الشيخ : ثانيا : أن كيفية الاستواء من أمور الغيب التي يجب على المسلم، المؤمن بالله واليوم الآخر أن يسلم لها وألا يسأل عن كيفيتها واستمع إلى قول الإمام مالك بن أنس رحمه الله إمام دار الهجرة كان جالسا في الحلقة في أي مسجد في المسجد النبوي فسأله رجل فقال " يا أبا عبدالله الرحمن على العرش استوى فأطرق برأسه " يعني قال هكذا نزله نزل رأسه حتى جعل يتصبب عرقا وعلاه العرق من شدة السؤال ومن خجله رضي الله عنه أن يسأل السائل عن كيفية صفة من صفات الله ثم رفع رأسه وقال كلماته الشهيرة التي لو كتبت بماء الذهب والبلاتين لكان رخيصا عليها قال له يا هذا " الاستواء غير مجهول " يعني كلنا يعرفه استوى على كذا يعني علا عليه ما أحد يشكل عليه " والكيف غير معقول " لا نعقله أي لا ندركه بعقولنا ولم ترد السنة به " والإيمان به واجب " الإيمان بإيش الإيمان بالاستواء لأن الله أثبته لنفسه " والسؤال عنه بدعة " يعني أنك إذا سألت عن كيفية الاستواء فإن سؤالك بدعة لأنه لم يسأل عنه من هو خير منك سؤالا موجها إلى من هو أعلم مني من هم ؟
الطالب : الصحابة .

الشيخ : الصحابة ما سألوا عنه حتى تأتي أنت تسأل ثم قال له " ما أراك إلا مبتدعا " هذه من فراسة المؤمن يعني ما أظنك إلا رجلا مبتدعا تريد أن تضل الناس ثم أمر به فأخرج من المسجد لم يطرد من الحلقة أخرج من المسجد وهكذا يجب أن يكون الإنسان المؤمن حازما قويا لا يتلاعب به المبتدعون، وللشدة موضع وللين موضع آخر استمع محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم لماذا كانوا أشداء على الكفار لأن الكافر لا ينفع فيه إلا الشدة يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير للشدة مكان وللين مكان، أمر به أن يخرج من المسجد هذا الجواب الذي أجاب به مالك رحمه الله أخذ به من بعده من علماء السنة وصاروا يقولون عن كل صفة من صفات الله إذا سأل سائل عن كيفيتها يقولون مثل هذا القول فلو قال قائل : إن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له كيف ينزل ؟ ماذا نقول نقول كما قال مالك النزول غير مجهول الكيف غير معقول الإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة واضح يا جماعة ابنوا عقيدتكم على هذا ابنوها على هذا ولا تلتفوا إلى علماء الكلام الذين بنوا عقيدتهم على كلام تجد الواحد منهم يريد أن يقرر ما يريد تقريره بصفحات متعددة وكأنه قش ما تمسك شيئا لأنه غير مبني على الكتاب والسنة إنما هو معقولات هي أوهام وتخيلات طيب إذا ما عقيدتك أيها المؤمن التي تلقى الله بها يوم القيامة في استواء الله على عرشه ؟