في معنى قوله - تعالى - : (( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ )) ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - ( لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه ) ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : هذا الأخ الذي كنتَ معه قبل يومين أنا قلت أنُّو اتفق معنا وخالفنا ... ولَّا تقصد أنُّو يعني بوضعنا ... ؟
الشيخ : أقصد أنُّو هو من ناحية ... في توسُّعكم في إطلاق لفظة الكفر ، هو يلتقي معكم في تكفير الحكام بدون تفصيل ولا .
السائل : تناقض .
الشيخ : هو هذا ، عم أقول لك : يلتقي معكم مش منكم ، بينما هو يُعارضكم ، ولا يشعر أنُّو هو معكم في بعض ... .
السائل : الحقيقة أنا سألتك قبل مرة عن الآية : فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ، ولا أنت ... حكم فيها إيمانًا تامًّا ، مثل اللي ورد بالأحاديث .
الشيخ : هذا إذا كان كفرًا عمليًّا ، وهذا بحثناه - أيضًا - مع ... .
السائل : ... يعني عادةً ... أقول يعني ... كفرًا عمليًّا ، وأنا بدي أحكي معك في هذا ، نقول : إيمانًا تامًّا ، لكن اللي حصل ... اطَّلعت على مقال الأخ الذي ذكرت في " مجلة الإسلام " فيردُّ هذا بثلاث أدلة ، ويذكر أنُّو ابن حجر يذكر أنُّو قال : إيمانًا تامًّا ... لكن هو يعني يقول أنُّو أخطأ ابن حجر في هذه الناحية ، ويورد قول ابن حجر ويقول أنُّو هذا الدليل يُؤخذ على ظاهره ، ولم يأتِ دليل قبله أو بعده يُخرجه عن معناه الظاهري ، ويجيب أكثر الأدلة يذكرهم ويفنِّدهم ، الدليل الأولاني يقول لك أنُّو لا يصلح أنُّو تُوضع لفظة تامًّا - أي : صفة - إلا أن يكون المفعول المطلق موجود ؛ يعني لا يؤمنون إيمانًا ممكن نحط تامًّا ؛ الآية من الناحية اللغوية .
الشيخ : مين عم يقول هيك ؟
السائل : هو الرجل ، إي نعم .
الشيخ : طيب ، وإيش يقول في قوله - عليه السلام - : لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه ؟
السائل : هذا الذي أتوقَّع ... .
الشيخ : والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن . قالوا : مَن يا رسول الله ؟ قال : مَن لا يأمن جاره بوائقه .
السائل : طيب ، هذا الدليل الأولاني أتوقَّع جوابك على هذه القضية ، لكن الدليل الثاني ، هنا القضية فيها تخصيص ما فيها تعميم ، ولا يُعمَّم ... لا يُخصَّص التخصيص .
الشيخ : في أسلوبه القضية فيها تخصيص ؟
السائل : فيها تخصيص ... .
الشيخ : يعني ؟
السائل : وليس تعميم ، يجيب مثال أنُّو القضية ... .
الشيخ : ... .
السائل : لكن هو يورد مثال ... مثال يعني ... يقول لك : لو واحد قائم حلف أو أقسم يمين أن لا يأكل طعامًا ، ثم جاءت وجبة الغداء أو العشاء ، فقال : نويتُ أن آكل طعامًا خاصًّا ؛ يستثنيه من اليمين الأصلي ، فيقول لك : عندنا لا يجوز باطل .
الشيخ : هذا صحيح ... .
السائل : فهو استدل على ... بالتعميم والتخصيص ، فالتعميم والتخصيص يقول لك أنُّو الآية فيها تخصيص لا تحتاج إلى تخصيص وتخصيص ، فما فهمت أنُّو الإيمان كلمة لَا يُؤْمِنُونَ هي الإيمان فيه تخصيص يعني مش تعميم ، أو البند الثاني كمان .
الشيخ : هو ظاهر كلامه في المثال لا يأكل طعامًا ، فـ " طعامًا " مطلق ، ما يجوز الاستثناء فيما بعد ، وهو قال : لَا يُؤْمِنُونَ مطلقًا ، ما قال : يؤمنون إيمانًا كاملًا . هذا الكلام صحيح إذا الإنسان أراد أن يفسر الآية بخصوص الآية ، لكن هذا خطأ من الناحية الشرعية ، وما أدري - أيضًا - حرَّرت أو بيَّنت حقيقة علمية يعني معروفة لدى أهل العلم ؛ المسألة المعيَّنة لا تُؤخذ من نصٍّ معيَّن ، وإلا ضلَّ ، لا بد أن يجمع كل ما يتعلق في هذا النَّصِّ في تلك المسألة ويأخذ الحكم من مجموعها ؛ مثلًا : يعني يشبه القول المشار إليه مَن إذا سُئل : هل يجوز أكل الكبد والطحال والسمك والجراد ؟ يقول لك : لا ، ما يجوز ، قال - تعالى - : حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ ... مطلق ؛ الدم والميتة كلاهما مطلق ؛ فمن وين بدنا نستحل هلق الأشياء اللي ذكرناها ؟ فبالنسبة لهالنظرة المعيَّنة للقرآن الكلام صحيح ، لكن هل يجوز للمسلم أن ينظر للنَّصِّ المعيَّن في القرآن دون أن يلمَّ بالنصوص الأخرى سواء كانت في القرآن أو كانت في السنة ؟ ما يجوز طبعًا .
لذلك بدك تضم بقى إلى هذه الآية ما قد يكون له علاقة بها ، وإذا بك تأخذ الحكم غير ما يبدو من الإطلاق ، وهكذا لَا يُؤْمِنُونَ ، وهالطريقة هذه هي طريقة الخوارج وطريقة المعتزلة .
السائل : والظاهرية .
الشيخ : لا . النظر إلى نص دون نص ، مثلًا : لا يدخل الجنة قتَّات ، هذا التمسُّك بظاهره مخالف ... وهذا مبدأ إيش ؟ الخوارج ... ليه ؟ هيك ظاهر النص ، طيب ، حديث أبو ذر ... وأحاديث الصريحة بأنُّو يُخرَج من النار مَن كان في قلبه مثقال ذرَّة من إيمان إلى آخره ، لما تضمها إلى هذا الحديث تضطر بقى تفهم من الحديث معنى غير المعنى الذي تبادر لك لأوَّل ما تسمعه ، فتقول - مثلًا - كما يقول هذا الحديث ... مثل هذا الحديث وغيره ، لا يدخل الجنة قتَّات يعني ... في أوله ، مش لا يدخل الجنة مطلقًا ؛ لأنُّو يتعارض مع الأحاديث اللي يدخل ... ولو كان في قلبه مثقال ذرة من ... .
لا يدخل الجنة إلا بعد أن ... ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : نعم ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : ... لا يدخل الجنة إلا إن شاء الله ، مَن قال : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ، فالنميمة هي ليست من الشرك ؛ إذًا الله يغفرها .
هكذا المسائل سواء كانت اعتقادية ... أو كانت أحكام علمية كلها لا يستقيم ... في إصدار الحكم بمسألة ما إلا بعد تجميع كل النصوص الواردة في الموضوع .
الشيخ : أقصد أنُّو هو من ناحية ... في توسُّعكم في إطلاق لفظة الكفر ، هو يلتقي معكم في تكفير الحكام بدون تفصيل ولا .
السائل : تناقض .
الشيخ : هو هذا ، عم أقول لك : يلتقي معكم مش منكم ، بينما هو يُعارضكم ، ولا يشعر أنُّو هو معكم في بعض ... .
السائل : الحقيقة أنا سألتك قبل مرة عن الآية : فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ، ولا أنت ... حكم فيها إيمانًا تامًّا ، مثل اللي ورد بالأحاديث .
الشيخ : هذا إذا كان كفرًا عمليًّا ، وهذا بحثناه - أيضًا - مع ... .
السائل : ... يعني عادةً ... أقول يعني ... كفرًا عمليًّا ، وأنا بدي أحكي معك في هذا ، نقول : إيمانًا تامًّا ، لكن اللي حصل ... اطَّلعت على مقال الأخ الذي ذكرت في " مجلة الإسلام " فيردُّ هذا بثلاث أدلة ، ويذكر أنُّو ابن حجر يذكر أنُّو قال : إيمانًا تامًّا ... لكن هو يعني يقول أنُّو أخطأ ابن حجر في هذه الناحية ، ويورد قول ابن حجر ويقول أنُّو هذا الدليل يُؤخذ على ظاهره ، ولم يأتِ دليل قبله أو بعده يُخرجه عن معناه الظاهري ، ويجيب أكثر الأدلة يذكرهم ويفنِّدهم ، الدليل الأولاني يقول لك أنُّو لا يصلح أنُّو تُوضع لفظة تامًّا - أي : صفة - إلا أن يكون المفعول المطلق موجود ؛ يعني لا يؤمنون إيمانًا ممكن نحط تامًّا ؛ الآية من الناحية اللغوية .
الشيخ : مين عم يقول هيك ؟
السائل : هو الرجل ، إي نعم .
الشيخ : طيب ، وإيش يقول في قوله - عليه السلام - : لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه ؟
السائل : هذا الذي أتوقَّع ... .
الشيخ : والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن . قالوا : مَن يا رسول الله ؟ قال : مَن لا يأمن جاره بوائقه .
السائل : طيب ، هذا الدليل الأولاني أتوقَّع جوابك على هذه القضية ، لكن الدليل الثاني ، هنا القضية فيها تخصيص ما فيها تعميم ، ولا يُعمَّم ... لا يُخصَّص التخصيص .
الشيخ : في أسلوبه القضية فيها تخصيص ؟
السائل : فيها تخصيص ... .
الشيخ : يعني ؟
السائل : وليس تعميم ، يجيب مثال أنُّو القضية ... .
الشيخ : ... .
السائل : لكن هو يورد مثال ... مثال يعني ... يقول لك : لو واحد قائم حلف أو أقسم يمين أن لا يأكل طعامًا ، ثم جاءت وجبة الغداء أو العشاء ، فقال : نويتُ أن آكل طعامًا خاصًّا ؛ يستثنيه من اليمين الأصلي ، فيقول لك : عندنا لا يجوز باطل .
الشيخ : هذا صحيح ... .
السائل : فهو استدل على ... بالتعميم والتخصيص ، فالتعميم والتخصيص يقول لك أنُّو الآية فيها تخصيص لا تحتاج إلى تخصيص وتخصيص ، فما فهمت أنُّو الإيمان كلمة لَا يُؤْمِنُونَ هي الإيمان فيه تخصيص يعني مش تعميم ، أو البند الثاني كمان .
الشيخ : هو ظاهر كلامه في المثال لا يأكل طعامًا ، فـ " طعامًا " مطلق ، ما يجوز الاستثناء فيما بعد ، وهو قال : لَا يُؤْمِنُونَ مطلقًا ، ما قال : يؤمنون إيمانًا كاملًا . هذا الكلام صحيح إذا الإنسان أراد أن يفسر الآية بخصوص الآية ، لكن هذا خطأ من الناحية الشرعية ، وما أدري - أيضًا - حرَّرت أو بيَّنت حقيقة علمية يعني معروفة لدى أهل العلم ؛ المسألة المعيَّنة لا تُؤخذ من نصٍّ معيَّن ، وإلا ضلَّ ، لا بد أن يجمع كل ما يتعلق في هذا النَّصِّ في تلك المسألة ويأخذ الحكم من مجموعها ؛ مثلًا : يعني يشبه القول المشار إليه مَن إذا سُئل : هل يجوز أكل الكبد والطحال والسمك والجراد ؟ يقول لك : لا ، ما يجوز ، قال - تعالى - : حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ ... مطلق ؛ الدم والميتة كلاهما مطلق ؛ فمن وين بدنا نستحل هلق الأشياء اللي ذكرناها ؟ فبالنسبة لهالنظرة المعيَّنة للقرآن الكلام صحيح ، لكن هل يجوز للمسلم أن ينظر للنَّصِّ المعيَّن في القرآن دون أن يلمَّ بالنصوص الأخرى سواء كانت في القرآن أو كانت في السنة ؟ ما يجوز طبعًا .
لذلك بدك تضم بقى إلى هذه الآية ما قد يكون له علاقة بها ، وإذا بك تأخذ الحكم غير ما يبدو من الإطلاق ، وهكذا لَا يُؤْمِنُونَ ، وهالطريقة هذه هي طريقة الخوارج وطريقة المعتزلة .
السائل : والظاهرية .
الشيخ : لا . النظر إلى نص دون نص ، مثلًا : لا يدخل الجنة قتَّات ، هذا التمسُّك بظاهره مخالف ... وهذا مبدأ إيش ؟ الخوارج ... ليه ؟ هيك ظاهر النص ، طيب ، حديث أبو ذر ... وأحاديث الصريحة بأنُّو يُخرَج من النار مَن كان في قلبه مثقال ذرَّة من إيمان إلى آخره ، لما تضمها إلى هذا الحديث تضطر بقى تفهم من الحديث معنى غير المعنى الذي تبادر لك لأوَّل ما تسمعه ، فتقول - مثلًا - كما يقول هذا الحديث ... مثل هذا الحديث وغيره ، لا يدخل الجنة قتَّات يعني ... في أوله ، مش لا يدخل الجنة مطلقًا ؛ لأنُّو يتعارض مع الأحاديث اللي يدخل ... ولو كان في قلبه مثقال ذرة من ... .
لا يدخل الجنة إلا بعد أن ... ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : نعم ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : ... لا يدخل الجنة إلا إن شاء الله ، مَن قال : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ، فالنميمة هي ليست من الشرك ؛ إذًا الله يغفرها .
هكذا المسائل سواء كانت اعتقادية ... أو كانت أحكام علمية كلها لا يستقيم ... في إصدار الحكم بمسألة ما إلا بعد تجميع كل النصوص الواردة في الموضوع .
الفتاوى المشابهة
- معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإذا أمن... - ابن عثيمين
- ما المقصود بنفي الإيمان في مثل حديث النبي صلى... - الالباني
- قال المصنف رحمه الله تعالى : ونؤمن بأن الله... - ابن عثيمين
- هل البخيل بالصدقة لم يعمل بحديث:( لا يؤمن أح... - ابن عثيمين
- كون الإنسان يحب أن يكون أفضل الناس هل ينافي... - ابن عثيمين
- ما صحة حديث : ( لا يؤمن أحدكم حتَّى يحبَّ لأخي... - الالباني
- حديث ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفس... - الالباني
- ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن... - ابن عثيمين
- ما معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا ي... - الالباني
- معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن... - ابن عثيمين
- في معنى قوله - تعالى - : (( فَلَا وَرَبِّكَ لَ... - الالباني