السائل : قبل هذا ... خطبة الجمعة ، في الخطبة الثانية انتشر بين الخطباء أو بعضهم - أيضًا - قولهم : صلوا على النبيِّ ... ؟

الشيخ : إي نعم ، وهذا - أيضًا - من ذاك الباب ؛ أي : من البدعة الإضافية ، لا يجوز التزامها ، ويجوز فعلها أحيانًا ؛ خاصة بأن ... هذه الآية تحمل الناس على أن يضجُّوا بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ومن عجبٍ أنك ترى الجماهير من المصلين إذا ذُكِرَ الله - تبارك وتعالى - لم يُتبعوا ذلك بتعظيمه وإجلاله ، أما إذا ذُكر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فضجَّ المسجد بالصلاة عليه ، ويوم الجمعة حيث لا يجوز فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلا شك أن تلاوة تلك الآية - أيضًا - والتزامها دائمًا وجعلها من شروط الخطبة الثانية ؛ فهذا من محدثات الأمور .
نعم .

السائل : الالتزام بالصلاة على النبي .

الشيخ : كيف ؟

السائل : الالتزام بالصلاة على النبي في الخطبة الثانية .

الشيخ : كذلك كله من باب واحد .

السائل : من جملة الآية .

الشيخ : من جملة الآية ، أنا فهمتك ، هنا شيئان : التزام الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بدون ذكر الآية ، وذكر الآية كما جاءت في السؤال السابق ، لا ينبغي التزام ما لم يكن معروفًا في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، الخطبة كما ألمحَ الله - تبارك وتعالى - في قوله - عز وجل - : يا أيها الذين آمنوا إذا نُودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعَوا إلى ذكر الله ، فخطبة الجمعة المقصود بها ذكر الله ، وقد يكون فيها بعض التعاليم والتذكير بما قد يخفى على الناس ، أما جعل الخطبة الثانية هي للصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - والدعاء ونحو ذلك ؛ فهذا ممَّا لا نعلمه من السنة .

السائل : بالنسبة للبدعة الإضافية بعضهم ... فيقول هذه بعد كل صلاة عصر ... فيقول هذه العادة بهذه الطريقة لم تكن موجودة في عهد النبي .

الشيخ : إي نعم .

السائل : لدرجة أنهم قَسَموا الأحاديث في شهر رمضان ... بحيث ... .

الشيخ : عفوًا قَسَمَ الأحاديث إلى ؟

السائل : في بعض الكتب التي تتكلم عن شهر رمضان ... بحيث أن الجُمَع تخرج ... فما أدري هل يكون هذا داخل في ؟

الشيخ : هذه تدخل نعم إذا كانت توهم الشرعية من حيث الالتزام ، أما إذا كانت لا تُوهم فهي من الأمور العادية ، والتي قد يقتضيها تنظيم وجمع الناس ؛ يعني - مثلًا - الآن توجد المدارس على اختلاف أنواعها ؛ فهي تضع مناهج دراسية وساعات معيَّنة في كل يوم وتستثني من ذلك - مثلًا - يوم الجمعة ، فمثل هذا التنظيم أنا لا أجد في ذهني أبدًا أنه يمكن أن أحدًا يفهم أن هذا له علاقة بالعبادة ، وإنما مصلحة الناس الزمنية تقتضيه ذلك ؛ ولهذا يُعدَّل فيها فرق التوقيت - مثلًا - في بعض البلاد التوقيت الصيفي أو الشتوي ، فمراعاة هذا التنظيم إذا لم يكن مدعاةً لتوهُّم أنه عبادة بخصوصها كما هو الشأن فيما سبق من الأمثلة ؛ فلا مانع من ذلك ، وإلا فيجب ... وعدم الالتزام .