هذا العامي سأل مقلدًا فهذا هو مذهبه ، جواب مفتيه ، سأل متبعًا فهذا جوابه هذا مذهبه ، سأل مجتهدًا فهذا مذهبه ، العامي لا مذهب له ، مذهبه مذهب مفتيه ، فإن بلاه الله - عز وجل - برجل جاهل مقلد فهو مقلد ، دابة يقودها دابة - هذا ليس كلامي كلام الإمام الطحاوي - ، وإن الله - عز وجل - أفسح له شوية مجال للتنور ، وبلي بإنسان عند شيء من التبصر في الدين فأفتاه فهذا مذهبه ، وإن التقى - أيضًا - بإنسان عنده وسائل معرفة الكتاب والسنة والفهم عليهما فهذا واجبه .
إذًا لا تخشى من رهبة الموضوع أننا سوف نقضي على المذهبية لأن المذهبية مقضي عليها بكلام المذهبية نفسها : " العامي لا مذهب له " ، وإذا كان العامي لا مذهب له فالعالم له مذهب ؟ لا مذهب له ، إذًا لا مذهبية ، وهذا آخر ما عندي في هذه المسألة وموعدنا في الدرس الآتي - إن شاء الله - رجوعًا إلى أحاديث الترغيب والترهيب .