السائل : يقول الله تعالى : و البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ، ما معنى هذه الآية ؟ حيث نجد بعض البلدان الكافرة يوجد فيها جميع المحاصيل الزراعية ؟.

الشيخ : هذه الآية يبين الله تعالى فيها أن البلد الطيب القابل للمطر وللنبات يخرج نباته كاملاً بإذن الله والذي خبث لا يخرج إلا نكداً لا يتم على وجه المطلوب وهذا مثل لقبول النفوس للحق من النفوس ما يقبل الحق ويأخذ به وينتفع به ومن النفوس من ليس كذلك وأما ما حصل للكفار من نعيم الدنيا فهذا ابتلاء من الله عز وجل وهو مما يزيدهم حسرة وندامة إذا واجهوا العذاب قال الله تعالى : ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون وهذه الدنيا جنة المؤمن ، جنة الكافر وسجن المؤمن ويذكر أن ابن حجر العسقلاني رحمه الله شارح البخاري " كان قاضي القضاة في مصر فمر ذات يوم بموكبه على رجل يهودي زيات يبيع الزيت فأوقفه وقال لهم إن نبيكم يقول: إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وأنت الآن مؤمن وفي هذه الأبهة وفي هذا التنعم واليهودي هذا كافر زيات يبيع الزيت في ألم دائم فكيف يتفق هذا مع قول نبيكم : إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فقال له الحافظ رحمه الله : إن ما أنا في من هذا التنعم بالنسبة لنعيم الآخرة يعتبر سجناً وأنت ما فيه من العذاب يعتبر جنة " والله أعلم