تعليق الشيخ على ما جاء في الكلمة من تمسُّك السلفيين بالكتاب والسنة ، وتنبيهه لضرورة تقييد ذلك بفهم السلف الصالح .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : المسألة الثالثة وهي في الواقع كما قلت زيادة بيان لبعض ما جاء في كلام الأخ ، الدعوة السلفية تلتقي مع الدعوات الأخرى كلها قديمها وحديثها ممَّا يحوم دعاتها في دائرة الإسلام كلهم يلتقون في كلمة سواء ؛ وهي أنهم يرجعون إلى الكتاب وإلى السنة ، فالدعوة السلفية من هذه الحيثية لا مزيَّة لها على سائر الدعوات خاصَّة ما كان منها قائمًا في العصر الحاضر اليوم ، ولكن إنما تتميَّز الدعوة السلفية في هذا المجال الذي يدندن الجميع حول الكتاب والسنة أنهم يدعون إلى فهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ، لا يكتفون فقط بدعوة المسلمين إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة ، بل يزيدون على ذلك إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ؛ لأنه هذه الفِرَق الكثيرة التي أشار إليها الرسول - عليه السلام - إشارةً عابرةً في حديث الفرق الثلاث والسبعين قال عنها كلها : كلُّها في النار إلا واحدة . قالوا : مَن هي يا رسول الله ؟ قال : هي ما أنا عليه وأصحابي . وفي الرواية الأخرى وهي أصح قال : هي الجماعة . وفي الحديث الآخر : عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين إلى آخر الحديث .
فنجد هنا في الحديثَين تنبيهًا إلى هذا القيد الذي يتمسَّك به السلفيون من بين سائر الدعاة ، كتاب وسنة وفهم على منهج السلف الصالح ؛ لأن الرسول - عليه السلام - ما قال : ما أنا عليه فقط ، وإنما قال : وأصحابي ، ما قال : عليكم بسنَّتي فقط ، وإنما قال : وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، وهذا في الواقع اقتباس من القرآن الكريم كمثل قول ربِّ العالمين : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ، فالله - عز وجل - قال : وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ لماذا جاء بهذا الجملة ؟ هذه الجملة بيانية خطيرة جدًّا ، كان يكفي أن يقول : " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيَّن له الهدى نوله ما تولى " ، ولكنه أضاف إلى مشاققة الرسول قولَه - عز وجل - : وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ لحكمةٍ بالغة ؛ ألا وهي أن مشاققة الرسول إنما تظهر بمخالفة سنة المؤمنين ومنهج السلف الصالح الذي سمعتم عنه الكلمة السابقة ؛ لذلك يقول ابن القيم تأكيدًا وإشارةً عابرةً سريعة إلى هذا القيد في فهم الكتاب والسنة يقول :
" العلم قال الله قال رسوله * قال الصحابة "
أيضًا ، لم يكتف بقوله: " العلم قال الله قال رسوله " كما يقول جماهير المسلمين ، وإنما أضاف إلى ذلك :
" ... ... ... *** قال الصحابة ليس بالتمويهِ
ما العلم نصبك للخلاف سفاهةً *** بينَ الرسول وبين رأي فقيهِ
كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرًا من التعطيل والتشبيهِ "
أريد باختصار أن الدعوة السلفية تدندن في جملة ما تدندن حول فهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ، ومن هنا تأتيهم العصمة من الوقوع في العقائد التي تكلَّم عنها علماء الإسلام ، وأنها انحرفت عن الجادَّة كالمعتزلة وكالمرجئة وكالجبرية ونحو ذلك . ومن الأفكار الحديثة اليوم التي يتكلَّم بها ويسطِّرها كثير من الكُتَّاب الإسلاميين باسم الإسلام وهي ليست من الإسلام في شيء ، ولا يمكن لأحد من أهل العلم أن يعرف ذلك إلا إذا كان متمسِّكًا بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح .
هذه ذكرى ، والذِّكرى تنفع المؤمنين ، وبهذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .
فنجد هنا في الحديثَين تنبيهًا إلى هذا القيد الذي يتمسَّك به السلفيون من بين سائر الدعاة ، كتاب وسنة وفهم على منهج السلف الصالح ؛ لأن الرسول - عليه السلام - ما قال : ما أنا عليه فقط ، وإنما قال : وأصحابي ، ما قال : عليكم بسنَّتي فقط ، وإنما قال : وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، وهذا في الواقع اقتباس من القرآن الكريم كمثل قول ربِّ العالمين : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ، فالله - عز وجل - قال : وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ لماذا جاء بهذا الجملة ؟ هذه الجملة بيانية خطيرة جدًّا ، كان يكفي أن يقول : " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيَّن له الهدى نوله ما تولى " ، ولكنه أضاف إلى مشاققة الرسول قولَه - عز وجل - : وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ لحكمةٍ بالغة ؛ ألا وهي أن مشاققة الرسول إنما تظهر بمخالفة سنة المؤمنين ومنهج السلف الصالح الذي سمعتم عنه الكلمة السابقة ؛ لذلك يقول ابن القيم تأكيدًا وإشارةً عابرةً سريعة إلى هذا القيد في فهم الكتاب والسنة يقول :
" العلم قال الله قال رسوله * قال الصحابة "
أيضًا ، لم يكتف بقوله: " العلم قال الله قال رسوله " كما يقول جماهير المسلمين ، وإنما أضاف إلى ذلك :
" ... ... ... *** قال الصحابة ليس بالتمويهِ
ما العلم نصبك للخلاف سفاهةً *** بينَ الرسول وبين رأي فقيهِ
كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرًا من التعطيل والتشبيهِ "
أريد باختصار أن الدعوة السلفية تدندن في جملة ما تدندن حول فهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ، ومن هنا تأتيهم العصمة من الوقوع في العقائد التي تكلَّم عنها علماء الإسلام ، وأنها انحرفت عن الجادَّة كالمعتزلة وكالمرجئة وكالجبرية ونحو ذلك . ومن الأفكار الحديثة اليوم التي يتكلَّم بها ويسطِّرها كثير من الكُتَّاب الإسلاميين باسم الإسلام وهي ليست من الإسلام في شيء ، ولا يمكن لأحد من أهل العلم أن يعرف ذلك إلا إذا كان متمسِّكًا بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح .
هذه ذكرى ، والذِّكرى تنفع المؤمنين ، وبهذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .
الفتاوى المشابهة
- بيان أهمية إضافة قيد : " على منهج السلف الصالح... - الالباني
- ضرورة فهم السلف - الالباني
- كلمة من الشيخ في بيان العلم النافع والعمل الصا... - الالباني
- تكلم على أن دعوتنا هي إتباع الكتاب والسنة على... - الالباني
- فائدة : ضرورة اعتبار فهم السلف الصالح في الدعو... - الالباني
- التعليق على كلمة وبيان أهمية التمسُّك بمنهج ال... - الالباني
- كيف نفهم الدِّين على منهج سلفنا الصالح ؟ - الالباني
- بيان ضرورة التمسُّك بالكتاب والسنة على فهم الس... - الالباني
- بيان الشيخ لضرورة التمسك بالكتاب و السنة على ف... - الالباني
- تعليق الشيخ على ما جاء في الكلمة من تمسك السلف... - الالباني
- تعليق الشيخ على ما جاء في الكلمة من تمسُّك الس... - الالباني