الشيخ : " فإذا انتفت أفعاله وصفاته *** وكلامه وعلو ذي السلطان
فبأي شيء كان ربا عندكم *** يا فرقة التحقيق والعرفان "
نفوا الحوادث بأي شيء ؟ نعم قصدي الأفعال نفوا الأفعال بحجة أنها حوادث. والحوادث لا تقوم إلا بحادث. نفوا الصفات بحجة أنها أعراض والأعراض لا تقوم إلا بأجسام والأجسام متماثلة نفوا الفوقية قالوا لأنها يستلزم أن يكون الله في جهة والجهة تحيط بما فيها فيجب نفي العلو نفوا الاستواء على العرش قالوا لأن العرش حيز يعني مكان يحوز من فيه. فإذا أثبتنا الاستواء على العرش لزم أن يكون الله متحيزا فيجب نفي استواء الله على العرش. وسبق أنهم نفوا الكلام فإذا نفوا أفعاله وصفاته وكلامه وعلوه. فماذا يبقى؟ ولهذا قال :
" فبأي شيء كان ربا عندكم *** يا فرقة التحقيق والعرفان "
وهذا قول : يا فرقة التحقيق والعرفان على وجه الحقيقة؟ على وجه السخرية والاستهزاء بهم وهم أهل لأن يسخر بهم ويستهزأ بهم.