تم نسخ النصتم نسخ العنوان
طبيب قتل مريضاً خطأ نتيجة إهمال فماذا عليه ؟ - الالبانيالسائل :  سألني الأخ أبو أحمد اليوم بما إذا كانت مهنة التخدير مهنة خطرة أو مهنة التخدير من المهن الطبية التي يرى فيها الطبيب مصاعب ومشاكل أكثر من غيرها ...
العالم
طريقة البحث
طبيب قتل مريضاً خطأ نتيجة إهمال فماذا عليه ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : سألني الأخ أبو أحمد اليوم بما إذا كانت مهنة التخدير مهنة خطرة أو مهنة التخدير من المهن الطبية التي يرى فيها الطبيب مصاعب ومشاكل أكثر من غيرها ، قلت له أنا من قريب أنهيت صيام شهرين متتابعين لقتلي شخص بخطأ طبي غير عمد طبعًا ، فقال الأخ أبو أحمد أبو ليلى ليتك سألت شيخنا أبا عبد الرحمن ، فيما إذا كان الصيام هذا الذي كان عليك يعني في محله ، فقلت له لقد سألت أخا لنا وهو عبد الرحمن عبد الخالق في الكويت وشرحت له القصة كما حدثت وطلب مني أن أصوم شهرين متتابعين ، وانتهى الأمر فالان الأخ أبو أحمد طلب مني أن أسألك عن الفتيا بنفس القضية وأن أسرد لك بعض ما حدث معي ، حتى نتأكد من الحكم .

الشيخ : قبل كل شيء في مع الشهرين شيء ؟

السائل : ما في شيء غير صيام شهرين متتابعين.

الشيخ : ما في دية ؟

السائل : ما في دية .

الشيخ : لأنه خطأ ؟
الدكتور : لأنه ما أحد طالب .

الشيخ : ما أحد طالب لأنك أنت ما اعترفت أنك قتلت خطأ أو لأنهم هم لم يعرفوا .
الدكتور : هم ما عرفوا ، هم ما غلب على ظنهم أني قتلته خطأ .

الشيخ : المهم أنت غلب على ظنك أنك قتلته خطأ ؟
الدكتور : نعم .

الشيخ : فحينئذ ما يجوز الفصل بين الأمرين ، إما ما بتصوم ؛ لأنك ما قتلت خطأ ، يا أنك بتصوم وبتقدم الدية لأنك قتلت خطأ أما هيك تنصيف الأمر ما في عندنا بالشرع ، على كل حال نفهم هلا القصة لعل صيامك كان نفلا .
الدكتور : من ناحية الدية ، يظهر أنه ما في إمكانية لأن الأخ - رحمه الله - هو باكستاني وحيد ولا ندري أين هو في بلاده .

الشيخ : هذا حكم ثان أنت خلص حالك .
دكتور : ثم وزارة الصحة الكويتية لو في دفع دية هي تتكفل بذلك .

الشيخ : فهمت يا أخي ، دفعت الدية ؟
دكتور : ما أدري .

الشيخ : لأنه الآن وزارة الصحة ، كتب إليها تقرير بأن هذا قتل خطأ ، فأنتم بقى تحملوا الدية ونحن نتحمل الصيام ، طبعًا لا .
دكتور : نعم ما كتب .

الشيخ : هذا هو .
دكتور : يغلب على ظني أنه لم يكتب من هذا القبيل شيء .

الشيخ : وهو كذلك ، طيب شو صار معك ؟
الدكتور : القصة باختصار أن المريض كان في حالة خطرة ، وطلبوا مني أن أقوم بعمل شيء لإتمام فحص عند هذا المريض ، وهذا الشيء لا يتم إلا بالبنج العام التخدير الكلي ، والمريض أنا أعرفه قبل أسبوع وأسلم عليه وأراة ، كان في حالة سيئة ثم صار في حالة أسوأ ثم أصبح في حالة سيئة جدًا ، - هنا الدكتور عفا الله عنه ورحمه يبكي - فقلت لهم نعم ، أنا سأخدره إن شاء الله ، حتى تتمكنوا من القيام بالتحاليل والأعمال اللازمة لإسعافه فجرى حديث بين طبيبين باللغة الإنجليزية فهمت من كلامهما عن بعد أنهم قد عملوا شيئا لهذا المريض ، طبعًا يعني مع ما اذكر شيء بالأسماء والتفاصيل لأنه ربما لا يلزمك .

الشيخ : طيب ، ما في داعي

السائل الدكتور : فتوهمت أنهم قد فعلوا ذلك ، والمريض أمامي وما توهمته تخيلته على وجهه أنه موجود وهو أنبوب مثلا في المنخار يصل إلى المعدة ، حتى يفرغ المعدة من السوائل ومن القيح والأشياء الضارة فكنت أراه وكأن الأنبوب موجودة ، فبدأت بالتخدير فأخرج المريض من معدته كميات كبيرة من السوائل الوسخة ، بشكل أن الفم والحنجرة امتلأتا بهذه السوائل فلم أعد أستطيع أرى مدخل الهواء ودخول الهواء إلى الرئتين إلى أن سحبت هذه السوائل ، وهذا يحتاج إلى وقت دقيقتين ثلاثة أربعة ، فبقى المريض إذًا أربع دقائق أو أكثر بقليل بدون أكسجين ، بدون هواء فتوقف قلبه ، ثم قمنا بما يلزم لإعادة ضربات القلب ، لكن علمنا أن المريض انتهى لأنه في الأصل سيء جدا ، فأتت هذه القضية الخطرة فعلمنا أن المريض انتهى ، فقلت للجراح ربما هذه الأنبوبة التي كانت تصل إلى المعدة مسدودة لذلك تراكمت هذه السوائل ، قال يا أخي ما في أنبوبة في الأصل غير موجودة ، قلت والله كأنني كنت أراها ، كنت متأكدا بأنه أرى هذه الأنبوبة ومن المفروض أن تكون موجودة قبل البدء بالتخدير ، قال لا ، لكن نسينا أن نضعها نحن ، والمقصود بنحن رئيس قسم الجراحة المسئول عن هذا المريض وأفراد القسم كلهم نسوا أن يضعوا هذه الأنبوبة .

الشيخ : وأنت معهم ؟
الدكتور : وأنا معهم .

الشيخ : ليه ؟
الدكتور : نسيت لأنني خيل لي أنه يملك وأن عنده هذه الأنبوبة .

الشيخ : كيف خيل إليك .
الدكتور : هكذا خيل إليّ .

الشيخ : كيف خيل إليك ، القضية مادية مش القضية فكرية .
الدكتور : نعم ، هكذا خيل إليَّ حتى بعد الانتهاء من العمل ، كما قلت ، قلت للأخ الجراح ربما هذه كانت مسدودة ، فقال لي هذه ليست موجودة في الأصل حتى تكون مسدودة ، قلت له ، والله لم أنتبه وكأنني كنت أراها موجودة والمفروض أن تكون موجودة حتى نفرغ المعدة حتى لا نقع بهذه المشكلة قال هو في الأصل يعني ميت أو ..

الشيخ : بحكم الميت
الدكتور : بحكم الميت ، قلت له نعم ، لكن عملكم الجراحي ، كان لإسعافه وإلا لما كان هناك ضرورة ، لتخديره وعمل اللازم طالما يئسنا منه ، فأنتم لم تروا هذه الأنبوبة ولم تضعوها وأنا كذلك ، وتوفي بعد يومين أو ثلاثة أيام مات فأنا فكرت انه.

الشيخ : كيف بعد يومين أو ثلاثة ، أليس بعد ما عملت له الإبرة ؟
الدكتور : أي نعم ، نحن مسدنا له القلب ، فرجع إلى ضرباته لكن بشكل غير منتظم ، فنضع المريض تحت أجهزة تساعده على الحياة ، إلى أن يرتخي القلب نهائيًا ، وينتهي العمل الطبي فأنا فكرت إنني شريك معهم بهذا الإهمال ، وكان عليَّ أن أضع هذه الأنبوبة ، وأفرغ ما في معدته ثم أقوم بالتخدير حسب الأصول ، وهذا فاتني ، قلت للإخوان ألم نخطئ بهذه القضية ؟ قالوا : نعم ، الجراحين قالوا نعم أخطأنا ، ما وضعنا هذه الأنبوبة ، قلت سبحان الله أربع خمس أشخاص يخطئون ولا يخطر في بالهم قالوا نعم ، هذا الذي قد حدث قلت أيضًا وأنا نسيت ويظهر أني شريك معكم في قتله ، هم قالوا بأن يبرروا الموقف أنه خلص هذا المريض ، بحيث كانوا يؤدوا عمله من باب النفل لا من باب الفرض يعني ، فتقريبًا بهذا الاختصار أخبرت عبد الرحمن عبد الخالق ، هل عليَّ شيء قال إن شعرت أنك قد أخطأت وأنت ضامن لأنك صاحب اختصاص فعليك صيام شهرين متتابعين ، وما سألته عن الدية ، وقمت بصيام شهرين متتابعين .
أبو ليلى : ممكن يا شيخ أسأله سؤاله ؟

الشيخ : تفضل .
أبو ليلى : وضع البربيش هذا من اختصاصك .
دكتور : نعم ، من صميم اختصاصي ، ومن اختصاص البقية أيضًا ، لكن .

Webiste