تم نسخ النصتم نسخ العنوان
إنتشر في منطقتنا أن بعض الشباب لا يغلقون أزر... - ابن عثيمينالسائل : هذا السائل يقول : فضيلة الشيخ محمد العثيمين حفظه الله ، انتشر في منطقتنا أن بعض الشباب لا يغلقون أزرة ثيابهم ، ويقولون : إن هذا الفعل من السنة ...
العالم
طريقة البحث
إنتشر في منطقتنا أن بعض الشباب لا يغلقون أزرة ثيابهم ويقولون أن هذا الفعل من السنة ويستدلون يقول بقول قرة بن شريك المزني كما هو عند أبي داود وغيره بأنه أتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو وقومه ليبايعونه ووجدوه مطلق الأزرار . السؤال هل هذا الحديث يدل أنه من السنة أن يجعل الرجل أزرة ثوبه مفتوحة .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : هذا السائل يقول : فضيلة الشيخ محمد العثيمين حفظه الله ، انتشر في منطقتنا أن بعض الشباب لا يغلقون أزرة ثيابهم ، ويقولون : إن هذا الفعل من السنة ، ويستدلون بقول قرة بن شريك المزني كما هو عند أبي داود وغيره بقوله بأنه : "أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم هو وقومه ليبايعوه، ووجدوه مطلق الأزرار"، السؤال : هل هذا الحديث يدل على أن من السنة أن يجعل الرجل أزرة ثوبه مفتوحة ؟

الشيخ : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين :
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" ، والفقه تصور الشيء على ما هو عليه ، وإلحاق الفروع بأصولها ، ليس مجرد العلم .
هذا الحديث الذي ذكره السائل لا يدل على مشروعية فتح الجيب لا من قريبٍ ولا بعيد ، لأن هؤلاء القوم الذين وجدوا النبي صلى الله عليه وسلم قد فتح ، هل يعلمون أنه فتحه تعبداً وتسنناً أو أنه فتحه لغرضٍ من الأغراض إما لشدة حر أو لحرارة في الصدر أو ما أشبه ذلك ؟ .
ما ندري ، بل الذي يغلب على الظن أنه لم يفعله تسنناً ، لأنه لو كان هذا من السنة لم يجعل الأزار أصلاً ، فما فائدة الأزرة إلا لتزر ؟.
لكن دائماً الإنسان يكون له أزرة ويزرها لكن يفتحها في بعض الأحيان لسببٍ من الأسباب ، إما للتبرد وإما لكون الحرارة في صدره وهي ما يسمى بالحساسية عند الناس، وإما لغير ذلك .
ولا يجوز لنا أن نأخذ من هذا وأمثاله أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعله تعبداً ، لأن الأصل منع التعبد إلا بدليلٍ واضح لا يحتمل شيئاً آخر .
نصيحتي لإخواني هؤلاء وأمثالهم الذي لا يفكرون تفكيراً جيداً في الأمور أن يتقوا الله أولاً في أنفسهم ، وأن يتقوا الله في إخوانهم ، وأن يتقوا الله في تصريف الشريعة وأدلتها لما كان مراداً لله ورسوله .
لذلك أنصح هؤلاء أن يزروا ثيابهم إذا كان فيها أزرة ، وأن لا يتعبدوا لله بشيءٍ لم يعلم أنه مشروع ، ولهذا كان من القواعد المقررة عند جميع العلماء أن الأصل في العبادات الحظر إلا ما قام الدليل على أنه مشروع ، ومجرد كون قومٍ رأوا النبي صلى الله عليه وسلم قد فتح أزرته لا يدل على المشروعية .
وكما قلنا لماذا وضع الأزرة إلا ليزرها ، ما وضعها زينة وتجملاً فقط ، ولا جمال فيها أيضاً إذا لم تزر .
الخلاصة : أن هذا الفهم فهمٌ خاطئ ، وأنه لا يسن للإنسان أن يفتح أزرته تعبداً لله عز وجل .
أما إذا كان هناك سبب لحرٍ شديد أو غيره فهذا شيء طبيعي لا بد للإنسان أن يتبرد ويفتح أزرته ليبرد.

Webiste