تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ذكر أوجه بطلان تفسير قوله - صلى الله عليه وسلم... - الالبانيالشيخ : أعني أن تخصيص هذا الحديث بهذا التفسير خطأ ، بل هو باطل لأكثر من وجه ؛ الأول هو مباينة هذا التفسير للحادثة كما شرحنا ، السبب الثاني وهو مهم جدًّا...
العالم
طريقة البحث
ذكر أوجه بطلان تفسير قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( مَن سنَّ في الإسلام ) بالبدعة الحَسَنة .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : أعني أن تخصيص هذا الحديث بهذا التفسير خطأ ، بل هو باطل لأكثر من وجه ؛ الأول هو مباينة هذا التفسير للحادثة كما شرحنا ، السبب الثاني وهو مهم جدًّا ؛ فأرجو من طلاب العلم خاصَّة أن يتنبَّهوا لهذا لكي يتمكَّنوا من هداية الشَّاردين الضالين عن فهم الحديث الأول بالمعنى العام الذي أرادَه الرسول - عليه الصلاة والسلام - ، فنقول لهؤلاء الشَّاردين : إننا نسمع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول في هذا الحديث : مَن سنَّ في الإسلام سنَّة حسنة ، وفي الفقرة الثانية يقول : ومَن سنَّ في الإسلام سنَّة سيِّئة ، نسأل : هل هناك خلاف بين المسلمين اليوم أن كون الشيء حسنًا أو كونه سيِّئًا لا سبيل إلى معرفته إلا بطريق الكتاب والسنة ؛ أي : بوحي السماء ؟!
وبمعنى آخر : ليس الشيء الحَسَن والشيء السَّيِّئ هو الذي يستحسنه عقول الناس أو لا يستحسنه عقول الناس ؛ خلافًا لِمَا كان عليه المعتزلة قديمًا وجرى بسبب انحرافهم خلاف شديد بينهم وبين أهل السنة ؛ فإن المعتزلة كانوا يقولون - وأصبحت هذه قاعدة في علم الكلام - بـ " التحسين والتقبيح العقليين " . المعتزلة يقولون : " الحَسَن ما حسَّنه العقل ، والقبيح ما قبَّحَه العقل " ، وجرت مناقشات كبيرة بين أهل السنة والمعتزلة في هذا ، ولا شك أن الفلج والنصر إنما كان لأهل السنة على أولئك ، ولا أرى نفسي بحاجة إلى أن أؤيِّد أهل السنة هنا ما دمنا نحن أوَّلًا جميعًا ننتمي إلى أهل السنة ، وليس فينا معتزلة يقولون بقول المتقدِّمين منهم أنَّ الحَسَن ما حسَّنه العقل ، والقبيح ما قبَّحه العقل ؛ ما دام أنه ليس فينا من يقول بالتحسين والتقبيح العقليين نعود إليهم لنفهم الحديث في هاتَين الصفتين سنَّة حسنة سنَّة سيئة ؛ من أين نعرف أن الشيء الفلاني هو سنَّة حسنة أو شيء آخر هو سنَّة سيئة ؟
الجواب بداهةً : إنما هو كتاب وإنما هو السنَّة . حينئذٍ نقول للمبتدعة الذين وسَّعوا دائرة العبادات في الإسلام بسبب انحرافهم عن تلك القاعدة العظيمة : كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار نقول لهؤلاء : فأيُّ بدعةٍ زعمتم أنها حسنة قلنا لكم : هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ، فإن عجزوا فلا شك أنهم عاجزون كلَّ العجز أن يأتوا بدليل من الكتاب والسنة يحسِّن لهم بدعة من تلك العبادات ، وكذلك إذا قالوا : الأمر الفلاني سنَّة سيِّئة فلا بد - أيضًا - من أن يأتي هذا المدَّعي بالدليل الشرعي من الكتاب والسنة على أن تلك السنة سنة سيِّئة .

Webiste