تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول المصنف رحمه الله تعالى : " ... الحال... - ابن عثيمينالشيخ : لكن في الاصطلاح يقول المؤلف: " هو الاسم المنصوب المفسِّر لما انبهم من الهيئات " ، فقوله : هو الاسم ، أفادنا أن الفعل لا يكون حالا، الفعل لا يكون...
العالم
طريقة البحث
شرح قول المصنف رحمه الله تعالى : " ... الحال : هو الاسم المنصوب , المفسر لما انبهم من الهيئات , نحو قلك : " جاء زيدٌ راكبًا ", و " ركبت الفرس مسرجًا " , و " لقيت عبد الله راكبًا " و ما أشبه ذلك ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : لكن في الاصطلاح يقول المؤلف: " هو الاسم المنصوب المفسِّر لما انبهم من الهيئات " ، فقوله : هو الاسم ، أفادنا أن الفعل لا يكون حالا، الفعل لا يكون حالًا، فأما قول القائل: " جاء زيدٌ يُهرول " ، فإن يهرول ليست هي الحال، الحال : جملة الفعل ، وليس نفس الفعل، انتبه ! فقوله هنا الاسم خرج به الفعل ، فالفعل لا يكون حالًا، فلو قال قائل : ألست تقول إن زيدًا يهرول جملة يهرول حال؟ فالجواب : نعم ، فإذا قلت : جاء زيد يهرول، جملة يهرول حال ، لكن ليس الحال هو الفعل، الحال هي الجملة، طيب ، المنصوب : خرج بذلك المرفوع والمجرور، فلو قلت : مررت برجل قائمٍ، فقائمٍ حال وإن كان هي حال الواقف ، وصف القيام ، لكن ليست بحال، ولو قلت : زيدٌ قائمٌ ، فقائم ليست بحال أيضًا، ليش؟
الطالب : مرفوع ، ليس منصوبًا.

الشيخ : ليس منصوبًا، لكن لو قلت : جاء زيدٌ راكبًا، فراكبًا حال لأنه اسم منصوب، طيب ، " المفسّر لما انبهم من الهيئات " ، المفسّر : يعني الموضّح لما انبهم مأخوذ من الإبهام، يعني لما خفي من الهيئات ، يعني هيئة الشيء ، " المفسّر لما انبهم من الهيئات " : يعني من هيئة الشيء، فمثلا : إذا قلت : جاء زيدٌ راكبًا، جاء زيدٌ راكبًا، راكبًا بيّنت هيئة زيد عند مجيئه، ولو قلت جاء زيد فقط لم نعرف هل جاء راكبًا، هل جاء ماشيًا، هل جاء محمولًا، ما ندري ، فإذا قلت : راكبًا فقد فسّرت ما انبهم من إيش؟
الطالب : من الهيئة.

الشيخ : من الهيئة، طيب ، إذن الحال في الاصطلاح: " الاسم المنصوب المفسّر لما انبهم من الهيئات " ، انبهم يعني؟
الطالب : خفي.

الشيخ : خفي، طيب ، نحو قولك : جاء زيدٌ راكبًا، جاء زيدٌ وش هيئته؟
الطالب : راكبًا.

الشيخ : راكبا، إذن فسّر هيئته، وتقريب ذلك : أن الحال تقع جوابًا لكيف، لأنك لو قلت : جاء زيدٌ، قال لك المخاطَب كيف جاء؟ تقول : راكبًا، فهذا تقييد لها أنها هي التي تقع في جواب : كيف، " وركبت الفرس مسرجًا " ، يعني موضوعًا عليه السرج، مسرجًا هذه حال مِن مَن؟
الطالب : من الركوب.

الشيخ : من الفرس، ليس من الركوب يا جماعة، من الفرس ولا من الراكب؟
الطالب : من الفرس.

الشيخ : من الفرس ، لأنه هو المسرج، المؤلف -رحمه الله- أتى بالمثال الثاني ليبيّن لنا أن الحال تكون من الفاعل وتكون من المفعول به، صحّ يا عبد الله؟
الطالب : أنا؟

الشيخ : أنت معنا؟
الطالب : أي نعم.

الشيخ : زين، قل ما أقول.
الطالب : أتى بهذا المثال ليبين أن الحال يأتي للمفعول به والفاعل.

الشيخ : أحسنت، طيب، جاء زيدٌ راكبًا هذه حال مِن مَن؟
الطالب : من الفاعل.

الشيخ : من الفاعل، ركبت الفرس مسرجًا، حال من المفعول به، كذا ولا لا؟ طيب ، وتقول : نظرت إلى الشجرة مزهرة؟
الطالب : مفعول به.

الشيخ : لا، نظرت إلى الشّجرة مُزهرةً، حال من المجرور.
الطالب : حال من المجرور؟

الشيخ : حال من المجرور، الشجرة مجرور، إذن فالحال تأتي من الفاعل والمفعول به، والمجرور، صحّ ولا لا؟ طيب، الثالث، المثال الثالث: " لقيتُ عبد الله راكبًا "
الطالب : حال .

الشيخ : راكبًا : حال، ماشيًا عندكم؟
الطالب : راكبا.

الشيخ : أنا عندي راكبًا، المثال لا يختلف حتى ولو كان ماشيًا، المعنى صحيح يختلف لكن المثال لا يختلف، طيّب : لقيتُ عبد الله راكبًا؟
الطالب : حال .

الشيخ : راكبًا حال، لكن مِن مَن؟
الطالب : من المرئي .

الشيخ : هل هو من الرّائي ولّا من المرئي؟
الطالب : مِن المرئي.

الشيخ : لقيت أنا عبدَ الله وأنا راكب وإلا لقيت عبد الله وهو راكب؟
الطالب : لقيت عبد الله وهو راكب.

الشيخ : تحتمل، تحتمل، صحّ ؟ ما ندري نشوف عاد نبحث، هل إن هذا القائل كان راكبًا ومرّ بعبد الله ، أو أنّ عبد الله راكب ومرّ به هذا القائل؟ إن كانت الأول : أن هذا القائل كان راكبا فمرّ بعبد الله صارت راكبًا حال من الفاعل، من لقيتُ، وإن كان معنى أن هذا الملاقي مرّ بعبد الله وهو راكب فهي حال من المفعول به، صحّ؟
الطالب : صح .

الشيخ : طيب، لو قلت: لقيتُ العبدَ عتيقًا، حال مِن مَن؟
الطالب : من المفعول به.

الشيخ : من المفعول به أو من الفاعل؟
الطالب : من المفعول به .

الشيخ : لا لا.
الطالب : من المفعول به.

الشيخ : العبد هو الذي يُعتق، هذه قرينة ظاهرة أن العبد هو المعتق، طيب ولو قلت : لقيتُ الفرسَ مسرجًا؟
الطالب : من المفعول به .

الشيخ : هذه من الفرس ولا بدّ، لأن الإنسان لا يسرج مهما كان، طيب على كلّ حال أهم شيء عندنا أن الحال هو : " الاسم المنصوب المفسِّر لما انبهم من الهيئات " ، طيب ، أحيانا يأتي بدل الاسم فعل ، لكن لا يكون الفعل هو الحال، الفعل الجملة، مثل : لقيني عبد الله يمشي، جملة يمشي : حال من عبد الله، ما نقول : الفعل هو الحال، الجملة حال، والدليل على أنها حال، لو حذفت الجملة وأتيت بعدها باسم مفرد ، لكان تقديره لقيت عبد الله ماشيًا، طيب ، قال المؤلف : " وما أشبه ذلك " ، نجيب أمثلة من هذا، مثل؟
الطالب : رأيتُ غلامَ زيدٍ راكبًا.

الشيخ : إيش؟
الطالب : رأيتُ غلامَ زيدٍ راكبًا.

الشيخ : رأيتُ غلامَ زيدٍ راكبًا، كذا؟ طيب، والأمثلة كثيرة، طيب ، لو قلت : دخلتُ المسجدَ حافيًا، حال مِن مَن؟
الطالب : من الفاعل.

الشيخ : من الفاعل، حال من الفاعل، لأن المسجد لا يكون حافيًا، الحافي هو الداخل.

Webiste