الشيخ : محمد خاتم النبين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد ففي هذا اليوم الخميس التاسع والعشرين من شهر جمادى الآخرة عام ثمانية عشر وأربعمئة وألف استمعنا إلى قراءة إمامنا في المسجد النبوي بسورة التحريم يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم . في هذه الآية الكريمة يقول الله تبارك وتعالى للرسول صلى الله عليه وسلم : لم تحرم ما أحل الله لك . والذي حرمه هو العسل ، لأنه عليه الصلاة والسلام شرب عسلا عند إحدى أمهات المؤمنين. فتمالأت عائشة وحفصة رضي الله عنهما بناء على طبيعة المرأة وجبلتها في الغيرة من جارتها على أن تقولا للنبي صلى الله عليه وسلم أكلت مغافير. والمغافير له رائحة غير مرغوبة. فلما قالتا ذلك للرسول عليه الصلاة والسلام قال : لن أعود إلى العسل محرما إياه على نفسه. فأنزل الله هذه الآية لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك . والاستفهام هنا للعتاب أن الله عاتبه كيف يحرم ما أحل الله له من أجل مرضات أزواجه أي بعض الأزواج والله غفور رحيم . فتأمل كيف عاتب الله نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم على هذا التحريم. ثم أردفه بقوله : والله غفور رحيم يعني أن الله قد غفر له صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورحمه.