تم نسخ النصتم نسخ العنوان
سائل يقول : التشديد في بعض السنة كالتجافي وم... - ابن عثيمينالسائل : التشديد في بعض السنة كالتجافي وملاصقة الأقدام أرجو بيان ذلك وفقكم الله؟الشيخ : نعم، لا شك أن هذا الدين الإسلامي دين وسط بين الغلو والتقصير.ولكن...
العالم
طريقة البحث
سائل يقول : التشديد في بعض السنة كالتجافي وملاصقة الأقدام أرجوا بيان ذلك.؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : التشديد في بعض السنة كالتجافي وملاصقة الأقدام أرجو بيان ذلك وفقكم الله؟

الشيخ : نعم، لا شك أن هذا الدين الإسلامي دين وسط بين الغلو والتقصير.
ولكن الغلو والتقصير أيها الإخوة أمر نسبي، لا يمكن ضبطه بأهواء الناس، فقد يكون هذا الشيء غلوا عند شخص وعند الآخر تقصيرا، ماهو وسط، وعند ثالث وسطا.
شوف فعل واحد يقول هذا غلو، والثاني يقول لا هذا تقصير، ماجاء بالسنة كما ينبغي، والثالث يقول لا هذا هو السنة لا غلا ولا قصر. إذن ما هو الضابط؟
الضابط الرجوع إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأضرب لذلك مثلا : رجل قرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة، قرأ سورة عم في الركعة الأولى وقرأ سورة إذا الشمس كورت في الركعة الثانية. صاح بعض الناس : طول علينا قطع رجلينا. والثاني قال : لا، هذا فرط ما قرأ الم السجدة، ولا قرأ هل أتى على الإنسان.
والثالث قال : لا، هذا أمر جائز، والأمر فيه سعة، إن أتى بالسنة فقرأ ألم السجدة في الركعة الأولى، وفي الثانية هل أتى على الإنسان فهذا خير وحسن وجزاه الله خيرا، وإن لم يفعل فلا إثم عليه.
شوف الأول قال أنت قطعت رجلينا طولت علينا، والثاني : بالعكس أنت خنت الأمانة وفرطت، ليش ما قرأت الم السجدة وهل أتى على الإنسان، والثالث قال : وسط، قال : هذا الأمر موسع فيه، إن قرأ الم تنزيل السجدة وهل أتى على الإنسان فقد أصاب وأحسن ويشكر على هذا. وإن قرأ ما سواها فقد قال الله تعالى : فاقرؤوا ماتيسر ، طيب. من الصواب معه؟
الطالب : الثالث.

الشيخ : يعني الوسط، وش الثالث؟
الطالب : الوسط.

الشيخ : الوسط، الصواب مع الوسط، نقول لهذا الإمام أنت إذا أردت السنة وتمام أداء الأمانة فاقرأ بهما في صلاة الفجر يوم الجمعة الم تنزيل السجدة والثانية هل أتى على الإنسان.
الطالب : ... .

الشيخ : الأفضل أن يكون ذلك أكثر الجمع. طيب، وإن قرأت غيرها فلا إثم عليك.
لكن ثار علينا رجل رابع وقال : سأجمع بين الأقوال، ما هي ؟ اقسم الم تنزيل السجدة إلى قسمين : القسم الأول في الركعة الأولى، والقسم الثاني : في الركعة الثانية.
ما نقول؟ نقول : هذا خالف السنة، هذا جعل السنة عضين أي متفرقة، قراءة غير ألم تنزيل السجدة خير من قراءة اثنان من تنزيل السجدة مع القسم، لأن القسم فيه معارضة صريحة للسنة. وقراءة غيرها ليس فيه معارضة صريحة، بل فيه أمر جائز موسع، لكن كونك تقسم والرسول جمعها في ركعة واحدة، وش يتضمن هذا؟ مخالفة، بل لو شئت لقلت : يتضمن هذا شيئا أبعد من المخالفة.
إذن إما أن تقرأ الم تنزيل السجدة في الركعة الأولى والثانية هل أتى، وإلا تقرأ غيرها، أما أن تقسم فلا.
طيب، آخر قال يوم الجمعة: الإمام رجل يحب السنة كان يقرأ في الجمعة يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض أي بسورة الجمعة، وفي الثانية قل يا أيها الكافرون.
فصاح رجل قال : هذا طول بنا أتعبنا، ما نعرف هذا الشيء، ما كان أئمتنا يقرؤون إلا بسبح والغاشية، من أين أتى بهذا الدين الجديد؟
وقال الثاني : لا، هذه سنة مصيب بها.
أما الثالث : فالظاهر هنا لا يوجد ثالث، لأنه ما في واحد يقول اقرأ أكثر من هاتين السورتين، فمن الصواب معه؟
مع الثاني الذي يقول : اقرأ بسورة الجمعة وسورة المنافقين في بعض الأحيان، لأجل أن يعرف الناس أنها سنة، واقرأ أحيانا بسبح اسم ربك الأعلى وسورة الغاشية، واقرأ أحيانا قليلة بغير هذه السور الأربع، حتى يعلم الناس أنه ليس لصلاة الجمعة سورة معينة لا يجوز القراءة بغيرها.
المهم - بارك الله فيكم - أن نقول : إن الغلو في الدين خلاف الدين، والتقصير في الدين خلاف الدين، و الميزان في الغلو والتقصير سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أهواء الناس.
نجد بعض الناس إذا طلب منه تسوية الصف قال: هذا تشديد، إلى حد أن رجلا أعرفه - جزاه الله خيرا - أراد أن يطبق السنة في تسوية الصف، فقال للناس استووا، اعتدلوا ونظر وإذا بعضهم متقدم، فذهب ليسويه بنفسه بيده كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي من الصف من يمينه إلى شماله يسوي أصحابه، يمسح صدورهم ومناكبهم، ويقول : استووا ولا تختلفوا ، لما وصل إلى هذا الرجل قال : يا أخي تأخر شوي، قال : لا، بأطلع من المسجد. ايش هذا؟ صح هذا؟ هذا غلط، غلط عظيم، رجل يأمرك بالسنة وتقابله بهذه المقابلة؟ تهرب عن الصلاة عشان هذه؟ معنى أطلع من المسجد يعني لا أصلي، هذا من جهل العامة.
ولهذا أقول : هذا الرجل الذي فعل هذا الفعل يعتبر متشددا وإلا مطبقا للسنة؟ مطبقا للسنة.
ولكن قبل أن نطبق السنة المجهولة عند العامة ينبغي أن نبين لهم أولا حتى يكون التطبيق العملي بعد أن اطمأنت قلوبهم إلى المسألة، أليس كذلك؟ أما أن نفجأهم بتطبيق السنة بدون سبق علم، العوام تنفر، كما قال بعض الناس : العوام هوام، إن لم تأتهم باللين والرفق نفروا منك، أنت بلغهم، أنت إمام، تقدر تأخذ درس في يوم من الأيام عن هذا الموضوع وتبين لهم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك حتى يطمئنوا، وإذا أردت أن تطبق فإذا هو بسيط.
إمام سهى مرة من المرات وقام إلى الركعة الخامسة، ولما كمل الصلاة سلم يريد أن يسجد للسهو متى؟ بعد السلام، لما سلم لجه الناس. سبحان الله سبحان الله. لكنه صمم على السلام. فلما فرغ من السلام وظن أن الناس قد سلموا سجد سجدتين وسلم، أصاب هنا وإلا لا؟ هم يريدونه أن يسجد للسهو قبل السلام لأنهم لا يعرفون السجود إلا قبل السلام، فلما سلم انصرف إليهم، وقال لهم : إن سجود السهو إذا كان سببه الزيادة يكون بعد السلام، وأتى لهم بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. بعضهم اقتنع وقبل الحق وقال : جزاك الله خيرا، لكن ليتك نبهتنا قبل هذا، وبعضهم قال: هذا دين جديد مرفوض، ما نقبله حتى نذهب إلى العالم الفلاني ونسأله، فذهبوا إلى عالم يرونه أكبر من هذا الرجل فسألوه، فقال : هذا هو الصواب.
أقول : لو أن الأئمة بارك الله فيهم يتخذون بعض هذه الأمور الغريبة على العامة، يتخذون دروسا يبينون للعامة أحكام الله قبل أن يطبقوها عمليا لوجدوا القبول من العامة، لأن الله عز وجل يعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة.
مر يهودي خبيث على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السام عليك يا محمد، أتعرفون ما هو السام؟ السام الموت، يعني يدعو لرسول الله بالموت، عائشة لم تتحمل هذا، قالت : عليك السام واللعنة زيادة، السام واللعنة، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم نهاها، وأمرها بالرفق وقال عليه الصلاة والسلام : إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه، وإن الله رفيق يحب الرفق ، ثم أعطانا قاعدة نعامل بها اليهود وغير اليهود بالمثل بالعدل، قال : إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم . فإذا جاء الكتابي وقال السلام عليك قلنا : وعليك، إن كان قد قال السام ايش يرد عليه : عليه السام، إن كان قال السلام فعليه السلام.
ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في كتابه أحكام أهل الذمة : " إن اليهودي إذا قال السلام عليك بهذا اللفظ يعني بين اللام جاز أن تقول عليك السلام، واستدل بالحديث، قال إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : إذا سلم فقولوا وعليكم . ومعلوم أنه قد يقولون ايش؟ السلام عليكم، السلام باللام، فإذا قلنا : وعليكم، إذن : وعليكم السلام، وليس من العدل إذا سلم قال السلام عليك يا محمد، أو السلام عليك يا عبد الله، السلام عليك يا علي، السلام باللام الواضحة، كيف حالك؟ كيف أصبحت ؟كيف أنت؟ بعد أن يذكر ما يذكر من التحية يأتيه الجواب بكلمة واحدة، وش تقول؟ وعليكم. هذا مو صحيح إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها .
على كل حال، نحن نقول : إن الغلو - أصل السؤال الجواب أظن على مسألة الغلو والتقصير - إن الغلو قد يكون عند بعض الناس غلوا وهو سنة، ولكن سبب ذلك الجهل، فإذا علم الناس وبين لهم الحق من الأول واطمأنت قلوبهم لذلك وانشرحت صدورهم له صار ما يسمى غلوا بالأول صار بالتالي سنة.
بقي أن أقول : إن من الغلو ما تفعلونه بعد انتهاء الدرس من التزاحم من أجل السؤال، ولذلك فأنا أعزم عليكم أن تأجلوا المسألة حتى يأخذ الأخ جهاز تسجيله.
أما بالنسبة لي أنا أتحمل منكم إن شاء الله تعالى. لكن بالنسبة للأجهزة هو لا يرضى وهددني مشكل يقول هذه الأجهزة ممكن تخرب ... يمكن أروح مهندس أبي أصلح ما يبي ... .
لذلك أنا أعزم عليكم الآن أن تجلسوا مكانكم. اجلسوا مكانكم حتى تروا أن الرجل قد نزع أجهزته، والحمد لله، والآن ما في شيء، ما في غير القيام.

Webiste