تم نسخ النصتم نسخ العنوان
التنبيه على خطأ من يقول : اللهم إني لا أسألك... - ابن عثيمينالشيخ : ومن ذلك أيضًا وإن كان ليس في موضوع درسنا لكن جاء على الخاطر قول بعضهم: " اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه " كلمة عظيمة ذي لا ت...
العالم
طريقة البحث
التنبيه على خطأ من يقول : اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ومن ذلك أيضًا وإن كان ليس في موضوع درسنا لكن جاء على الخاطر قول بعضهم: " اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه " كلمة عظيمة ذي لا تجوز، لا أسألك رد القضاء وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: لا يرد القضاء إلا الدعاء الدعاء لا يرد القضاء، لكن أصل الدعاء إذا دعوت الله تعالى بكشف ضر فهذا قد كتب في الأزل في اللوح المحفوظ أن الله تعالى يرفع هذا الضر عنك بدعائك فكله مكتوب وأنت إذا قلت: " لا أسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه " كأنك تقول ما يهمني ترفع ولا ما ترفع، لكن الطف والإنسان يطلب رفع كل ما يضر فأنت لا تقل " اللهم إني أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه " قل: اللهم إني أسألك العفو والعافية اللهم اشفني من مرضي اللهم أغنني من فقري اللهم اقض عني الدين اللهم علمني ما جهلت وما أشبه ذلك، أما لا أسألك رد القضاء ما أحد يبي يغصب الله على الشيء الله تعالى يفعل ما يشاء ولا أحد يرده لكن أنت مفتقر إلى الله، قل اللهم إني أسأل العافية اللهم إني أسأل كذا وكذا مما تطلب، أما هذا الكلام كلام لا أصل له ولا يجوز، بل قد قال النبي عليه الصلاة والسلام: لا يقل أحدكم الله اغفر لي إن شئت وهي أهون من " اللهم إني لا أسألك رد القضاء " لا يقل أحدكم الله اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت وليعزم المسألة فإن الله تعالى لا مكره له وفي لفظ: فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه المهم أن الله قال في الآيات التي ساقها النووي رحمه الله: لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأمواهم وأنفسهم ثم ذكر الفرق وأنا أرجو منكم حين جرى التنبيه على هاتين الكلمتين " الدين الإسلامي دين المساواة " " واللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه " إذا سمعتم أحدًا يقول ذلك أن تناصحوه لتتعاونوا على البر والتقوى، قد يمشئز الإنسان يقول كيف هذا ما هو الدين دين المساواة نقول بعد طيب لا تستعجل بسم الله الأعمى والبصير سواء؟ العالم والجاهل سواء؟ الذكر والأنثى سواء؟ نجيبه أكثر ما في القرآن العزيز هو نفي الاستواء، لم يأت ذكر الاستواء إلا في مواضع قليلة مثل قوله تبارك وتعالى: ضرب لكم مثلًا من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء لكن هذا ليس معناه إثبات المساواة لكن المراد نفي المساواة، هل لكم هذا الاستفهام بمعنى النفي هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء والجواب نعم ولا لا؟ لا، إذن ظاهره أنه إثبات المساواة والأمر ليس كذلك بل نفيها، وعلى كل حال فإني أنصح فإني أريد منكم إذا سمعتم أحد يقول هكذا تقول لا يا أخي ليس هذا المقصود، الدين دين عدل وهو إعطاء كل أحد ما يستحق ورد القضاء لا أحد يرد القضاء، وأنت تقول اللهم إني لا أسألك رد القضاء ما له داعي كلام لغو من يرد القضاء؟ لكن من قضاء الله أن يرفع الله عنك المرض أو يرفع عنك الجهل أو يرفع عنك الفقر لا تقل هكذا، قل: اللهم عافني اللهم ارفع عني البلاء والوباء والربا وما أشبه ذلك، نسأل الله تعالى أن يرزقني وإياكم الفقه في دينه وألا يجعلنا إمعة نقول ما يقول الناس ولا ندري ما نقول، والله الموفق.

Webiste