تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال الله تعالى : << و أوحينآ إلى أم موسى أن... - ابن عثيمينأوحينا الوحي في اللغة الإعلام بسرعة وخفاء ومنه قوله تعالى:  فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا  ويطلق على معاني متعددة: منها الوحي الشرعي وهو وحي النبوة أو...
العالم
طريقة البحث
قال الله تعالى : << و أوحينآ إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم و لا تخافي و لا تحزني إنا رآدوه إليك و جاعلوه من المرسلين >>
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
أوحينا الوحي في اللغة الإعلام بسرعة وخفاء ومنه قوله تعالى: فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ويطلق على معاني متعددة:
منها الوحي الشرعي وهو وحي النبوة أو الرسالة.
ووحي الإلهام وهو: ما يلقيه الله تبارك وتعالى في نفس الموحى إليه.
ووحي النوم فإن النوم الرؤية الصالحة فيه جزء من ستة وأربعين جزئا من النبوة، ننظر إلى هذه الآية وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه هل هو وحي النبوة أو الرسالة ...لأن الذي أوحي إليها ليس بشرع، ترضعه إلى آخره ثم إن الصحيح أنه لم يبعث أحد من النساء نبيا وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم إذاً يكون الوحي هنا إما إلهام وإما منام، فالإلهام ليس بالشيء الغريب تلهم امرأة ما يكون في مصلحتها فالله تبارك وتعالى ألهم النحل وهو يلهم بني آدم ما فيه مصلحتها: وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا إلى آخره ولهذا قال المؤلف وأوحينا وحي إلهام أو منام أو هنا للتنويع تنويع الخلاف في هذه المسألة فإن بعض العلماء يقول إن الوحي وحي إلهام وبعضهم يقول إن الوحي وحي منام والمهم أنه ليس وحي رسالة أو نبوة.
وقوله: إلى أم موسى هي التي ولدته وهذا هو الأصل في الأم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وأما الأم من الرضاعة فلا تذكر مطلقة وإنما تذكر مقيدة ولهذا قال الله تعالى: حرمت عليكم أمهاتكم ثم قال: وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم فالأم من الرضاعة لا تدخل في مطلق الأم بل لا بد أن تكون مقيدة .
الطالب :....

الشيخ :- عند الإطلاق .طيب وإنما قررت هذا ليتبين أن قوله تعالى: وأمهات نسائكم المراد بها الأم التي ولدت دون أم الرضعات.
قال: إلى أم موسى وأوحينا إلى أم موسى وهو المولود المذكور ولم يشعر بولادته غير أخته ......... وهو المولود المذكور لأنه ما من أم إلا ولها ولد وقوله : ولم يشعر بولادته غير أخته هذا من الأقوال الإسرائيلية التي لا تصدق ولا تكذب، لأنه ما الذي أدرانا أنه لم يشعر به إلا أمه ما عندنا أحد يدلنا على هذا.
وقوله: أن أرضعيه أن هذه تفسيرية، وضابط التفسيرية التي تقع بعد ما فيه معنى القول دون حروفه كلمة أن إذا وقعت بعد ما فيه معنى القول دون حروفه فهي تفسيرية وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه من مثل قوله تعالى: وأوحينا إليه أن اصنع الفلك ...
فإذا خفت عليه وهذا دليل قوله: إذا خفت عليه أن هناك خوفا من آل فرعون وأنهم يلتقطون الأولاد ولهذا قال: فإذا خفت عليه فألقيه في اليم فسّره بقوله :- البحر ثم فسر البحر بقوله :- أي النيل فاليم هو البحر كما قال الله تعالى: فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم يعني البحر والمراد بالبحر هنا النيل وسمي بحرا وإن كان نهرا لكثرته واتساعه فألقيه في اليم ولا تخافي .
قوله: فإذا خفت هذا فعل الشرط وجواب الشرط: ألقيه في اليم وهو من الغرائب أن من يُخاف عليه يلقى فيما فيه هلاكه لأن إلقائه في البحر وش معناه؟ استعجال الهلاك له، لأن المعروف أنه يموت إذا ألقي في البحر وهذا من آيات الله U أن يكون موسى يلقى في مكان الخوف فلا يموت ثم يعيش بين أحضان فرعون الذي كان يتتبع أولاد بني إسرائيل فيقتل أبنائهم ويستحيي نسائهم، هذه من الآيات الدالة على كمال قدرة الله U وأن الله إذا حفظ أحدا فإن الأسباب المؤدية إلى الهلاك لا تؤثر ولا يكون لها تأثير لأن قدرة الله فوق الأسباب ولهذا النار محرقة بلا شك وصارت على إبراهيم برداً وسلاماً.
فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ايش تخافي؟ قال المؤلف:" غرقَه " فمفعول تخافي محذوف قدّره بقوله:" غرقه "وهو واضح " ولا تحزني لفراقه " قال: لفراقه لأن الحزن يكون في الماضي والخوف في المستقبل فما أَهَمَّ الإنسانَ فإن كان مستقبلا فهو خوف، وإن كان ماضيا فهو حزن، هنا قال الله لها: لا تخافي ولا تحزني فإن الأمر سيكون على خلاف ما تتوقعين ولهذا قال: إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين إنا رادوه ما قال: نرده، لتكون جملة اسمية، والجملة الاسمية تدل على الثبوت والاستقرار.
وقوله: إنا بضمير الجمع للتعظيم.
وقوله: رادوه إليك أي مرجعوه ولم يبين الله تبارك وتعالى المدة التي تفقده فيها لكن الظاهر أنها ليست ببعيدة كما سيأتي في آخر القصة.
وقوله : وجاعلوه من المرسلين هذه بشارة فوق البشارة الأولى وهو أن يكون هذا المولود من المرسلين أي يكون ممن أرسلهم الله تبارك وتعالى وأكرمهم بالرسالة، هذه الآية فيها أمر وفيها نهي أي فيها أمران ونهيان وبشارتان الأمران قوله أرضعيه وألقيه والنهيان لا تخافي ولا تحزني والبشارتان رادوه إليـــــك وجاعلـــــــــــوه من المرســـــــــلين،
" فأرضعته ثلاثة أشهر لا يبكي وخافت عليه فوضعته في تابوت مقلم بالقار من داخل ممهد له فيه وأغلقته وألقته في بحر النيل ليلاً "، قوله أرضعته ثلاثة أشهر ما في الآية ما يدل عليه إنما لا شك أنها انتظرت أمر الله أرضعته ولما خافت عليه ألقته وقول المؤلف إنها وضعته في تابوت ممن أخذه أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم وهذا من .......الله U له لأن ما أمرها ألقيه....... في البحر وإنما أمرها أن تلقيه في تابوت ليكون حفظا له، والتابوت يكون من الخشب والخشب عادة يطفو على الماء ما يغطس فإذا دهن فيه القار فإنه أيضا يمنع من دخول الماء إليه، لأنه ربما إذا دخل الماء إليه وتسلل في الخشب يثقل ثم يغيص قال :" وأما قوله ألقته في بحر النيل ليلا "من أين أخذ كونه ليلا ربما يؤخذ من قوله فيما بعد:
وأصبح فؤاد أم موسى فارغا أنها ألقته في الليل ثم جعلت توسوس فيه وتهتم له حتى كانت لا تفكر في غيره، ثم إنه أيضا مما يؤيد ذلك أن المرأة قد خافت عليه وإذا خافت عليه فإنه من المستبعد عادة أن تخرج به نهاراً وتلقيه أمام الناس فلا بد أن يكون ليلاً، ألقته ليلاً مأخوذ من الآية ومن العادة أن هذا لا يكون إلا بالليل

Webiste