تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما المراد بصفة العلو لله؟ - ابن عثيمينالسائل : فضيلة الشيخ صفة العلو لله عز وجل هل المراد بها علو الذات أو الصفة؟ أرجو التوضيح. الشيخ : نعم المراد بعلو الله عز وجل علو الذات وعلو الصفة. وأكث...
العالم
طريقة البحث
ما المراد بصفة العلو لله؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : فضيلة الشيخ صفة العلو لله عز وجل هل المراد بها علو الذات أو الصفة؟ أرجو التوضيح.

الشيخ : نعم المراد بعلو الله عز وجل علو الذات وعلو الصفة. وأكثر المسلمين لا يفهمون منها إلا علو الذات. العامي مثلا لو قلت إن الله هو العلي العظيم وش معنى العلي؟ قال لك إنه فوق كل شيء. لكن لا يعرف أنه المراد علو الصفة أن جميع صفاته عليا. كما قال الله تعالى ولله المثل الأعلى . فالعلو أعني علو الله ينقسم إلى قسمين : علو ذات بمعنى أن الله تعالى فوق كل شيء وأنه ليس في الأرض ولا في السماوات التي هي الأجرام المحيطة بالأرض. ولكنه فوق كل شيء كما قال الله تبارك وتعالى : سبح اسم ربك الأعلى . وش معنى الأعلى؟ الأعلى اسم تفضيل يعني الأعلى فوق كل شيء. فهو جل وعلا فوق كل شيء وجميع المخلوقات تحته. وكلها ليست بالنسبة إلى الله بشيء. السماوات السبع والأراضون سبع في كف الرحمن كخردلة في يد أحدنا. ليست بشيء بالنسبة إلى عظمة الله عز وجل. أما علو الصفة فمعناها أن جميع صفات الله تعالى عليا ليس فيها نقص بوجه من الوجوه. لقوله تعالى : ولله المثل الأعلى أي الوصف الأعلى. وعلو الله سبحانه وتعالى بذاته أمر فطري لا يمكن أن يختلف فيه اثنان إلا من أعماه الله. فالله عز وجل يضل من يشاء ويهدي من يشاء. في القرآن الكريم من النصوص الدالة على علو الله بذاته مالا يحصى وما هو متنوع. فقال الله تعالى مرة : أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض . الآية التي سمعناها في قراءة العشاء. وقال الله تعالى : وهو القاهر فوق عباده. وقال تعالى : سبح اسم ربك الأعلى . وقال تعالى : وهو العلي العظيم . وقال تعالى : يخافون ربهم من فوقهم . وقال تعالى : يدبر الأمر من السماء إلى الأرض . وقال تعالى : إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه . وقال تعالى : تعرج الملائكة والروح إليه . والآيات كثيرة كثيرة في علو الله عز وجل. في السنة أيضا ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه أثبت لله العلو الذاتي بجميع أنواع السنة بالقول والفعل والتقرير. أما القول : فإنه جاء في حديث الرقية : ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك . وكذلك الرسول عليه الصلاة والسلام يقول وهو ساجد : سبحان ربي الأعلى . فيقر بعلو الله عز وجل. وأما بالفعل : فإنه عليه الصلاة والسلام خطب المسلمين في أكبر اجتماع لهم وذلك في يوم عرفة. خطبهم عليه الصلاة والسلام وذكر لهم أصولا من الشريعة وقواعد مهمة. ثم قال : إنكم مسؤولين عني فما أنتم قائلون؟ . قالوا : نشهد أنك قد بلغت ونصحت وأديت. ونحن نشهد أنه بلغ وأدى ونصح عليه الصلاة والسلام. فقال : اللهم أشهد يرفع أصبعه إلى السماء وينكتها إلى الناس. اللهم أشهد يعني على هؤلاء. هذه الإشارة وش معناها؟ معناها أن الله في السماء أو في الأرض؟ في السماء. كذلك أيضا جاءه معاوية بن الحكم رضي الله عنه وأخبره بأن جارية له مملوكة أغضبته يوما فصكها على وجهها. فندم رضي الله عنه وأراد أن يعتق الجارية فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم نعم فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال ادعها فدعاها. وقال لها : أين الله؟ قالت في السماء. قال : من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله. قال : أعتقها فإنها مؤمنة .فأقرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على قولها : إن الله في السماء. والأحاديث في هذا كثيرة ومعروفة. وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح على إثبات علو الله تعالى الذاتي. وأن الله تعالى فوق كل شيء. ولا يحل بأي وجه من الوجوه أن نقول إن الله في كل مكان. لو تأمل الإنسان هذا القول لوجد فيه الفظائع والطوام الكبرى. إذا قلت إن الله بكل شيء بكل مكان هل يمكن لأي إنسان أن ينطق لسانه فيقول إن الله في المراحيض؟ أجيبوا يا جماعة. لا والله لا يمكن. وهذا لازم القول بأنه بكل مكان. كيف يكون بكل مكان؟ في السوق في المسجد في السيارة في الطيارة في المركب في الأماكن التي لا يمكن أن يتفوه الإنسان بأن الله فيها إطلاقا. الأماكن القذرة والوسخة يكون الله فيها؟ ثم كيف يكون الله في كل مكان أهو واحد أو متعدد؟ واحد .كيف يكون بكل مكان. يلزم إذا قلنا إنه في كل مكان إما التعدد وإما التجزء. أن جزءا منه هنا وجزء هناك وإما الحلول أن تكون الأشياء حالة فيه. وكل هذا لا يمكن لأي مسلم بل ولا لعاقل أن يتفوه به. ولهذا يجب عليك أيها المسلم أن تؤمن بأن الله تعالى فوق كل شيء. وأنه استوى على عرشه. وإياك أن تلقى ربك بغير هذه العقيدة. فإن لقيت ربك بغير هذه العقيدة فأنت على خطر عظيم. أومن بأن الله فوق كل شيء مستو على عرشه عالم بخلقه. وإياك أن تقول هذه القولة النكراء الشنيعة إن الله تعالى بكل مكان. سبحان الله عما يقولون علوا كبيرا! نعم.

السائل : جزاكم الله خيرا.

Webiste