تفسير قوله تعالى ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
س94: المستمع م. ع. من دولة تركيا، يقول في سؤاله: ما تفسير قوله تعالى في سورة الإسراء: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً (86) إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا ؟
ج94: قالت اليهود لمشركي مكة، اسألوا هذا الرجل محمداً صلى الله عليه وسلم عن ثلاث مسائل: المسألة الأولى: عن أصحاب الكهف. المسألة الثانية: عن ذي القرنين. والمسألة الثالثة: عن الروح. فإن أجابكم عنها فهو نبي، فأنزل الله سبحانه وتعالى الإجابة عن هذه الأسئلة، عن أصحاب الكهف، وعن ذي القرنين، وأما
الروح فقال الله سبحانه وتعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ، فلم يجب إلى سؤالهم، ثم إنه من خصوصيات الله سبحانه وتعالى وأنه هو الذي خلقها، وهو الذي يعلمها، ولا يعلمها أحد من الخلق، فهو سر من الأسرار، ولا تزال سرا، وهذا من معجزات القرآن، فإنه مع تقدم الطب والمهارة فيه، ومع الجهود في البحث عن هذا الموضوع، لم يعرفوا شيئا عن حقيقة الروح، قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ، على أن المراد بالروح، ما يحيا به الإنسان. هذا السر الذي يحيا به الإنسان أو غيره، إذا فارقه مفارقة تامة يكون ميتا، وإذا فارقه بعض المفارقة، يكون نائما، فالروح لها اتصالات بالبدن، اتصال بالبدن وهو في بطن أمه، واتصال بالبدن بعدما يولد في الحياة الدنيا، وهو متيقظ، واتصال بالبدن وهو نائم، واتصال بالبدن وهو في القبر، واتصال بالبدن في الدار الآخرة، وهو الاتصال الأخير، اتصال لا مفارقة بعده؛ فهذه الروح من العجائب التي لا
يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. وقيل المراد بمالروح: جبريل عليه السلام. وقيل المراد بالروح: ملك من الملائكة، أو جماعة من الملائكة، فعلى كل حال، الروح سر من أسرار الله، التي لم يطلع عليه عباده سبحانه وتعالى: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ، فالبشر مهما أوتوا من العلم؛ فإن علمهم قليل مقارنة بأي نسبة من علم الله، سبحانه وتعالى. وأما قوله تعالى: وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً ، أن الله سبحانه وتعالى أنزل هذا القرآن منة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو من أكبر النعم، قال تعالى: وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ، فهو من
أعظم النعم التي من الله تعالى بها على هذا النبي الكريم، وعلى أمته إلى يوم القيامة؛ لأنه به سعادتهم في الدنيا والآخرة، والله قادر على أن يرفع هذا القرآن، وأن يزيل هذه النعمة، كما أنه هو الذي أنزلها، فهو قادر على رفعها، وذلك مما يذكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة لنستفيد منها وننتفع بها.
ج94: قالت اليهود لمشركي مكة، اسألوا هذا الرجل محمداً صلى الله عليه وسلم عن ثلاث مسائل: المسألة الأولى: عن أصحاب الكهف. المسألة الثانية: عن ذي القرنين. والمسألة الثالثة: عن الروح. فإن أجابكم عنها فهو نبي، فأنزل الله سبحانه وتعالى الإجابة عن هذه الأسئلة، عن أصحاب الكهف، وعن ذي القرنين، وأما
الروح فقال الله سبحانه وتعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ، فلم يجب إلى سؤالهم، ثم إنه من خصوصيات الله سبحانه وتعالى وأنه هو الذي خلقها، وهو الذي يعلمها، ولا يعلمها أحد من الخلق، فهو سر من الأسرار، ولا تزال سرا، وهذا من معجزات القرآن، فإنه مع تقدم الطب والمهارة فيه، ومع الجهود في البحث عن هذا الموضوع، لم يعرفوا شيئا عن حقيقة الروح، قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ، على أن المراد بالروح، ما يحيا به الإنسان. هذا السر الذي يحيا به الإنسان أو غيره، إذا فارقه مفارقة تامة يكون ميتا، وإذا فارقه بعض المفارقة، يكون نائما، فالروح لها اتصالات بالبدن، اتصال بالبدن وهو في بطن أمه، واتصال بالبدن بعدما يولد في الحياة الدنيا، وهو متيقظ، واتصال بالبدن وهو نائم، واتصال بالبدن وهو في القبر، واتصال بالبدن في الدار الآخرة، وهو الاتصال الأخير، اتصال لا مفارقة بعده؛ فهذه الروح من العجائب التي لا
يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. وقيل المراد بمالروح: جبريل عليه السلام. وقيل المراد بالروح: ملك من الملائكة، أو جماعة من الملائكة، فعلى كل حال، الروح سر من أسرار الله، التي لم يطلع عليه عباده سبحانه وتعالى: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ، فالبشر مهما أوتوا من العلم؛ فإن علمهم قليل مقارنة بأي نسبة من علم الله، سبحانه وتعالى. وأما قوله تعالى: وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً ، أن الله سبحانه وتعالى أنزل هذا القرآن منة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو من أكبر النعم، قال تعالى: وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ، فهو من
أعظم النعم التي من الله تعالى بها على هذا النبي الكريم، وعلى أمته إلى يوم القيامة؛ لأنه به سعادتهم في الدنيا والآخرة، والله قادر على أن يرفع هذا القرآن، وأن يزيل هذه النعمة، كما أنه هو الذي أنزلها، فهو قادر على رفعها، وذلك مما يذكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة لنستفيد منها وننتفع بها.
الفتاوى المشابهة
- مسألة : هل عرج بروحه فقط أم بروحه وجسده معا . - ابن عثيمين
- هل الروح تنتقل من إنسان إلى آخر - الفوزان
- هل ثبت أن لله - سبحانه وتعالى - روح ؟ - الالباني
- الفرق بين الروح والنفس - ابن باز
- الإنسان في أطوار النطفة والعلقة والمضغة يتحر... - ابن عثيمين
- التقاء روح الميت بروح النائم - ابن باز
- بالنسبة لقوله تعالى (( قل الروح من أمر ربي )... - ابن عثيمين
- التدبر في آية الله الروح . - ابن عثيمين
- تفسير سورة الإسراء - 2 - الفوزان
- يقول من خلال قراءتي للقرآن الكريم وتكراره تب... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى ويسألونك عن الروح قل الروح من... - الفوزان