تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ذكر الله عز وجل في آية الشورى مراتب الوحي الثل... - الالبانيالسائل : قلت لك أنه الله سبحانه وتعالى ذكر في نهاية سورة الشورى أنه مراتب الوحي ثلاثة مراتب  ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل ...
العالم
طريقة البحث
ذكر الله عز وجل في آية الشورى مراتب الوحي الثلاث (( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء )) وقال في آية القصص (( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه...)) فهل صحيح أن معنى الوحي هنا هو الإلهام ؟ وذكر الراجح أن أم موسى ليست نبية .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : قلت لك أنه الله سبحانه وتعالى ذكر في نهاية سورة الشورى أنه مراتب الوحي ثلاثة مراتب ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء وقال في أية القصص وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين راجعنا هاي بالتفاسير وجدنا هذا الإيحاء إلهام، إيه هنا بقى ... الشيخ أنه الله سبحانه وتعالى قال إنا إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين فكيف يجي ها الوعد عن طريق يعني الإلهام قلنا هلك ... ؟

الشيخ : الجواب عن هذا السؤال من وجهين، الأول أن يقال إن هذه الأية نفسها دليل على أن أم موسى كانت نبية الوجه الأول أن يقال إن هذه الأية تدل على أن أم موسى كانت نبية بدليل أن الله تبارك وتعالى أوحى إليها هذا الوحي الصريح المخبر بأن الله عز وجل سيجعل هذا الغلام الرضيع فيما بعد نبيا ورسولا، القول الثاني بناء على أنه لم يثبت في الشرع أن الله عز وجل أرسل نبية فيما سبق فيقال حينذاك على أن هذا إلهام وليس وحيا، وهذا القول هو الذي نميل إليه لأن هناك أية في القرأن هي كالصريحة أو صريحة فعلا أنه لم يُرسل من قبل شخص من النساء نبيا، قال تعالى وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليه من أهل القرى فهذا حصر بعد نفي يفيد إيش؟ الحصر وعدم إرسال نبية، إنما رجلا نبيا.
في هذه الأية ولعدم وجود أي خبر في القرأن أو في السنّة يتحدّث هذا الخبر عن نبية إطلاقا لا يوجد مثل هذا، فملنا إلى أن نُنكر أن يكون الله عز وجل بعث نبية من قبل، فعلى ذلك لا بد من تفسير، وعلى ذلك فلا بد من تفسير الأية السابقة بأنه وحي بمعنى الإلهام، ويؤيّد هذا قوله عليه الصلاة والسلام لقد كان فيمن قبلكم محدّثون فإن يكن في أمتي فعمر فالرسول صلى الله عليه وأله وسلم يُصرّح في هذا الحديث بأنه في هذا الحديث، بأنه قد كان يوجد قبل الرسول عليه السلام أناسا محدّثون أي ملهمون، وليسوا بأنبياء بدليل أنه قال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه حينما خلفَه بعده على أهله وعلى أهل المدينة حينما ذهب إلى تبوك، فبكى عليّ وقال تدعني مع الأطفال والنساء، فقال له عليه الصلاة والسلام أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي لذلك لما قال لقد كان فيمن قبلكم محدّثون فإن يكن في أمتي فعمر مش معناه هنا محدّثون يعني منبّؤون، لا لأنه لا نبي بعد الرسول عليه السلام بنص ذاك الحديث وغيره بما في معناه فاضطررنا أن نفسّر محدّثون بمعنى غير منبّؤون وإنما ملهمون وهكذا فعلا فسّره العلماء جميعا فقالوا معنى الحديث، قد كان في من قبلكم من الأمم ملهمون فإن يكن في هذه الأمّة ملهمون فعمر وفي الحقيقة كلنا يعلم أن هناك حوادث كثيرة ألهم فيها عمر بن الخطاب فأصاب بإلهامه كبِد الحقيقة، إذا كان هذا ثابتا بدلالة هذا الحديث فكذلك نقول إن أم موسى أوحِي إليها ذلك النص الذي تلوته سابقا بمعنى الإلهام لا بمعنى الوحي الذي يختصّ به الأنبياء والرسل الكرام.

Webiste