ما الجواب على مَن يستدل بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الصحابة كانوا يقرؤون خلفه حيث قال : ( لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب ) على وجوب القراءة خلف الإمام في الصلاة الجهرية ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
أبو مالك : أنُّو الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما كان يقرأ في صلاة فلما فرغ قال : ما لي أُنازع القرآن ؟! .
الشيخ : إي نعم .
أبو مالك : فانتهى الناس من القراءة خلفَه إلا بفاتحة الكتاب .
الشيخ : نعم .
أبو مالك : هذا الحديث في الحقيقة - أيضًا - يعني يرد ... جزاك الله خير .
الشيخ : إي نعم ، كاستثناء هنا إلا بفاتحة الكتاب كما كنت ذكرت ذلك في كتابي " صفة الصلاة " لا يعني وجوب القراءة ، ويوضِّح ذلك رواية في " مسند الإمام أحمد " بسند صحيح قوله - عليه السلام - : إلا أن يقرأ أحدُكم بفاتحة الكتاب ، فهذا الاستثناء لا يفيد وجوب قراءة الفاتحة ؛ لأن الاستثناء الذي يبيح جزءًا من المستثنى منه وقد نهى عن كلِّ شيء هذا الاستثناء إلا ذلك الجزء فكما نعلم جميعًا أن الأمر بالشيء بعد النهي عنه لا يُفيد وجوبه ، وإنما يفيد جوازه كمثل قوله - تعالى - مثلًا : وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ، فقوله : فاصطادوا لا يعني أنه يجب على الحاجِّ الذي كان محرمًا ثم تحلَّل يجب عليه أن يصطاد ، وإنما يعني هذا النَّصُّ أن ما كان محرَّمًا عليه من قبل أصبح جائزًا له بعد أن تحلَّل ، كذلك هنا لا تفعلوا أي : لا تقرؤوا ، هذا نصٌّ عامٌّ ينهى فيه الرسول - عليه السلام - مَن كان خلفه يقرأ لا تفعلوا ، ثم أدخل فيه تخصيصًا فقال : إلا بفاتحة الكتاب ، هذا لا يعني وجوب قراءة الفاتحة ، وإنما يعني جواز قراءة الفاتحة في ذلك الوقت الذي تكلَّم فيه الرسول - عليه السلام - بهذا الحديث الصحيح .
ويؤكد أن هذه القراءة التي سمحَ بها - عليه السلام - ليست للوجوب الرواية الأخرى وهي دقيقة جدًّا ولطيفة : إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب ؛ فهذا التعبير يعني أنُّو إذا واحد ما قرأ ما عليه شيء ، وكمان إن قرأ ما عليه شيء ؛ ولذلك قلت أنُّو هذا الحديث إنما يفيد جوازًا مرجوحًا فضلًا عن أنه لا يفيد الوجوب ، ثم جاء حديث أبي هريرة الذي يُفيد أنه قال لما قال - عليه السلام - : ما لي أنازغ القرآن ؟! فانتهى الناس عن القراءة وراء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فيما كان يجهر فيه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .
إي باختصار : هذا الحديث يفيد الجواز وليس الوجوب ، والجواز جواز مرجوح ، ثم هذا الجواز نُفِيَ وأُلغِيَ بحكم أن الناس انتهوا عن القراءة وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - مطلقًا فيما كان يدعو فيه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .
هذا ما يحضرني الآن بالنسبة لهذه المسألة ، والله - تبارك وتعالى - هو وليُّ التوفيق .
السائل : شيخنا أسئلة النساء .
الشيخ : نعم .
السائل : أسئلة النساء اللي طلبها ربُّ بيت .
الشيخ : هات لنشوف يا أخي .
الشيخ : إي نعم .
أبو مالك : فانتهى الناس من القراءة خلفَه إلا بفاتحة الكتاب .
الشيخ : نعم .
أبو مالك : هذا الحديث في الحقيقة - أيضًا - يعني يرد ... جزاك الله خير .
الشيخ : إي نعم ، كاستثناء هنا إلا بفاتحة الكتاب كما كنت ذكرت ذلك في كتابي " صفة الصلاة " لا يعني وجوب القراءة ، ويوضِّح ذلك رواية في " مسند الإمام أحمد " بسند صحيح قوله - عليه السلام - : إلا أن يقرأ أحدُكم بفاتحة الكتاب ، فهذا الاستثناء لا يفيد وجوب قراءة الفاتحة ؛ لأن الاستثناء الذي يبيح جزءًا من المستثنى منه وقد نهى عن كلِّ شيء هذا الاستثناء إلا ذلك الجزء فكما نعلم جميعًا أن الأمر بالشيء بعد النهي عنه لا يُفيد وجوبه ، وإنما يفيد جوازه كمثل قوله - تعالى - مثلًا : وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ، فقوله : فاصطادوا لا يعني أنه يجب على الحاجِّ الذي كان محرمًا ثم تحلَّل يجب عليه أن يصطاد ، وإنما يعني هذا النَّصُّ أن ما كان محرَّمًا عليه من قبل أصبح جائزًا له بعد أن تحلَّل ، كذلك هنا لا تفعلوا أي : لا تقرؤوا ، هذا نصٌّ عامٌّ ينهى فيه الرسول - عليه السلام - مَن كان خلفه يقرأ لا تفعلوا ، ثم أدخل فيه تخصيصًا فقال : إلا بفاتحة الكتاب ، هذا لا يعني وجوب قراءة الفاتحة ، وإنما يعني جواز قراءة الفاتحة في ذلك الوقت الذي تكلَّم فيه الرسول - عليه السلام - بهذا الحديث الصحيح .
ويؤكد أن هذه القراءة التي سمحَ بها - عليه السلام - ليست للوجوب الرواية الأخرى وهي دقيقة جدًّا ولطيفة : إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب ؛ فهذا التعبير يعني أنُّو إذا واحد ما قرأ ما عليه شيء ، وكمان إن قرأ ما عليه شيء ؛ ولذلك قلت أنُّو هذا الحديث إنما يفيد جوازًا مرجوحًا فضلًا عن أنه لا يفيد الوجوب ، ثم جاء حديث أبي هريرة الذي يُفيد أنه قال لما قال - عليه السلام - : ما لي أنازغ القرآن ؟! فانتهى الناس عن القراءة وراء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فيما كان يجهر فيه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .
إي باختصار : هذا الحديث يفيد الجواز وليس الوجوب ، والجواز جواز مرجوح ، ثم هذا الجواز نُفِيَ وأُلغِيَ بحكم أن الناس انتهوا عن القراءة وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - مطلقًا فيما كان يدعو فيه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .
هذا ما يحضرني الآن بالنسبة لهذه المسألة ، والله - تبارك وتعالى - هو وليُّ التوفيق .
السائل : شيخنا أسئلة النساء .
الشيخ : نعم .
السائل : أسئلة النساء اللي طلبها ربُّ بيت .
الشيخ : هات لنشوف يا أخي .
الفتاوى المشابهة
- هل القراءة في الصلاة الجهرية خلف الإمام منسوخة ؟ - الالباني
- مناقشة مع بعض الطلاب العلم حول مسألة قراءة الف... - الالباني
- هل يجوز قراءة الفاتحة خلف الإمام وهو يقرأ أم... - ابن عثيمين
- ما معنى حديث : ( لا تفعلوا إلا بأمِّ القرآن )... - الالباني
- كيف توجه الأحاديث التي احتج بها من قال بوجوب ق... - الالباني
- كيف تُوجَّه الأحاديث التي احتَجَّ بها مَن قال... - الالباني
- كيف تُوجَّه الأحاديث التي احتَجَّ بها مَن قال... - الالباني
- ما حكم قراءة الفاتحة خلف الإمام في الصلاة الجه... - الالباني
- هل صحيح أن عموم : ( لا يقرأ خلف الإمام في الصل... - الالباني
- ما الجواب على من يستدل بحديث النبي صلى الله عل... - الالباني
- ما الجواب على مَن يستدل بحديث النبي - صلى الله... - الالباني