تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قصة الرهط الثلاثة الذين سألوا أمهات المؤمنين ع... - الالبانيالشيخ : هنا لا بد من التذكير بحديث أيضًا مما أخرجه الشيخان في " صحيحيهما " لتأخذوا منه معي تنبيهًا قويًا كيف يكون العمل أحيانًا في ظاهره طاعة وعبادة لكن...
العالم
طريقة البحث
قصة الرهط الثلاثة الذين سألوا أمهات المؤمنين عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ثم استقالوها , وذكر ما دلت عليه هذه القصة من وجوب متابعة هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : هنا لا بد من التذكير بحديث أيضًا مما أخرجه الشيخان في " صحيحيهما " لتأخذوا منه معي تنبيهًا قويًا كيف يكون العمل أحيانًا في ظاهره طاعة وعبادة لكنه في حقيقة أمره ليس من الطاعة والعبادة بسبيل والسبب لأنه مخالف للسنة هذا أمر عظيم جدًّا جدًّا وأكثر الناس عنه غافلون ذاك الحديث أخرجه كما قلنا الشيخان في " صحيحيهما " من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : جاء رهط إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فلم يجدوه فسألوا أزواجه - عليه الصلاة والسلام - عن عبادته عن قيامه وصيامه واتصاله بنسائه فذكرن نساء النبي ذكرن للرهط ما يعلمنه من عبادته - عليه السلام - مما يتعلق بالقيام قلن لهم : إن الرسول - عليه السلام - يقوم الليل وينام فيما يتعلق بالصوم كان - عليه السلام - يصوم ويفطر فيما يتعلق بالنساء ليس من الرهبان وإنما هو يأتي النساء ، بعد أن سمع الرهط هذا الكلام وهذا البيان من نساء الرسول - عليه الصلاة والسلام - قابلوه بأنهم تقالوها أي وجدوا عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم - قليلة هم كانوا يتصورون عكس ذلك كانوا يتصورون بالنظر إلى أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هو سيد البشر كما أخبر بذلك - عليه السلام - أنه لا شك أنه طول الليل قائم يصلي وطول الدهر صائم لا يفطر أما علاقته بالنساء فعلاقة مودة ومحبة وخدمة أما الناحية التي يسموها اليوم بالاتصال الجنسي يتصورون أن الرسول - عليه السلام - لا يغتسل من الجنابة لأنه في شغل شاغل عن ذلك بإقباله على الله - تبارك وتعالى - في نهاره وفي ليله فهو قائم الليل كل الليل هو صائم النهار كل الدهر هكذا يتصورون قبل أن يسمعوا خبر نساء الرسول عنه بخلاف ما تصوروا ، سمعوا أن الرسول ينام في الليل ويقوم يصلي وسمعوا أن الرسول - عليه السلام - يصوم لكن ليس دائمًا يفطر - أيضًا - كذلك فوجئوا حينما قلنا لهم بأن الرسول - عليه السلام - يتزوَّج النساء يعني يباشرهن فلذلك قالوا أو قال الراوي عنهم : تقالوها هذه العبادة وجدوها قليلة لكنهم رجعوا إلى أنفسهم لأن الحقيقة كما لا يخفاكم إن استقلالهم عبادة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فيه غمز غير مقصود منهم للرسول - عليه السلام - كأنهم يتوهمون أنهم هم أعبد منه لكنهم رجعوا إلى أنفسهم مرة أخرى فعللوا من عند أنفسهم سبب هذه العبادة التي تقالوها فقالوا : " هذا رسول الله قد غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر بنصِّ القرآن الكريم كأنهم يقولون : فلماذا يتعب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه بأن يقوم الليل كله ويصوم الدهر كله ولماذا لا يتمتع بالنساء وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، هذا بلا شك تعليل خاطئ جدًّا فاحش جدًّا ولكنهم قالوا ذلك لأنهم لم يكونوا بعد قد عرفوا الحكم الشرعي فيما جاؤوا ليسألوا عنه الرسول - عليه السلام - في أول الأمر فلما لم يجدوه سألوا نساءه فقال أحدهم كأنهم تعاهدوا بعضهم مع بعض أن ينفردوا بالمبالغة في العبادة فوق تلك العبادة التي عرفوها عنه - صلى الله عليه وسلم - من نسائه ذلك لأنهم كما سمعتم عللوا قلة عبادة الرسول بأنه - عليه السلام - قد غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر أما هم فما جاءهم هذا الوعد الإلهي فلذلك فهم تعاهدوا بينهم على أن يتعبوا أنفسهم في هذه الحياة الدنيا في عبادة الله - عز وجل - لعل الله - عز وجل - يغفر لهم كما غفر لنبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - لذلك تعاهدوا بينهم قال قائل منهم : أما أنا فأقوم الليل كله الليل ولا أنام . قال الثاني : أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر . قال الثالث : أما أنا فلا أتزوَّج النساء يعني يتوجَّه إلى عبادة الله ؛ لأن النساء مشغلة وصارف كبير على عبادة الله ، وأنا لا أريد أن أنشغل بالنساء ، وانطلقوا هكذا متعاهدين ، فنساء الرسول - عليه السلام - سَمِعْنَ هذا التعاهد الذي جاء وقع بين هؤلاء النفر الثلاثة فسرعان ما رجع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى بيته ، فأخبره نساؤه فيما تعاهد عليه الرهط وما قالوه قبل ذلك من اقلالهم لعبادة نبيهم - صلى الله عليه وآله وسلم - فما كان منه - عليه الصلاة والسلام - إلا أن صعد المنبر وخطب في الصحابة قائلًا : ما بال أقوام يقولون كذا وكذا وكذا ؟! حكى أقوالهم ولم يسم أسماءهم .

Webiste