تم نسخ النصتم نسخ العنوان
نقل كلام ابن القيم حول ضرورة عمل القلب . - الالبانيخالد العنبري : لعلي أوضِّح هذا .الشيخ : نعم .خالد العنبري : بكلمة لابن القيم - رحمه الله تعالى - توضِّح ما أريد أن أصل إليه .الشيخ : نعم .خالد العنبري :...
العالم
طريقة البحث
نقل كلام ابن القيم حول ضرورة عمل القلب .
الشيخ محمد ناصر الالباني
خالد العنبري : لعلي أوضِّح هذا .

الشيخ : نعم .
خالد العنبري : بكلمة لابن القيم - رحمه الله تعالى - توضِّح ما أريد أن أصل إليه .

الشيخ : نعم .
خالد العنبري : وفيها يوضِّح ابنُ القيم أن الإيمان قول وعمل ، فيقول ابن القيم - رحمه الله - : " الإيمان قول وعمل ، والقول قول القلب واللسان ، والعمل عمل القلب واللسان ، وبيان ذلك أنَّ من عرف الله بقلبه ولم يقرَّ بلسانه لم يكن مؤمنًا ؛ كما قال عن قوم فرعون : { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ } ، فهؤلاء حصل لهم قول القلب وهو المعرفة والعلم ، ولم يكونوا بذلك مؤمنين ؛ ولذلك مَن قال بلسانه ما ليس في قلبه لم يكن بذلك مؤمنًا ، بل كان من المنافقين ، وكذلك مَن عرف بقلبه وأقرَّ بلسانه لم يكن بذلك لم يكن بمجرَّد ذلك مؤمنًا حتى يأتي بعمل القلب من الحبِّ والبغض والموالاة والمعاداة ، فيحبُّ الله ورسوله ويوالي أولياء الله ويعادي أعداءه ، ويستسلم بقلبه لله وحده ، وينقاد لمتابعة رسوله وطاعته ، والتزام شريعته ظاهرًا وباطنًا ، وإذا فعل ذلك لم يكفِ في كمال إيمانه حتى يفعل ما أُمِرَ به ؛ فهذه الأركان الأربعة هي أركان الإيمان التي قام عليها بناؤه " .
والشاهد من كلمة ابن القيم هي ضرورة عمل القلب ؛ فقد يصدِّق الإنسانُ بالإسلام ثم يستهزئ بآيات الله ورسله ، وهو مستقرٌّ في قلبه التصديق بآيات الله ورسله إلا أنه يستهزئ ، هذا فَقَدَ العمل القلبي ، كان يلزمه أن يوقِّر الله ورسوله مع التصديق ، فهو بافتقاد هذا الركن قد كَفَرَ بالله العظيم ؛ لأن أركان الإيمان كما علمنا الآن من ابن القيم : " القول قول القلب واللسان ، وعمل القلب والجوارح " ؛ فعمل القلب ركن ، هذا المستهزئ بآيات الله ورسوله وإن كان في بعضهم مَن يكون مصدِّقًا فقدْ فَقَدَ هذا الركن الرَّكين من أعمال الإيمان .
ولذلك فإن الكفر لا يكون بالتكذيب فقط ، ولا يكون بعدم التصديق ، وربما يقع الإنسان في الكفر وهو مصدِّق كما كان إبليس اللَّعين كان مصدِّقًا ، إلا أنه استكبر عن السجود كما أمر ربُّه وربُّنا - تبارك وتعالى - ، وكذلك كان فرعون مصدِّقًا : { قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ } .
فقد يكون - وهذه خلاصة القول - قد يكون الإنسان مصدِّقًا ومع ذلك يقع في الكفر لانتفاء العمل القلبيِّ عنه ، فيستهزئ بآيات الله ورسله ، وهو يصدِّق بالإسلام ، وقد انتفى منه العمل القلبي من التوقير والتعظيم والموالاة لله ورسله . وهذا المنحى في حدود علمي أن المرجئة نَحَوْهُ ، أقصد أن الكفر يكون بالتكذيب فقط ؛ ولذلك كان لزامًا علينا أن نعرِفَ الكفر عند المرجئة حتى يتَّضح للسامعين أن السلفيين لا ينحَون هذا المنحى ؛ أعني منحى المرجئة في التكفير ، وإذا تحرَّر لنا الإيمان عند المرجئة على اختلاف فرقهم كما تكلَّمنا فيه سابقًا ؛ فَمِن السَّهل الميسور معرفة الكفر عند المرجئة ، فالمرجئة .

الشيخ : عفوًا .

Webiste