تتمة شرح حديث : ( أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها ) . أخرجه مسلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أما حديث أبي سعيد فهو : إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل إلى آخره :
فقلنا: إن كلمة : شر ونحن في شرحه ماهو في فوائده نعم.
قلنا: إن شر هنا تستعمل بمعنى الشر بدون تفضيل، وكذلك خير، فيقال: هذا خير وهذا شر، ومنه قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره .
وتستعمل بمعنى اسم التفضيل أي: أشر، وحينئذ يقال: أين الهمزة ؟
فيقال: إنها حذفت تخفيفا ، كما حذفت الهمزة من لفظ الجلالة الله ، وكما حذفت من الناس وأصلها أناس وأصلها إله.
والعرب أحيانًا يحذفون للتخفيف من الكلمات، ولاسيما الكلمات التي يكثر استعمالها.
وقوله: إن شر الناس عند الله منزلة : شر الناس كلمة الناس من ألفاظ العموم ولكنه قد يراد بها الخصوص أي: أنه لا يراد بها العموم من الأصل. وهنا نفرّق بين العام المخصوص والعام الذي أريد به الخصوص :
العام المخصوص: يكون المتكلم قد أراد العموم أولاً ثم يخرج بعض أفراده من الحكم ، مثلا : يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين : أولاد هذه عام، خرج بالسنة من خالف دين أبويه، فإنه لا يرث، نسمي أولادكم: عام مخصوص، لأنه أريد عمومه ثم خصص.
أما العام الذي أريد به الخصوص: فهو من الأصل لم يرد فيه العموم إنما أريد به الخاص ولهذا لا يستثنى منه بخلاف الأول، العام المخصوص يستثنى منه يعني يدخله الاستثناء، والعام الذي أريد به الخصوص لا يدخله الاستثناء لأنه لم يرد به العموم من الأصل، ومن ذلك قوله تعالى : الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم :
الناس هنا عام أريد به الخاص ، لأنه ليس كل الناس في مشارق الأرض ومغاربها جاؤوا يخبرون النبي صلى الله عليه وسلم بأن الناس قد جمعوا لهم، والمراد أيضا بالناس الثاني خاص ليس كل الناس قد جمعوا، فإذن هذا عام أريد به الخاص.
فالفرق أن العام المخصوص أريد به أولاً العموم ثم أخرج بعض الأفراد.
والعام المراد به الخصوص لم يرد به العموم أصلا وإنما أريد به ذلك المعنى الخاص .
فهنا قوله صلى الله عليه وسلم: إن شر الناس عند الله : لا شك أنه لا يراد به العموم، لأن هذا الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام فيه ما هو شر منه، فالمشركون والملحدون والجاحدون أشد من هذا، فهو إذن عام أريد به الخصوص، إذن ما المراد به؟
أي: شر الناس في إفشاء السر من يفضي هذا السر المذكور، وليس على سبيل العموم، حتى على رواية : إن من شر الناس عند الله : إن من شر لا يراد به العموم أيضا.
إن من شر الناس الذين من هذا الجنس، الذين إيش؟
يفشون السر .
طيب وقوله : عند الله منزلة يوم القيامة : يعني إذا كان يوم القيامة فإن الناس درجات عند الله كما قال تعالى : هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون ، فهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم يكون عند الله من شر الناس منزلة .
وقوله : الرجل هذه خبر المبتدأ ، خبر شر ، قلتُ : خبر المبتدأ أو خبر إنّ، خبر إنّ، لأن الراجح من أقوال النحويين أن النواسخ تعمل في المبتدأ والخبر، أما النواسخ التي تنصب جزئين فالأمر ظاهر، ظن وأخواتها تنصب جزئين، وأما التي ترفع أحد الجزئين:
فهذه بعض العلماء يقول: ما بقي على الرفع فليس للأداة فيه عمل كخبر إنّ واسم كان، وما تغيّر فهو الذي أثر فيه العامل، ولكن الصحيح أنه يؤثر في الجميع.
إذن الرجل نقول: خبر إنّ.
الرجل يفضي إلى امرأته : الإفضاء: قال بعض العلماء: هو الجماع، وقال آخرون: بل هو الخلوة ولو بغير جماع، يقال: أفضى إليه بكذا أي: جعله أمرًا خاصًا بينه وبينها، قال الله تعالى: وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا وهذا المعنى الثاني أعم من الأول.
وقوله : إلى امرأته المراد بذلك الزوجة المراد امرأته يعني بزوجته.
وتفضي إليه ثم ينشر سرها : يعني ينشر ما أسرّت إليه في هذا الإفضاء ، ينشره بين من ؟
بين الناس سواء بين عامة الناس أو بين خاصتهم حتى ولو كان عند أبيه أو أمه فإن هذا يدخل في الحديث.
فقلنا: إن كلمة : شر ونحن في شرحه ماهو في فوائده نعم.
قلنا: إن شر هنا تستعمل بمعنى الشر بدون تفضيل، وكذلك خير، فيقال: هذا خير وهذا شر، ومنه قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره .
وتستعمل بمعنى اسم التفضيل أي: أشر، وحينئذ يقال: أين الهمزة ؟
فيقال: إنها حذفت تخفيفا ، كما حذفت الهمزة من لفظ الجلالة الله ، وكما حذفت من الناس وأصلها أناس وأصلها إله.
والعرب أحيانًا يحذفون للتخفيف من الكلمات، ولاسيما الكلمات التي يكثر استعمالها.
وقوله: إن شر الناس عند الله منزلة : شر الناس كلمة الناس من ألفاظ العموم ولكنه قد يراد بها الخصوص أي: أنه لا يراد بها العموم من الأصل. وهنا نفرّق بين العام المخصوص والعام الذي أريد به الخصوص :
العام المخصوص: يكون المتكلم قد أراد العموم أولاً ثم يخرج بعض أفراده من الحكم ، مثلا : يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين : أولاد هذه عام، خرج بالسنة من خالف دين أبويه، فإنه لا يرث، نسمي أولادكم: عام مخصوص، لأنه أريد عمومه ثم خصص.
أما العام الذي أريد به الخصوص: فهو من الأصل لم يرد فيه العموم إنما أريد به الخاص ولهذا لا يستثنى منه بخلاف الأول، العام المخصوص يستثنى منه يعني يدخله الاستثناء، والعام الذي أريد به الخصوص لا يدخله الاستثناء لأنه لم يرد به العموم من الأصل، ومن ذلك قوله تعالى : الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم :
الناس هنا عام أريد به الخاص ، لأنه ليس كل الناس في مشارق الأرض ومغاربها جاؤوا يخبرون النبي صلى الله عليه وسلم بأن الناس قد جمعوا لهم، والمراد أيضا بالناس الثاني خاص ليس كل الناس قد جمعوا، فإذن هذا عام أريد به الخاص.
فالفرق أن العام المخصوص أريد به أولاً العموم ثم أخرج بعض الأفراد.
والعام المراد به الخصوص لم يرد به العموم أصلا وإنما أريد به ذلك المعنى الخاص .
فهنا قوله صلى الله عليه وسلم: إن شر الناس عند الله : لا شك أنه لا يراد به العموم، لأن هذا الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام فيه ما هو شر منه، فالمشركون والملحدون والجاحدون أشد من هذا، فهو إذن عام أريد به الخصوص، إذن ما المراد به؟
أي: شر الناس في إفشاء السر من يفضي هذا السر المذكور، وليس على سبيل العموم، حتى على رواية : إن من شر الناس عند الله : إن من شر لا يراد به العموم أيضا.
إن من شر الناس الذين من هذا الجنس، الذين إيش؟
يفشون السر .
طيب وقوله : عند الله منزلة يوم القيامة : يعني إذا كان يوم القيامة فإن الناس درجات عند الله كما قال تعالى : هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون ، فهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم يكون عند الله من شر الناس منزلة .
وقوله : الرجل هذه خبر المبتدأ ، خبر شر ، قلتُ : خبر المبتدأ أو خبر إنّ، خبر إنّ، لأن الراجح من أقوال النحويين أن النواسخ تعمل في المبتدأ والخبر، أما النواسخ التي تنصب جزئين فالأمر ظاهر، ظن وأخواتها تنصب جزئين، وأما التي ترفع أحد الجزئين:
فهذه بعض العلماء يقول: ما بقي على الرفع فليس للأداة فيه عمل كخبر إنّ واسم كان، وما تغيّر فهو الذي أثر فيه العامل، ولكن الصحيح أنه يؤثر في الجميع.
إذن الرجل نقول: خبر إنّ.
الرجل يفضي إلى امرأته : الإفضاء: قال بعض العلماء: هو الجماع، وقال آخرون: بل هو الخلوة ولو بغير جماع، يقال: أفضى إليه بكذا أي: جعله أمرًا خاصًا بينه وبينها، قال الله تعالى: وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا وهذا المعنى الثاني أعم من الأول.
وقوله : إلى امرأته المراد بذلك الزوجة المراد امرأته يعني بزوجته.
وتفضي إليه ثم ينشر سرها : يعني ينشر ما أسرّت إليه في هذا الإفضاء ، ينشره بين من ؟
بين الناس سواء بين عامة الناس أو بين خاصتهم حتى ولو كان عند أبيه أو أمه فإن هذا يدخل في الحديث.
الفتاوى المشابهة
- حضور النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره مم... - اللجنة الدائمة
- ما حكم نسبة الشر لله تعالى خاصة مع ذكر حديث :... - الالباني
- شرح حديث عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول ال... - ابن عثيمين
- وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وأبو كريب قا... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( ... قال رسول الله صلى الله عل... - ابن عثيمين
- فائدة من حديث : ( ... قال رسول الله صلى الله... - ابن عثيمين
- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا مروان... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( إن شر الناس عند الله منزلة يو... - ابن عثيمين
- شرح حديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال... - ابن عثيمين
- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال ر... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث : ( أبي سعيد الخدري رضي الله ع... - ابن عثيمين