هل يجوز الجمع من أجل البرد .؟ مع ذكر كلمة مطولة من الشيخ في حكم من يتشكك في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أو يشكك في أهل الحديث بقوله : وهل رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم .؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد؛ فهذا أحد أشرطة سلسلة الهدى والنور من الدروس العلمية والفتاوى الشرعية لشيخنا / محمد ناصر الدين الألباني -حفظه الله- نسأل الله أن ينفع به الجميع والآن مع الشريط الثالث بعد المائتين على واحد
الشيخ : كنا نتكلم عن الجمع من أجل البرد ، أقول الجمع من أجل البرد ليس عليه نص في الشرع يُلزم به المسلم ، وإنما قال به بعض العلماء استنباطًا واجتهادًا واعتمادًا على بعض الأعذار التي جاء النص بها وبأنها تسوغ الجمع ، بين الصلاتين ، معلوم لدى الجميع في السفر ولكن بحثنا الآن الجمع في الحضر ، لم يأت نص في جواز الجمع في الحضر ، إلا من أجل المطر أو الخوف ، وهذا كما جاء في حديث ابن عباس - رضي الله عنه - قال : " جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المدينة بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء بغير سفر ولا مطر " قالوا : " ماذا أراد بذلك ؟ " قال : " أراد أن لا يُحرج أمته " هنا الحديث يفيدنا جمعين : أحدهما يتعلق بالجمع الجماعي أي في المساجد والآخر يتعلق بالأفراد ، ونادرًا ما يتعلق بالجماعة ، أما الجمع الأول الذي يُستفاد من الحديث جوازه ، فهو الجمع للمطر ؛ لأنه قال : " جمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - بغير عذر المطر وبغير عذر السفر " يشعرنا بأن هذين العذرين معروف لدى المسلمين عامة بأنهما يسوغان الجمع ، لكن يريد أن يفيدنا شيئًا جديدًا فيقول جمع لغير هذين العذرين ، سألوه ما هو ؟ قال : " أراد أن لا يحرج أمته " هذا النص : " أراد أن لا يحرج أمته " يمكن أن يدخل فيه أسباب أخرى غير منصوص عليها ومنها ما كنا آنفًا في صدده ، وهو البرد وكما قلت آنفًا البرد قضية نسبية يختلف بين شخصين متساويين في العمر ، لكنهما ليسا متساويين في التربية ، وفي النشأة ، فأحدهما نشأ يتعاطى أعمالا أو مهنةً يتعرض بسببها للحر والقر للتعب والنصب والآخر إنما هو نشأ في الحلية ربيَّ تربية الولد المدلل الناعم ، فلا يستويان مثلا أبدا ، وهما كما قلنا في سن واحد ، مع ذلك الشعور بالبرد يختلف من هذا إلى ذاك ، فإذا ما ضربنا مثالًا متباينًا كل التباين بين شاب وبين شيخ عجوز ، أيضًا سيختلف الشعور بالبرد الكثير أو الخفيف ، فهنا تبقى القضية قضية نسبية ، فيما إذا أراد الإنسان أن يجمع لنفسه فإذا كان متقيًا لربه وكان متفقهًا في دينه ، ويعرف أنه يجد حرجًا ، في أن لا يجمع فله أن يجمع بهذه الظروف التي ذكرناها الدقة الآن في الإمام الذي يريد أن يؤم الناس ، وفي الناس المتفاوتون في الإحساس بالبرد ، فهو إذًا وهنا بيت القصيد من هذا الكلام هو الذي ينبغي أن يقدر الورع ولا أرى حرجًا أبدًا إذا نظر إلى جماعته الذين يريدون أن يصلوا معه في مسجده فوجد فيهم شيوخًا لا أرى حرجًا بالنسبة إليه أن يجمع من أجلهم لا من أجله ، لكن هذا يحتاج إلى فقه وإلى تقوى ؛ ولذلك فأنا أرى أنه ما دام ثبت هذا النص من ابن عباس : " أراد أن لا يحرج أمته " فإذا كان الإمام فقيهًا وكان تقيًا لا يداري الناس بالباطل ، وإنما هو يسايسهم سياسة شرعية ، فوجد من مصلحة الجماعة أن يجمع بهم للبرد ، فله ذلك ما دام أنه اتقى الله عز وجل ، وأخذ بتلك الرخصة التي جاءت في حديث ابن عباس السابق ذكره ، أقول إذا كان الإمام فقيها وتقيا ، وإلا فعليه أن يتقي الله عز وجل سلبًا أو إيجابًا ، ترخصًا أو تمسكًا بالعزيمة ، فلا يجمع حيث لا رخصة ، ولا يتشدد حيث الرخصة قائمة ، كما وقع منذ يومين في مسجد هناك لم يحضر الإمام الراتب فقدموا أحد المواظبين على صلاة الجماعة ، وأنا لا أعلم يعني مقدار ما عنده من علم ، ولو كان من العلم التقليدي المذهبي ، لكن الذي وقع أن المؤذن بعد أن صلى الإمام صلاة الظهر ، فورًا أقام الصلاة ، فشعرت بأنه جعل الإمام وبعض الحاضرين تحت أمر واقع ، وأشعر بأن هذا الإمام من مراقبتي لصلاته أنه حنفي المذهب والأحناف لا يجيزون الجمع في الحضر مُطلقًا ، بل ولا في السفر إلا في عرفات وفي مزدلفة فلما أقيمت الصلاة سمعنا شوشرة وضوضاء وغوغاء أنا شخصيًا ما فهمت شيئًا لكني تأسفت كثيرًا من قلة أدب الناس في بيوت الله تبارك وتعالى ، صار في المسجد ضوضاء لو وقعت هذه الضوضاء في قهوة لكان عارًا على أصحاب الضوضاء ، فكيف وهم في بيت من بيوت الله تبارك وتعالى ، ولأمر ما ما فهمت ما الذي حرك هذه الأصوات ، ما أدري إذا كان تامر أنت فهمت شو كان الكلام ؟
تامر : نعم ، أحد الشباب وقف وقال إن الرسول عليه السلام جمع في المطر ، فالختيار صار يتكلم أنه أنت ما تتعرف كيف كان الرسول يجمع .
الشيخ : لا ، أنا بقول قبل الصلاة ، بعد الصلاة أنا سمعت .
تامر : أنا خرجت معك ، وما بعرف شو صار .
الشيخ : لا أنا بقول لما أقيمت الصلاة للعصر صار شوشرة من الجهة الشرقية ،
تامر: عنفس الموضوع السابق
الشيخ: المهم فشعرت بأن الإمام صار تحت أمر واقع وهو في اعتقادي كان لازم يستنكف إذا أراد أن يتقي الله عز وجل ، حيث لا يعتقد جواز الجمع للمطر ، أن يقول أنا مذهبي لا يسمح لي بجواز الجمع ، يتقدم أحد منكم ، لكن هو خضع للأمر الواقع وصلى ، لكن الشوشرة الثانية بعد الصلاة أفهمتني هذه الحقيقة التي أنا شعرت بها من قبل ، سمعت أحدهم يقول له يا شيخ الرسول عليه السلام قال : إن الله يحب أن تؤتى رخصه وما عاد أسمعت كمالة الحديث لكن فهمت أن هذا المتكلم يقول بإنه الجمع في مثل هذه الحالة مشروع ، ما شفت غير هذا الإمام ثار ثورة كأنه يقاتل رجلا كافر ، ومن ثورته قام واقف ويقول له
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد؛ فهذا أحد أشرطة سلسلة الهدى والنور من الدروس العلمية والفتاوى الشرعية لشيخنا / محمد ناصر الدين الألباني -حفظه الله- نسأل الله أن ينفع به الجميع والآن مع الشريط الثالث بعد المائتين على واحد
الشيخ : كنا نتكلم عن الجمع من أجل البرد ، أقول الجمع من أجل البرد ليس عليه نص في الشرع يُلزم به المسلم ، وإنما قال به بعض العلماء استنباطًا واجتهادًا واعتمادًا على بعض الأعذار التي جاء النص بها وبأنها تسوغ الجمع ، بين الصلاتين ، معلوم لدى الجميع في السفر ولكن بحثنا الآن الجمع في الحضر ، لم يأت نص في جواز الجمع في الحضر ، إلا من أجل المطر أو الخوف ، وهذا كما جاء في حديث ابن عباس - رضي الله عنه - قال : " جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المدينة بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء بغير سفر ولا مطر " قالوا : " ماذا أراد بذلك ؟ " قال : " أراد أن لا يُحرج أمته " هنا الحديث يفيدنا جمعين : أحدهما يتعلق بالجمع الجماعي أي في المساجد والآخر يتعلق بالأفراد ، ونادرًا ما يتعلق بالجماعة ، أما الجمع الأول الذي يُستفاد من الحديث جوازه ، فهو الجمع للمطر ؛ لأنه قال : " جمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - بغير عذر المطر وبغير عذر السفر " يشعرنا بأن هذين العذرين معروف لدى المسلمين عامة بأنهما يسوغان الجمع ، لكن يريد أن يفيدنا شيئًا جديدًا فيقول جمع لغير هذين العذرين ، سألوه ما هو ؟ قال : " أراد أن لا يحرج أمته " هذا النص : " أراد أن لا يحرج أمته " يمكن أن يدخل فيه أسباب أخرى غير منصوص عليها ومنها ما كنا آنفًا في صدده ، وهو البرد وكما قلت آنفًا البرد قضية نسبية يختلف بين شخصين متساويين في العمر ، لكنهما ليسا متساويين في التربية ، وفي النشأة ، فأحدهما نشأ يتعاطى أعمالا أو مهنةً يتعرض بسببها للحر والقر للتعب والنصب والآخر إنما هو نشأ في الحلية ربيَّ تربية الولد المدلل الناعم ، فلا يستويان مثلا أبدا ، وهما كما قلنا في سن واحد ، مع ذلك الشعور بالبرد يختلف من هذا إلى ذاك ، فإذا ما ضربنا مثالًا متباينًا كل التباين بين شاب وبين شيخ عجوز ، أيضًا سيختلف الشعور بالبرد الكثير أو الخفيف ، فهنا تبقى القضية قضية نسبية ، فيما إذا أراد الإنسان أن يجمع لنفسه فإذا كان متقيًا لربه وكان متفقهًا في دينه ، ويعرف أنه يجد حرجًا ، في أن لا يجمع فله أن يجمع بهذه الظروف التي ذكرناها الدقة الآن في الإمام الذي يريد أن يؤم الناس ، وفي الناس المتفاوتون في الإحساس بالبرد ، فهو إذًا وهنا بيت القصيد من هذا الكلام هو الذي ينبغي أن يقدر الورع ولا أرى حرجًا أبدًا إذا نظر إلى جماعته الذين يريدون أن يصلوا معه في مسجده فوجد فيهم شيوخًا لا أرى حرجًا بالنسبة إليه أن يجمع من أجلهم لا من أجله ، لكن هذا يحتاج إلى فقه وإلى تقوى ؛ ولذلك فأنا أرى أنه ما دام ثبت هذا النص من ابن عباس : " أراد أن لا يحرج أمته " فإذا كان الإمام فقيهًا وكان تقيًا لا يداري الناس بالباطل ، وإنما هو يسايسهم سياسة شرعية ، فوجد من مصلحة الجماعة أن يجمع بهم للبرد ، فله ذلك ما دام أنه اتقى الله عز وجل ، وأخذ بتلك الرخصة التي جاءت في حديث ابن عباس السابق ذكره ، أقول إذا كان الإمام فقيها وتقيا ، وإلا فعليه أن يتقي الله عز وجل سلبًا أو إيجابًا ، ترخصًا أو تمسكًا بالعزيمة ، فلا يجمع حيث لا رخصة ، ولا يتشدد حيث الرخصة قائمة ، كما وقع منذ يومين في مسجد هناك لم يحضر الإمام الراتب فقدموا أحد المواظبين على صلاة الجماعة ، وأنا لا أعلم يعني مقدار ما عنده من علم ، ولو كان من العلم التقليدي المذهبي ، لكن الذي وقع أن المؤذن بعد أن صلى الإمام صلاة الظهر ، فورًا أقام الصلاة ، فشعرت بأنه جعل الإمام وبعض الحاضرين تحت أمر واقع ، وأشعر بأن هذا الإمام من مراقبتي لصلاته أنه حنفي المذهب والأحناف لا يجيزون الجمع في الحضر مُطلقًا ، بل ولا في السفر إلا في عرفات وفي مزدلفة فلما أقيمت الصلاة سمعنا شوشرة وضوضاء وغوغاء أنا شخصيًا ما فهمت شيئًا لكني تأسفت كثيرًا من قلة أدب الناس في بيوت الله تبارك وتعالى ، صار في المسجد ضوضاء لو وقعت هذه الضوضاء في قهوة لكان عارًا على أصحاب الضوضاء ، فكيف وهم في بيت من بيوت الله تبارك وتعالى ، ولأمر ما ما فهمت ما الذي حرك هذه الأصوات ، ما أدري إذا كان تامر أنت فهمت شو كان الكلام ؟
تامر : نعم ، أحد الشباب وقف وقال إن الرسول عليه السلام جمع في المطر ، فالختيار صار يتكلم أنه أنت ما تتعرف كيف كان الرسول يجمع .
الشيخ : لا ، أنا بقول قبل الصلاة ، بعد الصلاة أنا سمعت .
تامر : أنا خرجت معك ، وما بعرف شو صار .
الشيخ : لا أنا بقول لما أقيمت الصلاة للعصر صار شوشرة من الجهة الشرقية ،
تامر: عنفس الموضوع السابق
الشيخ: المهم فشعرت بأن الإمام صار تحت أمر واقع وهو في اعتقادي كان لازم يستنكف إذا أراد أن يتقي الله عز وجل ، حيث لا يعتقد جواز الجمع للمطر ، أن يقول أنا مذهبي لا يسمح لي بجواز الجمع ، يتقدم أحد منكم ، لكن هو خضع للأمر الواقع وصلى ، لكن الشوشرة الثانية بعد الصلاة أفهمتني هذه الحقيقة التي أنا شعرت بها من قبل ، سمعت أحدهم يقول له يا شيخ الرسول عليه السلام قال : إن الله يحب أن تؤتى رخصه وما عاد أسمعت كمالة الحديث لكن فهمت أن هذا المتكلم يقول بإنه الجمع في مثل هذه الحالة مشروع ، ما شفت غير هذا الإمام ثار ثورة كأنه يقاتل رجلا كافر ، ومن ثورته قام واقف ويقول له
الفتاوى المشابهة
- الحديث عن الجمع بين صلاتين . - الالباني
- هل يجوز الجمع في حالة الخوف والمطر؟ - الالباني
- ما حكم الجمع بين الصلاتين في الحضر والسفر ؟ - الالباني
- هل الجمع لأجل المطر والغيم والبرد الشديد معقول... - الالباني
- الجمع في المطر والجمع في البرد الشديد . - الالباني
- بيان حكمة الله عز وجل فيما يقدره في خلقه وحك... - ابن عثيمين
- أنواع الأحاديث التي وردت في الجمع في الحضر عن... - الالباني
- هل يجوز جمع الصلاة في البرد الشديد.؟ - ابن عثيمين
- حكم الجمع بين الصلاتين بسبب البرد - ابن عثيمين
- هل يجوز الجمع في الحضر إذا كان لسبب البرد ون... - ابن عثيمين
- هل يجوز الجمع من أجل البرد .؟ مع ذكر كلمة مطول... - الالباني