كلمة إبراهيم شقرة في بيان أدب الأخذ والتلقي عن العلماء مع التنويه بمنزلة الشيخ .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : اتحفنا ، وجزاك الله خيرا .
أبو مالك : العفو ... إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما أما بعد ! فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ؛ إخواني بارك الله فيكم وجزاكم خيرا وجعلكم سببا واصلا إليه دائما لتكونوا على طريق الحق به ، فيشتد الحق بكم وتشتدوا بهذا الحق ، وتكونوا إن شاء الله أهلا لحمل هذه الدعوة التي نرجو أن يؤيدها الله سبحانه وتعالى بنصر من عنده وأن يجعلنا من أنصارها والعاملين على رفع رايتها والدعوة إليها ونشرها في الآفاق ؛ وإنني أعد الحديث في حضرة شيخنا وأستاذنا الشيخ أبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني ، أعده فخرا عظيما أولا حيث أنني لم أعتد أن أكون المتحدث السابق عليه بل ولا المتحدث الذي يتحدث بحديث وهو حاضر .
الشيخ : فيك البركة .
أبو مالك : ولكن رغبة شيخي تقدم على رغبة نفسي فلذا أجدني أتحدث إليكم حديث المقل بالبضاعة الذي لا يملك إلا شيئا يزجيه بنصح لنفسه قبل أن يزجيه إليكم ؛ وأما ثانيا فإن في بعض من حديثي تذكيرا لي ولكم بما يجب أن يكون عليه طالب العلم ، أقول إن وجود الشيخ بيننا هو منة عظيمة امتن الله بها علينا ، وهي نعمة لم نقدرها حق قدرها ، وإن كان لنا أو للشيخ حق علينا فلا أقل من أن يكون سعي له في ليل أو نهار لنأخذ عنه من فضل علم أفاء الله به عليه ونحن في أمس الحاجة في هذا البلد وفي غيره من بلاد المسلمين ، لا إلى علم الشيخ كله فإن يؤتى على علم الشيخ كله ، هذا أمر صعب جدا لأنه يحتاج إلى التفرغ الكامل والجلوس إليه في كل الساعات التي يمكن أن يفيد من الشيخ بها في أي وقت من ليل أو نهار ، وإذ أن هذا ليس حاصلا وليس سهلا ، فليس صعبا علينا إذا أن نهتبل مثل هذه الفرص وأن نغتنم مثل هذه المناسبات لنجتمع إليه ونجلس كما كان يجلس التلاميذ الأول مع العلماء السابقين ، ولا أقول هذا مدحا وثناء للشيخ ولا عليه فإنه أهل لكل ثناء ومكرمة ومدحة لا مني وإنما من كل من هو أعلم مني ممن يعرف قدر الشيخ ومكانته ، وهذا يجعلني أنتقل من هذه المقدمة التي لا أعد نفسي قد مدحت الشيخ فيها إلى أمر آخر لابد أن يعرفه جميع طلاب العلم ألا وهو الأدب في التلقي والأخذ عن الشيوخ والعلماء ؛ فنحن نقرأ في تاريخ علمائنا الذين ارتحلوا في الآفاق وطوفوا فيها ودونوا علمهم ، كان أحدهم يكون قد بلغ من العلم شأوا بعيدا ولكنه يسمع بأن فلانا من أهل العلم وربما يكونون أقل منه درجة وأدنى منه مكانة في العلم في الجهة الفلانية أو في البلد الفلاني فيمم شطر شطره إما ماشيا وإما راكبا على قدر ما تسعفه قدرته المالية فيسير إلى هذا الشيخ ليأخذ عنه ؛ ومن هنا عرف تاريخ هذا العلم الأكابر يأخذون عن الأصاغر فكيف ونحن مع شيخنا وأستاذنا علامة الزمان في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن قطرات متناثرة بما تحويه صدورنا من بعض ما تفضل الله به علينا من علم كتابه وعلم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ ولذلك أنصحكم وأنصح نفسي أن لا نفرط في دقيقة واحدة يمكننا أن نفيد منها من علم الشيخ بارك الله عليه ؛ ولكن لا ننسى أدبا ثانيا وهو أنه لا بد أن يكون طالب العلم حسن السؤال وأن يعرف موقع الكلمة التي تصدر عن لسانه أين تقع من قلب الشيخ وعقله ، لا ليستجلب بها رضاه فقط ، فهذا أمر لابد أن يحرص عليه ؛ ولكن ليكون سؤاله مفيدا ولكي يتبين المسؤول كيف يجيب على سؤاله ، وقديما قيل: " حسن السؤال نصف العلم " وطبعا الجواب هو النصف الآخر ، وحسن السؤال يدل على شيئين في نفس السائل ، أولا يدل على رغبة هذا السائل في العلم وإخلاصه فيه ؛ ثم يدل على أنه متمكن من هذه المسألة أو غير متمكن ولكنه على الأقل متمكن من السؤال الذي يهدي إلى معرفة هذه المسألة أو تلك ؛ لذا فلا بد أن يكون السائل حسن السؤال ؛ وأما المسألة الثالثة فلا بد أن يكون هناك التواضع من طالب العلم مع شيخه ونحن في زمان لم يعد هناك مثل هذا الخلق الذي شاع في طلاب العلم في العهود الغابرة والقرون الماضية ، فنرى أن طالب العلم إذا أخذ بعض المسائل اغتنى بها أو ظن نفسه قد اغتنى بها ، ويطير بها طيرانا فرحا ، فلا يكاد ينتهي من عرض هذه المسائل أو إفراغها من عقله بكلمات من فوق لسانه حتى يعود فقيرا مدقعا في مسائل العلم ، يبحث في جوانب نفسه عن مسألة فلا يجدها ؛ إذا أين يجد هذه المسألة أو تلك التي لم يتواضع أمام شيخه وهو يريد أن يسأل عن هذه المسألة أو تلك ، يجدها عند الشيخ الذي ظن نفسه أنه قد ساواه في العلم أو تفوق عليه أو ربما وجد شيئا من شيخه ظن في نفسه أنه أو ظنا سيئا أن شيخه لا يريد أن يفيده في هذه المسألة فيعرض نفسه عن شيخه ، وهذا هو الشر المستطير الذي إذا أصاب طالب العلم فإنها تكون قاصمة الظهر بالنسبة إليه ؛ لذا يجب على طالب العلم أيضا أن يكون متواضعا ، ونحن كما قلت مرارا وتكرارا نحن طلاب العلم الذين نظن أنفسنا أننا ننهل من كتاب الله ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، نعم ربما أفدنا علما ولكن ينقصنا هناك شيء آخر وهو حسن الأدب مع الشيخ ؛ لذا حتى يكون طالب العلم يفيد من شيخه لا بد أن يجمع بين أمرين : الحرص على طلب العلم ، ثم الأدب مع الشيخ بالتواضع وحسن الإصغاء وحسن النظر والتقدير للشيخ الذي يأخذ عنه ؛ إذن نحن كما قلت مرارا وأذكره مرة ثانية أننا صحيح حصلنا بعض المسائل العلمية ولكننا لم نحصل الأدب المطلوب في أخذ العلم عن الشيوخ ، فما أحوجنا إلى علم الكتاب والسنة ثم إلى أدب أهل الأدب ممن عرفوا بأهل الطريق والوجدانيات الذين نعرفهم نحن في زماننا هذا وهم الصوفيون لكن علمنا لا شك أنه يكمل الأدب أو النقص الذي في أدب أولئك فنكون قد جمعنا بين الأدب الصحيح والعلم الصحيح ، وبذلك يفيد طالب العلم من شيخه هذا إلى أنه يجب أن يكون مخلصا أيضا في طلب العلم ، ثم هناك مسألة رابعة وليأذن لي شيخي بارك الله فيه أن أقولها وهي أنه لا بد لطالب العلم الذي يحمل مسألة وقد استوفاها من جميع جوانبها بأدلتها واستقصاها بدقائقها وظاهرها وخفيها وما يمكن أن يحيط بها من قريب أو من بعيد أن ينقل هذه المسألة لذويه وأهله وأبنائه وجيرانه والمسلمين ممن يقدر على الاتصال بهم وإفادتهم بهذه المسائل التي أفادها ؛ فحياة العلم تكون بشيئين تكون بالمذاكرة والمطالعة ، ثم بالبذل والعطاء ؛ هكذا يكون العلم فيكون طالب العلم في نظر نفسه على الأقل أنه يعرف أنه أفاد أو لم يفد ؛ هذه المسائل التي أردت أن أذكركم بها حتى نكون جميعا إن شاء الله على بينة من المسائل العلمية أو من أخلاق طلاب العلم التي يجب أن تتوفر في طالب العلم لنستذكر ماضيا شع نوره في الآفاق في حاضر أظلم عياذا بالله إلا من بصيص قليل من النور بدأ ينتشر أو يتسرب إلى الآفاق لينتشر كما انتشر في القرون الماضية إن شاء الله ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدع الآن الكلام لشيخنا وأستاذنا جزاه الله خيرا وبارك لنا في عمره وأمد فيه ومتعه بالصحة والعافية وأفاء عليه من نعيمه في الدنيا والآخرة وجعله دائما موضع ثقة ورجاء بعلمه لجميع المسلمين ، والسلام عليكم ورحمة الله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
أبو مالك : العفو ... إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما أما بعد ! فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ؛ إخواني بارك الله فيكم وجزاكم خيرا وجعلكم سببا واصلا إليه دائما لتكونوا على طريق الحق به ، فيشتد الحق بكم وتشتدوا بهذا الحق ، وتكونوا إن شاء الله أهلا لحمل هذه الدعوة التي نرجو أن يؤيدها الله سبحانه وتعالى بنصر من عنده وأن يجعلنا من أنصارها والعاملين على رفع رايتها والدعوة إليها ونشرها في الآفاق ؛ وإنني أعد الحديث في حضرة شيخنا وأستاذنا الشيخ أبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني ، أعده فخرا عظيما أولا حيث أنني لم أعتد أن أكون المتحدث السابق عليه بل ولا المتحدث الذي يتحدث بحديث وهو حاضر .
الشيخ : فيك البركة .
أبو مالك : ولكن رغبة شيخي تقدم على رغبة نفسي فلذا أجدني أتحدث إليكم حديث المقل بالبضاعة الذي لا يملك إلا شيئا يزجيه بنصح لنفسه قبل أن يزجيه إليكم ؛ وأما ثانيا فإن في بعض من حديثي تذكيرا لي ولكم بما يجب أن يكون عليه طالب العلم ، أقول إن وجود الشيخ بيننا هو منة عظيمة امتن الله بها علينا ، وهي نعمة لم نقدرها حق قدرها ، وإن كان لنا أو للشيخ حق علينا فلا أقل من أن يكون سعي له في ليل أو نهار لنأخذ عنه من فضل علم أفاء الله به عليه ونحن في أمس الحاجة في هذا البلد وفي غيره من بلاد المسلمين ، لا إلى علم الشيخ كله فإن يؤتى على علم الشيخ كله ، هذا أمر صعب جدا لأنه يحتاج إلى التفرغ الكامل والجلوس إليه في كل الساعات التي يمكن أن يفيد من الشيخ بها في أي وقت من ليل أو نهار ، وإذ أن هذا ليس حاصلا وليس سهلا ، فليس صعبا علينا إذا أن نهتبل مثل هذه الفرص وأن نغتنم مثل هذه المناسبات لنجتمع إليه ونجلس كما كان يجلس التلاميذ الأول مع العلماء السابقين ، ولا أقول هذا مدحا وثناء للشيخ ولا عليه فإنه أهل لكل ثناء ومكرمة ومدحة لا مني وإنما من كل من هو أعلم مني ممن يعرف قدر الشيخ ومكانته ، وهذا يجعلني أنتقل من هذه المقدمة التي لا أعد نفسي قد مدحت الشيخ فيها إلى أمر آخر لابد أن يعرفه جميع طلاب العلم ألا وهو الأدب في التلقي والأخذ عن الشيوخ والعلماء ؛ فنحن نقرأ في تاريخ علمائنا الذين ارتحلوا في الآفاق وطوفوا فيها ودونوا علمهم ، كان أحدهم يكون قد بلغ من العلم شأوا بعيدا ولكنه يسمع بأن فلانا من أهل العلم وربما يكونون أقل منه درجة وأدنى منه مكانة في العلم في الجهة الفلانية أو في البلد الفلاني فيمم شطر شطره إما ماشيا وإما راكبا على قدر ما تسعفه قدرته المالية فيسير إلى هذا الشيخ ليأخذ عنه ؛ ومن هنا عرف تاريخ هذا العلم الأكابر يأخذون عن الأصاغر فكيف ونحن مع شيخنا وأستاذنا علامة الزمان في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن قطرات متناثرة بما تحويه صدورنا من بعض ما تفضل الله به علينا من علم كتابه وعلم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ ولذلك أنصحكم وأنصح نفسي أن لا نفرط في دقيقة واحدة يمكننا أن نفيد منها من علم الشيخ بارك الله عليه ؛ ولكن لا ننسى أدبا ثانيا وهو أنه لا بد أن يكون طالب العلم حسن السؤال وأن يعرف موقع الكلمة التي تصدر عن لسانه أين تقع من قلب الشيخ وعقله ، لا ليستجلب بها رضاه فقط ، فهذا أمر لابد أن يحرص عليه ؛ ولكن ليكون سؤاله مفيدا ولكي يتبين المسؤول كيف يجيب على سؤاله ، وقديما قيل: " حسن السؤال نصف العلم " وطبعا الجواب هو النصف الآخر ، وحسن السؤال يدل على شيئين في نفس السائل ، أولا يدل على رغبة هذا السائل في العلم وإخلاصه فيه ؛ ثم يدل على أنه متمكن من هذه المسألة أو غير متمكن ولكنه على الأقل متمكن من السؤال الذي يهدي إلى معرفة هذه المسألة أو تلك ؛ لذا فلا بد أن يكون السائل حسن السؤال ؛ وأما المسألة الثالثة فلا بد أن يكون هناك التواضع من طالب العلم مع شيخه ونحن في زمان لم يعد هناك مثل هذا الخلق الذي شاع في طلاب العلم في العهود الغابرة والقرون الماضية ، فنرى أن طالب العلم إذا أخذ بعض المسائل اغتنى بها أو ظن نفسه قد اغتنى بها ، ويطير بها طيرانا فرحا ، فلا يكاد ينتهي من عرض هذه المسائل أو إفراغها من عقله بكلمات من فوق لسانه حتى يعود فقيرا مدقعا في مسائل العلم ، يبحث في جوانب نفسه عن مسألة فلا يجدها ؛ إذا أين يجد هذه المسألة أو تلك التي لم يتواضع أمام شيخه وهو يريد أن يسأل عن هذه المسألة أو تلك ، يجدها عند الشيخ الذي ظن نفسه أنه قد ساواه في العلم أو تفوق عليه أو ربما وجد شيئا من شيخه ظن في نفسه أنه أو ظنا سيئا أن شيخه لا يريد أن يفيده في هذه المسألة فيعرض نفسه عن شيخه ، وهذا هو الشر المستطير الذي إذا أصاب طالب العلم فإنها تكون قاصمة الظهر بالنسبة إليه ؛ لذا يجب على طالب العلم أيضا أن يكون متواضعا ، ونحن كما قلت مرارا وتكرارا نحن طلاب العلم الذين نظن أنفسنا أننا ننهل من كتاب الله ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، نعم ربما أفدنا علما ولكن ينقصنا هناك شيء آخر وهو حسن الأدب مع الشيخ ؛ لذا حتى يكون طالب العلم يفيد من شيخه لا بد أن يجمع بين أمرين : الحرص على طلب العلم ، ثم الأدب مع الشيخ بالتواضع وحسن الإصغاء وحسن النظر والتقدير للشيخ الذي يأخذ عنه ؛ إذن نحن كما قلت مرارا وأذكره مرة ثانية أننا صحيح حصلنا بعض المسائل العلمية ولكننا لم نحصل الأدب المطلوب في أخذ العلم عن الشيوخ ، فما أحوجنا إلى علم الكتاب والسنة ثم إلى أدب أهل الأدب ممن عرفوا بأهل الطريق والوجدانيات الذين نعرفهم نحن في زماننا هذا وهم الصوفيون لكن علمنا لا شك أنه يكمل الأدب أو النقص الذي في أدب أولئك فنكون قد جمعنا بين الأدب الصحيح والعلم الصحيح ، وبذلك يفيد طالب العلم من شيخه هذا إلى أنه يجب أن يكون مخلصا أيضا في طلب العلم ، ثم هناك مسألة رابعة وليأذن لي شيخي بارك الله فيه أن أقولها وهي أنه لا بد لطالب العلم الذي يحمل مسألة وقد استوفاها من جميع جوانبها بأدلتها واستقصاها بدقائقها وظاهرها وخفيها وما يمكن أن يحيط بها من قريب أو من بعيد أن ينقل هذه المسألة لذويه وأهله وأبنائه وجيرانه والمسلمين ممن يقدر على الاتصال بهم وإفادتهم بهذه المسائل التي أفادها ؛ فحياة العلم تكون بشيئين تكون بالمذاكرة والمطالعة ، ثم بالبذل والعطاء ؛ هكذا يكون العلم فيكون طالب العلم في نظر نفسه على الأقل أنه يعرف أنه أفاد أو لم يفد ؛ هذه المسائل التي أردت أن أذكركم بها حتى نكون جميعا إن شاء الله على بينة من المسائل العلمية أو من أخلاق طلاب العلم التي يجب أن تتوفر في طالب العلم لنستذكر ماضيا شع نوره في الآفاق في حاضر أظلم عياذا بالله إلا من بصيص قليل من النور بدأ ينتشر أو يتسرب إلى الآفاق لينتشر كما انتشر في القرون الماضية إن شاء الله ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدع الآن الكلام لشيخنا وأستاذنا جزاه الله خيرا وبارك لنا في عمره وأمد فيه ومتعه بالصحة والعافية وأفاء عليه من نعيمه في الدنيا والآخرة وجعله دائما موضع ثقة ورجاء بعلمه لجميع المسلمين ، والسلام عليكم ورحمة الله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
الفتاوى المشابهة
- ذكر إبراهيم شقرة مقدمة بين يدي الشيخ الألباني . - الالباني
- تتمة كلمة إبراهيم شقرة حول التصفية والتربية وا... - الالباني
- كلمة ألقاها ابراهيم شقرة بين فيها خطورة الداعي... - الالباني
- كلمة إبراهيم شقرة عن مؤثرات الدنيا للآخرة ( كل... - الالباني
- مقدمة الشيخ شقرة رحمه الله بين يدي كلمة الشيخ... - الالباني
- بيان إبراهيم شقرة هذا المنهج الخطير . - الالباني
- كلمة من الشيخ والأستاذ إبراهيم شقرة في بيان غل... - الالباني
- كلمة محمد إبراهيم شقرة عن الشام وفضلها . - الالباني
- مقدمة إبراهيم شقرة بين يدي الشيخ رحمه الله . - الالباني
- كلمة للشيخ إبراهيم شقرة حول آداب التلميذ مع شي... - الالباني
- كلمة إبراهيم شقرة في بيان أدب الأخذ والتلقي عن... - الالباني