تم نسخ النصتم نسخ العنوان
سائل يقول: في هذه الليلة أوتر الإمام في صلاة... - ابن عثيمينالسائل : أثابكم الله، يقول السائل : في هذه الليلة أوتر الإمام وفقه الله في صلاة التراويح بثلاث ركعات بتسليمة واحدة فأيهما أولى لمن أراد القيام مع الإمام...
العالم
طريقة البحث
سائل يقول: في هذه الليلة أوتر الإمام في صلاة التراويح بثلاث ركعات بتسليمة واحدة فأيهما أولى لمن أراد القيام مع الإمام في آخر الليل أيشرع أن يوتر فيكون صلى أربعا بتسليمة واحدة أم يشرع الوتر في آخر الليل ويكتفي بوتره في أوله ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : أثابكم الله، يقول السائل : في هذه الليلة أوتر الإمام وفقه الله في صلاة التراويح بثلاث ركعات بتسليمة واحدة فأيهما أولى لمن أراد القيام مع الإمام في آخر الليل أيشفع هذا الوتر فيكون صلى أربعاً بتسليمة واحدة أو يشفع الوتر في آخر الليل ويكتفي بوتره في أوله؟

الشيخ : الأمر كما قال السائل في هذه الليلة أن الإمام وفّقه الله صلى الوتر ثلاث ركعات بتسليمة واحدة وهذا أحد الوجهين في الإيتار بالثلاث فإن من أوتر بثلاث يجوز في وتره وجهان: الوجه الأول أن يسلّم من الركعتين الأوليين ثم يأتي بركعة منفردة، والوجه الثاني أن يسجد الثلاثة بتشهّد واحد وتسليم واحد وكلاهما جائز، إذن الركعتان الأوليان المفردتان من الوتر وإن كنا نسميهما شفعاً فهما شفع من وتر ولذلك نقول من أراد أن يوتر بالثلاث المفصولتين فلينو بالشفع أنه وتر لا أنه من صلاة الليل بل هو وتر ولو كان مفصولاً عن الركعة الثالثة، هناك وجه ثالث في الإيتار بالثلاث أن يوتر بثلاث بتشهّدين وتسليم واحد وهذا منهي عنه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا توتروا بثلاث لا تشبهوا صلاة المغرب" ومشابهة صلاة المغرب إنما تكون فيما إذا تشهّد مرتين وسلم تسليمة واحدة وعلى هذا فيكون للإيتار بالثلاث ثلاث صفات: صفتان مشروعتان وصفة منهي عنها، الصّفتان المشروعتان يلاّ؟
الطالب : ثلاث ركعات مع بعض وركعتين ..

الشيخ : ثلاث ركعات مع بعض بتشهّد واحد. نعم
الطالب : الوجه الثاني ركعتان مع بعض وتشهد ويسلم ثم ركعة أما الوجه المنهي هو مشابهة صلاة المغرب.

الشيخ : تمام، الوجهان المشروعان ثلاث بتسليم واحد وتشهّد واحد، ثلاث بتسليمين وتشهّدين، المنهي عنه ثلاث بتشهّدين وتسليم واحد، الإيتار بالخمس كيف يكون؟ له وجه واحد أن يسردها سرداً بتشهد واحد وسلام واحد، الإيتار بالسّبع فيها قولان للعلماء فمنهم من قال: يسردها كلها بتشهد واحد وتسليم واحد ومنهم من قال: يجلس في السادسة ويتشهّد ولا يسلّم ثم يأتي بالسابعة، الإيتار بالتّسع يكون بتشهّدين وتسليم واحد إذا صلّى ثمانياً جلس وتشهّد ثم قام وأتى بالتاسعة وسلم .
وهنا يحسن بنا أن نتكلم في حديث توهّم فيه بعض الناس وهو حديث عائشة حين سئلت كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت: "ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ ثم يصلي ثلاثاً" ولم تذكر أنه يطيلهن توهّم بعض الناس أنه يصلي أربعاً بتسليم واحد وأربعاً بتسليم واحد ولا شك أن هذا هو ظاهر اللفظ ولكن الأحاديث يفسّر بعضها بعضاً فإن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ما بين صلاة العشاء وطلوع الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم من كل اثنتين" هكذا في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها فبيّنت رضي الله عنها أنه يصلي إحدى عشرة ويسلم من كل ركعتين فإن قال قائل: لماذا لا تجعلون هذا صفتين مرة يسلم من كل ركعتين ومرة يسلم من كل أربع؟ قلنا هذا ممكن أن نجعلها صفتين أحياناً يصلي أربعاً ويسلم وأحياناً يصلي ركعتين ويسلّم ولكن الوجه الأول أو الصّفة الأولى يمنعها قول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن صلاة الليل فقال: "صلاة الليل مثنى مثنى" وهذا يدل على انحصار صلاة الليل بكونها ثنتين ثنتين والأصل أن فعل الرسول عليه الصلاة والسلام موافق لأيش؟ لقوله هذا هو الأصل إلا بدليل صريح يخرج الفعل عن القول أما الوتر فقد جاءت السّنّة صريحة فيه بأنه يصلي الإنسان الثلاث جميعاً والخمس جميعاً والسبع جميعاً والتّسع جميعاً فيكون مستثنياً من قوله: "صلاة الليل مثنى مثنى" وإنني بهذه المناسبة أودّ من إخواني طلبة العلم ولا سيما الإخوة الموفّقون الذين ينتسبون إلى الحديث ونعم المنتسب إليه أنصحهم بأن لا يتعجّلوا في الحكم إذا رأوا حديثاً بلفظ معيّن حتى يجمعوا أطراف الحديث وينظروا بين هذه الأطراف لأن التعجل والنظر إلى النّصوص من وجه واحد دون استفراغ الجهد في الجمع بينها يكون بمنزلة نظر الأعور الذي لا يرى إلا من عين واحدة انتبهوا يا جماعة وهذه مسألة ونصيحة أزفها إلى إخواني الذين اهتموا بعلم الحديث وأوصي كل إنسان أن يهتم بعلم الحديث لأنه الأصل الثاني في إثبات الأحكام الشرعية لكن لا أريد أن يكون طالب الحديث سطحياً ينظر إلى مجرد اللفظ بدون الرجوع إلى المعاني الثابتة المحكمة في الشريعة الإسلامية أو ينظر إلى الحديث من جانب واحد دون جمع أطرافه فإن ذلك نقص في الاستدلال وليس النقص في الاستدلال مجرّد خطأ فقط بل يترتب عليه العمل، عمل الإنسان نفسه وعمل من يتّبعه ويقتدي به، فالمسألة خطيرة فلا ينبغي التسرّع ولا التعجّل والحمد لله الأمر واسع { ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها } والذي لا تدركه اليوم تدركه في الغد اصبر اجمع الأحاديث اجمع أطرافه انظر إلى القواعد الشرعية التي هي كالجبال في الرسوخ في هذه الشريعة الكاملة ولا تتعجّل لا تكن سطحياً فإن الأمر خطير نسأل الله لنا ولكم التوفيق.
أما بالنسبة لما حصل الليلة فهنا ثلاث احتمالات أو احتمالان: الاحتمال الأول أن نقول إذا قام الإمام إلى الثالثة فاجلس أنت لأن صلاتك أنت ليست صلاة وتر بل هي صلاة ليل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى" هذا احتمال، الإحتمال الثاني أن نقول اتبع الإمام واشفعه بركعة وكونك هنا تصلي أربعاً إنما أوجب لك ذلك متابعة الإمام فأنت لم تقصد الأربع استقلالاً ولكنك صليتها اتّباعاً لإمامك وهذا الذي هو يظهر لي وهو الذي فعلته الليلة فإنه حينما سلّم الإمام أتيت بركعة أشفع هذا الوتر.

السائل : بارك الله فيكم، يقول السائل ..

السائل : الاحتمال الثالث؟

الشيخ : الاحتمال الثالث أن ينوي الانفراد عن الإمام نهائياً إذا قام إلى الثالثة.

السائل : يصلي الوتر معه ...

الشيخ : لا، لا يصلي الوتر معه لأنه ما نوى الوتر أصلا هو دخل مع الإمام بنية أنه صلاة الليل.

السائل : ...

الشيخ : لا لا، الآن انتهينا ما يحتمل الأمر إلا شيئاً واحداً فقط أن تتابع إمامك وأن تأتي بعده بركعة هذا الذي ترجح عندي.

Webiste