تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان قاعدة مهمة في الشريعة وهي إذا وجد سبب ا... - ابن عثيمينالشيخ : لو أن إنساناً قال : أنا أريد أن أطيل سنة الفجر، أن أطيل القراءة فيها وأطيل الركوع وأطيل السجود وأطيل الدعاء، وآخر قال : بل أريد أن أخفف سنة الفج...
العالم
طريقة البحث
بيان قاعدة مهمة في الشريعة وهي إذا وجد سبب الفعل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله فالسنة تركه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : لو أن إنساناً قال : أنا أريد أن أطيل سنة الفجر، أن أطيل القراءة فيها وأطيل الركوع وأطيل السجود وأطيل الدعاء، وآخر قال : بل أريد أن أخفف سنة الفجر حتى يقول القائل: هل قرأ بأم القرآن؟ فأيهما أعظم ثوابأ؟ الثاني أو الأول؟
الثاني، مع أن الأول زاد في القراءة، وزاد في الركوع، وزاد في السجود، وزاد في التسبيح، وزاد في الدعاء، لكن نقول: موافقة الشرع أفضل من الزيادة وإن كانت مباحة.
ولهذا لما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم رجلين في سرية فلم يجدا الماء فتيمما صعيدا طيبا وصليا، ثم وجدا الماء، أما أحدهما فتوضأ وأعاد الصلاة، وأما الآخر فلم يعد الصلاة.
ثم ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال، قال للذي أعاد الصلاة : لك الأجر مرتين ، وقال للثاني : أصبت السنة ، فأيهما في نظركم أحق أن يكون له الأجر مرتين؟ أو أن يصيب السنة؟ يا جماعة انتبهوا، هذا جاءه الأجر مرتين، وهذا جاءه الأجر مرة، ولكن أصاب السنة؟
نقول: نعم، الذي أصاب السنة أفضل، لأن الثاني إنما صار له الأجر مرتين لكونه عمل عملا اجتهادياً وهو لا يعلم بالسنة، فيؤجر على هذا العمل الاجتهادي، لكن إذا علمت السنة وكررت بعد علمك للسنة، هل يكون لك الأجر مرتين؟
لو أن أحدا علم بأن الإنسان إذا تيمم وصلى ثم وجد الماء فإن السنة أن لا يعيد ثم أعاد؟ هل يحصل على الأجر مرتين؟ لا، والله لا يحصل، لأنه مخالف للسنة، لكن المجتهد الذي يظن أن هذا هو الواجب عليه، فالله جل وعلا كريم جواد يعطيه على حسب نيته.
انتبهوا بارك الله فيكم لهذه القاعدة المهمة في الشريعة، وهي : إذا وجد سبب الفعل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله، فالسنة تركه، وليس من السنة فعله، لأن فعله حينئذ يكون بدعة.
وفيه أمر خطير، لأننا نقول هل ترك النبي عليه الصلاة والسلام جاهلاً بأنه سنة؟ إن قلت : نعم، فالأمر خطير، لأن رسول الله أعلم الناس بشريعة الله.
هل تركه وهو يعلم أنه سنة ليكتمه على الناس؟ الجواب: لا، إذن هو غير مشروع، و إذا كان غير مشروع فليس لنا الحق أن نتعبد لله تعالى به.

Webiste