قال المصنف :" وهي لأهلها ولمن مر عليها من غيرهم "
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم هذه المواقيت وقتها النبي عليه الصلاة والسلام لأهلها ولمن مر عليها من غيرهم ولهذا قال المؤلف " وهي لأهلها " هي، الضمير يعود على يعود على المواقيت لأهلها أي أهل هذه الأماكن المذكورة المدينة، الشام، واليمن، نجد، والمشرق هذه المواقيت لأهل هذه البلاد ولمن مر عليها من غيرهم إذا مر أحد من أهل نجد بميقات أهل المدينة فإنه يحرم منه ولا يكلف أن يذهب إلى ميقات أهل نجد، وإذا مر أهل اليمن من ميقات أهل المدينة فإنهم لا يكلفون الذهاب إلى يلملم لما في ذلك من المشقة، فكان من تسهيل الله عز وجل أن من مر بهذه المواقيت فإنه يحرم من أول ميقات يمر به، فإذا كنت من أهل نجد ومررت بميقات أهل المدينة فأمامك بين يديك ميقات آخر وهو الجحفة، أمامك الجحفة لأنّ الجحفة من بعد الحليفة فهل تؤخّر إلى الجحفة أم لا بد أن تحرم من ذي الحليفة؟ نقول لا بد أن تحرم من ذي الحليفة لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال " ولمن مر عليها من غيرهم " فإذا وصلت إلى هذا الميقات وأنت تريد الحج أو العمرة وجب عليك الإحرام منه واختلف العلماء فيما إذا مر الشامي بميقات أهل المدينة هل له أن يؤخر الإحرام إلى الجحفة التي هي الأصل في ميقات أهل الشام؟ اختلفوا في ذلك على قولين، فالجمهور على أنه ليس له أن يؤخر وأنه يجب أن يحرم من ذي الحليفة، وذهب الإمام مالك إلى أنه له أن يحرم من الجحفة معللاً ذلك أن هذا الرجل مر بميقاتين يجب عليه الإحرام من أحدهما فرعاً ومن الثاني أصلاً، ما هو الأصل؟ الجحفة وميقات أهل المدينة فرع، فهو للتسهيل والتيسير على الإنسان فله أن يدع الإحرام من الفرع إلى الأصل، واختار هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقال " للشامي إذا مر بذي الحليفة أن يؤخر الإحرام إلى الجحفة " ولكن الأحوط الأخذ برأي الجمهور لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم ولمن أتى عليهم من غير أهلهن فوقّت هذا لمن أتى فيكون هذا الميقات الفرعي كالميقات الأصلي في وجوب الإحرام منه، والقول بهذا لا شك أنه أحوط وأبرأ للذمة، هذه المواقيت الخمسة عينها الرسول عليه الصلاة والسلام قبل أن تفتح، فالشام في عهده لم يفتح، اليمن في عهده لم يفتح إلى جزءا يسيراً منه، العراق لم يفتح، قال العلماء " وهذا من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم " من معجزات والأصح أن نقول من آيات الرسول، فهذا من آيات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأن توقيتها لأهل هذه البلاد إشارة إلى أن هذه البلاد سوف تفتح ويحج أهلها ويصيروا مسلمين بعد أن كانوا كفاراً .
الفتاوى المشابهة
- أتيت إلى العمرة مرتين و لم أحرم من الميقات ف... - ابن عثيمين
- حكم تعمد مجاوزة الميقات دون إحرام - ابن باز
- إذا مر الإنسان بالميقات فهل يلزمه أن يحرم.؟ - ابن عثيمين
- قال المصنف :" باب المواقيت: وميقات أهل المدي... - ابن عثيمين
- الجحفة - اللجنة الدائمة
- حدثنا يحيى بن يحيى وخلف بن هشام وأبو الربيع... - ابن عثيمين
- حدثنا مسدد حدثنا حماد عن عمرو بن دينار عن طا... - ابن عثيمين
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( هن لهن ولمن... - ابن عثيمين
- حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع ع... - ابن عثيمين
- ما حكم من مر بالميقات ولم يحرم منه ؟ - ابن عثيمين
- قال المصنف :" وهي لأهلها ولمن مر عليها من غي... - ابن عثيمين