره ما عنده عبادة الله وأبغض ما عنده من الرجال عباد الله ، وأحب ما يحب الشرك بالله عز وجل والمعاصي ، لماذا ؟ لأنه يأمر بالفحشاء : الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء : فيحب من الناس أن يأتوا ما أمر به ، ويكره منهم أن يأتوا ما أمر الله عز وجل ، فإذا أذَّن المؤذن ولى وأبعد عن مكان الأذان حتى يخرج بعيدا عن البلاد لئلا يسمع الذكر ، فإذا انتهى الأذان أقبل حتى يُغوي بني آدم ، فإذا ثوب بالصلاة يعني : أقيمت الصلاة ، في حال الإقامة أيضا يولي ويدبر ، ثم إذا فرغت الإقامة أقبل حتى يخطر بين المرء وقلبه : يعني يحول بين المرء وقلبه في صلاته يقول له : اذكر كذا اذكر كذا اذكر كذا ، يذكره بأشياء نسيها ، حتى لا يدري كم صلى .
وهذا أمر يشهد له الواقع ، فإن الإنسان أحيانا ينسى أشياء فإذا دخل في الصلاة فتح الشيطان عليه باب التذكر حتى جعل يذكرها ، ويُذكر أن رجلا جاء إلى أبي حنيفة رحمه الله وقال له : " إنه استودع وديعة يعني عظيمة ونسيها فقال له : اذهب فتوضأ وصلِّ ركعتين وستذكرها ، ففعل الرجل توضأ دخل يصلي فذكرها " ، ذكره إياها الشيطان ، وهذا أمر شهد له الواقع وصدق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
أراد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بهذا الحديث فائدتين عظيمتين : الفائدة الأولى : بيان فضل الأذان وأنه يطرد الشياطين ، ولهذا استحب كثير من العلماء إذا ولد المولود أول ما يولد أن يُؤذن في أذنه حتى يطرد الشيطان عنه ، وبعض العلماء يقول : يؤذن في أذنه حتى يكون أول ما يسمع ذكر الله عز وجل ، وعلى كل حال فالأذان يطرد الشياطين ، ولكن هل إذا أذَّن الإنسان في غير وقت الأذان هل يطرد الشياطين ؟
الله أعلم ، لكن ذكر الله على سبيل العموم يطرد الشياطين ، لأن معنى الخناس : الذي يخنس عند ذكر الله عز وجل .
أما الحديث الثاني ففضيلته أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أَمر إذا سمعنا المؤذن أن نقول مثلما يقول إذا قال : الله أكبر نقول : الله أكبر إذا قال : أشهد أن لا إله إلا الله نقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، إذا قال : أشهد أن محمدا رسول الله نقول : أشهد أن محمدا رسول الله ، إلا حي على الصلاة حي على الفلاح فلا نقول : لأننا نحن مدعوون والمؤذن داعٍ ، فلا يصح أن نقول : حي على الصلاة وهو يقول : حي على الصلاة ، لكننا نقول كلمة الاستعانة وهي : لا حول ولا قوة إلا بالله ، إذا قال : حي على الصلاة نقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وإذا قال : حي على الفلاح نقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وهذه الكلمة تعني أننا عزمنا على الإجابة يعني نجيب ، ولكننا نستعين بالله عز وجل ، ولهذا أقول : إن هذه الكلمة كلمة استعانة ، تعين الإنسان على أموره إذا قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، تعين الإنسان على أموره وعلى صلاح أحواله ، ولهذا قال الرجل المؤمن في قصة صاحبي الجنتين قال لصاحبه : ولولا إذ دخلت جنتك قلتَ ما شاء الله لا قوة إلا بالله : يعني لكان خيرا لك ، ولسلمت جنتك من التلف ، فهذه الكلمة كلمة عظيمة حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم ، لعبد الله بن قيس ، أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ قال : بلى ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله : فإذا قال المؤذن : حي على الصلاة حي على الفلاح نقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، إذا قال في أذان الفجر : الصلاة خير من النوم نقول : الصلاة خير من النوم ، كما يقول ، وإذا قال : الله أكبر ، قلنا : الله أكبر ، وإذا قال : لا إله إلا الله ، قلنا : لا إله إلا الله ، ثم بعد ذلك نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، نقول : اللهم صل على محمد ، فإن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرا ، ثم نسأل الله له الوسيلة : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد ، فإذا صلينا على النبي وسألنا الله له الوسيلة حلت لنا الشفاعة ، يعني شفاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، يعني صرنا من أهل شفاعته .
الوسيلة ما هي ؟ الوسيلة درجة في الجنة عالية أعلى ما يكون ، لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله ، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : وأرجو أن أكون أنا هو : وهذا الرجاء إن شاء الله تعالى سيكون محققاً ، سيكون محققًا لأننا نعلم أن أفضل الخلق عند الله محمد عليه الصلاة والسلام ، ولأن أمة محمد تدعو الله تعالى بذلك بعد كل أذان ، والدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد ، كل الأمة تقول : اللهم آت محمدا الوسيلة ، وجدير بأمة محمد صلى الله عليه وسلم إذا دعت الله عز وجل أن يعطي محمداً الوسيلة أن يقبل الله منها ، ولهذا قال : أرجو أن أكون أنا هو صلوات الله وسلامه عليه .
إذًا ينبغي لنا إذا سمعنا المؤذن أن نقول مثلما يقول ، حتى لو كنا نقرأ اقطع القراءة لا تقرأ وأجب المؤذن ، وإذا فرغت أقبل على قراءتك .
واختلف العلماء -رحمهم الله- فيما إذا كان الإنسان يصلي ، هل إذا كان الإنسان يصلي يتابع المؤذن ويجيب المؤذن ؟
فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " نعم نعم ولو كنت تصلي تابعه ، لأن لأن الأذان ذكر لا يبطل الصلاة " ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول : إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ، ولم يستثن حالة من الأحوال .
ولكن أكثر العلماء يقولون : إذا كنت تصلي لا تجب المؤذن ، لأن الصلاة فيها شغل ، يعني شغل خاص بالصلاة والأذان طويل ، يعني يشغلك كثيرا ، أما لو عطست وأنت تصلي فقل : الحمد لله ما في مانع ، لأنها كلمة واحدة ما تشغلك عن الصلاة ، لكن إجابة المؤذن طويلة فلا تجب المؤذن ، ولكن إذا فرغت من الصلاة فأجب المؤذن ، لأنك سكت اشتغالاً بصلاتك .
كذلك إذا كنت على قضاء الحاجة يعني إنسان يبول أو يتغوط وأذن وهو يبول أو يتغوط فلا يجب المؤذن ، لأن هذا ذكر ، لكن إذا فرغ وخرج من المرحاض أجاب المؤذن .
وقيل : بل يجيب بقلبه يتابع المؤذن بقلبه لكن هذا فيه نظر ، لقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : فقلوا مثلما يقول ، والمتابعة بالقلب ليست قولا .
كذلك لو سمعت عِدة مؤذنين فهل تجيب كل مؤذن أو من أذن أولاً فتابعه واسكت ؟
نقول : أما إذا كان المؤذنون يؤذنون بصوت واحد بمعنى أنهم يبدأ الثاني قبل أن يتم الأول ، فأنت اشتغل بالأول وكمل معه ، والثاني لا تتابعه لأنك مشغول بإجابة الأول ، أما لو بدأ الثاني بعد انتهاء الأول فتابعه يعني : مثلا لما كمل المؤذن الأول الأذان سمعت مؤذن بدأ من جديد فتابعه ، لأنك على خير وهذا داخل في عموم قول الرسول عليه الصلاة والسلام : فقولوا مثل ما يقول المؤذن .
لكن العلماء -رحمهم الله- قيدوا هذا بما إذا لم يكن قد صلى ، فإن كان أذن وصلى ثم بعد ذلك سمع أذانا قالوا : " فلا يجبه ، لأنه غير مدعو بهذا الأذان " ، أدى ما فرض عليه فلا يحتاج إلى أن يتابع المؤذن ، ولكن في هذا القول نظر لأنه مخالف لعموم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن ، ولم يستثن شيئا ، وقوله : إنه غير مدعو بهذا الأذان نقول : هو الآن غير مدعو بهذا الأذان ، لكن في المستقبل لابد أن يدعى للصلاة ، والأمر الأمر هنا سهل ، نقول : أجب المؤذن ولو كنت قد صليت وأنت على خير ولا يضرك شيء ، والله الموفق .
آه ؟
السائل : إجابة المقيم ؟
الشيخ : إجابة المقيم ربما تأتينا إن شاء الله في المستقبل .
الفتاوى المشابهة
- فوائد حديث : ( إذا سمعتم النداء فقولوا مثل م... - ابن عثيمين
- القراءة عند الأذان - اللجنة الدائمة
- هل يقال بعد سماع المؤذن : اللهم رب هذه الدعوة... - الالباني
- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال ر... - ابن عثيمين
- ماذا يقول من سمع المؤذن - ابن باز
- حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن هشام حدثن... - ابن عثيمين
- قراءة إن الله وملائكته يصلون على النبي ب... - اللجنة الدائمة
- حكم قول المؤذن: (إن الله وملائكته يصلون على الن... - ابن باز
- شرح حديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن... - ابن عثيمين
- حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن أب... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال... - ابن عثيمين