حكم تكرار العمرة في سفر واحد وبيان السنة في ذلك.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : على ضوء هذا بارك الله فيكم، لننظر في عمل يُعمل من الذين جاؤوا إلى العمرة، وهو أنهم يكررون العمرة عدة مرات في سفر واحد، يعتمر الإنسان لنفسه، ثم لأبيه، ثم لأمه، وقد يزيد على ذلك فيعتمر لجده وجدته، وقد يزيد على ذلك فيعتمر لأخيه وأخته، وتكون أيام العشر أو أيام الشهر كلها أياما للعمرة.
فماذا تقولون بناء على هذين الشرطين اللذين ذكرناهما؟ هل هذا العمل موافق للسنة أو مخالف للسنة؟ تفضل قائما.
الطالب : ... .
الشيخ : مخالف للسنة، هذا العمل مخالف للسنة. وإذا كان مخالفا للسنة فالجدير بالمؤمن أن يلتزم العمل الذي جاءت به السنة.
فإذا قال قائل : إن قولك إنه مخالف للسنة دعوى، والدعوى تحتاج إلى دليل وإلى بينة تؤيدها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : البينة -على من؟- على المدعي . البينة على المدعي.
فأقول : الدليل على مخالفتها للسنة أن السنة إما إيجاد وإما ترك ، فإذا وجد سبب الفعل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله كان فعله لهذا السبب سنة أو بدعة ؟ ما أدري مفهوم أو لا؟ إذا وجد سبب الفعل في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يفعله كان فعله لهذا السبب سنة أو بدعة؟ بدعة، لأنه لما وجد المقتضي وهو السبب وانتفى المانع ولم يفعل دل على أن السنة هي الترك، وإذا كانت السنة الترك كان ضدها وهو الفعل بدعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قسم الأفعال إلى سنة وبدعة، قال : عليكم بسنتي وإياكم ومحدثات الأمور .
إننا نعلم أو الكثير منا يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة في أي سنة؟ في السنة
الثامنة، وفي أي شهر؟ في رمضان، فتح مكة، وذكر المؤرخون أن دخوله في هذا الفتح كان في يوم الجمعة الموافق للعشرين من الشهر.
وقرر ما قرر من التّوحيد ، وضرب الأمن أطنابه في مكة، واستقر النبي صلى الله عليه وسلم فيها تسعة عشرة يوما، عشرة أيام من رمضان وتسعة من شوال، وكان بإمكانه وبكل يسر وسهولة أن يخرج إلى التنعيم أو غيره من الحل ليأتي بعمرة. أليس كذلك؟ ولكنه لم يفعل، مع أنه جاء في آخر الشهر الذي هو أفضل الشهر ولم يأت بعمرة.
وهذا دليل على أن خروج الإنسان من مكة ليأتي بعمرة كما يفعله كثير من الناس اليوم ليس من السنة، ودعونا من أهل مكة فلعل أن يكون فيه كلام آخر.
لكني أقول لهؤلاء القادمين الذين يقدمون من بلادهم ويأخذون عدة عمر في هذا السفر، نقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع تهيئ العمرة له، ومع أنه أحرص الناس على الخير، ومع أن فعل الرسول عليه الصلاة والسلام للعبادة ليس كفعلنا، لأن فعله للعبادة يتضمن شيئين : التقرب إلى الله بفعلها، والثاني التشريع، فهو مطالب بالعبادة من جهتين، من جهة التعبد لله بها، ومن جهة التشريع للأمة، أما نحن فمطالبون أن نتعبد لله بها.
وقد يكون العالم منا مطالب بأمرين :
بالتعبد لله بها، وببيانها للناس وأنها من الشريعة.
أقول : إذا كان هذا المقتضي القوي موجودا في عهد الرسول ولم يفعل، دل على أن السنة ترك العمرة من مكة لمن قدم إليها.
وإذا كانت هذه السنة فأيما أولى بالمؤمن : أن يفعل السنة، أو أن يفعل ما يميل إليه ويهواه؟
أن يفعل السنة، لأن من فعل السنة مخالفا لهواه فقد عبد الله بالهدى لا بالهوى، ومن قدم ما يريده على السنة فقد عبد الله بالهوى لا بالهدى، والإنسان مأمور أن يعبد الله تعالى بالهدى لا بالهوى.
فماذا تقولون بناء على هذين الشرطين اللذين ذكرناهما؟ هل هذا العمل موافق للسنة أو مخالف للسنة؟ تفضل قائما.
الطالب : ... .
الشيخ : مخالف للسنة، هذا العمل مخالف للسنة. وإذا كان مخالفا للسنة فالجدير بالمؤمن أن يلتزم العمل الذي جاءت به السنة.
فإذا قال قائل : إن قولك إنه مخالف للسنة دعوى، والدعوى تحتاج إلى دليل وإلى بينة تؤيدها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : البينة -على من؟- على المدعي . البينة على المدعي.
فأقول : الدليل على مخالفتها للسنة أن السنة إما إيجاد وإما ترك ، فإذا وجد سبب الفعل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله كان فعله لهذا السبب سنة أو بدعة ؟ ما أدري مفهوم أو لا؟ إذا وجد سبب الفعل في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يفعله كان فعله لهذا السبب سنة أو بدعة؟ بدعة، لأنه لما وجد المقتضي وهو السبب وانتفى المانع ولم يفعل دل على أن السنة هي الترك، وإذا كانت السنة الترك كان ضدها وهو الفعل بدعة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قسم الأفعال إلى سنة وبدعة، قال : عليكم بسنتي وإياكم ومحدثات الأمور .
إننا نعلم أو الكثير منا يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة في أي سنة؟ في السنة
الثامنة، وفي أي شهر؟ في رمضان، فتح مكة، وذكر المؤرخون أن دخوله في هذا الفتح كان في يوم الجمعة الموافق للعشرين من الشهر.
وقرر ما قرر من التّوحيد ، وضرب الأمن أطنابه في مكة، واستقر النبي صلى الله عليه وسلم فيها تسعة عشرة يوما، عشرة أيام من رمضان وتسعة من شوال، وكان بإمكانه وبكل يسر وسهولة أن يخرج إلى التنعيم أو غيره من الحل ليأتي بعمرة. أليس كذلك؟ ولكنه لم يفعل، مع أنه جاء في آخر الشهر الذي هو أفضل الشهر ولم يأت بعمرة.
وهذا دليل على أن خروج الإنسان من مكة ليأتي بعمرة كما يفعله كثير من الناس اليوم ليس من السنة، ودعونا من أهل مكة فلعل أن يكون فيه كلام آخر.
لكني أقول لهؤلاء القادمين الذين يقدمون من بلادهم ويأخذون عدة عمر في هذا السفر، نقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع تهيئ العمرة له، ومع أنه أحرص الناس على الخير، ومع أن فعل الرسول عليه الصلاة والسلام للعبادة ليس كفعلنا، لأن فعله للعبادة يتضمن شيئين : التقرب إلى الله بفعلها، والثاني التشريع، فهو مطالب بالعبادة من جهتين، من جهة التعبد لله بها، ومن جهة التشريع للأمة، أما نحن فمطالبون أن نتعبد لله بها.
وقد يكون العالم منا مطالب بأمرين :
بالتعبد لله بها، وببيانها للناس وأنها من الشريعة.
أقول : إذا كان هذا المقتضي القوي موجودا في عهد الرسول ولم يفعل، دل على أن السنة ترك العمرة من مكة لمن قدم إليها.
وإذا كانت هذه السنة فأيما أولى بالمؤمن : أن يفعل السنة، أو أن يفعل ما يميل إليه ويهواه؟
أن يفعل السنة، لأن من فعل السنة مخالفا لهواه فقد عبد الله بالهدى لا بالهوى، ومن قدم ما يريده على السنة فقد عبد الله بالهوى لا بالهدى، والإنسان مأمور أن يعبد الله تعالى بالهدى لا بالهوى.
الفتاوى المشابهة
- تكرار العمرة في السنة - اللجنة الدائمة
- ما حكم تكرار العمرة في رمضان ؟ - ابن عثيمين
- تنبيه الشيخ :على مسألة تكرار العمرة في سفر و... - ابن عثيمين
- ما حكم تكرار العمرة في السفرة الواحدة ؟ - الالباني
- تكرار العمرة في السفر الواحد - الفوزان
- تكرار العمرة في سفر واحد من البدع - ابن عثيمين
- تكرار العمرة في السفرة الواحدة. - ابن عثيمين
- حكم مشروعية تكرار العمرة في سفرة واحدة . - ابن عثيمين
- بيان مسألة تكرار العمرة في سفر واحد . - ابن عثيمين
- ما حكم تكرار العمرة في سفر واحد ؟ - ابن عثيمين
- حكم تكرار العمرة في سفر واحد وبيان السنة في... - ابن عثيمين