تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن محمد بن ا... - ابن عثيمينالقارئ : حدثنا أبو الوليد قال : حدثنا شعبة عن محمّد بن المنكدر قال : سمعت جابرا يقول :  جاء الرسول صلّى الله عليه وسلم يعودني وأنا مريض لا أعقل ، فتوضأ ...
العالم
طريقة البحث
حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابرًا يقول جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا مريض لا أعقل فتوضأ وصب علي من وضوئه فعقلت فقلت يا رسول الله لمن الميراث إنما يرثني كلالة فنزلت آية الفرائض
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا أبو الوليد قال : حدثنا شعبة عن محمّد بن المنكدر قال : سمعت جابرا يقول : جاء الرسول صلّى الله عليه وسلم يعودني وأنا مريض لا أعقل ، فتوضأ وصب علي من وضوئه فعقلت فقلت : يا رسول الله لمن الميراث ؟ إنما يرثني كلالة ، فنزلت آية الفرائض .

الشيخ : هذا الباب يقول البخاري رحمه الله : " باب صب النبي صلّى الله عليه وسلم وضوءه على المغمى عليه "، المغمى عليه هو الذي أصابه الإغماء ، والإغماء بمعنى التغطية ، يعني غطي عقله من مرض أو غيره.
ثم ذكر حديث جابر : أن النبي صلّى الله عليه وسلم توضأ وصب عليه من وضوئه فيستفاد من هذا أن ينبغي أن يصب على المغمى عليه ماء من أجل أن يصحو ، وهذا أمر مستعمل صب الماء من أجل أن يصحو ، كما أنه يصب على المريض بالحمى يصب عليه الماء من أجل أن يبرد كمان قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحمى : إنها من فيح جهنم فأبردوها بالماء .
والغريب أننا كنا نقول كيف يصب عليه الماء البارد وهو إذا مس الماء كوش جلده ، ولكن صار هذا هو العلاج الوحيد ، من أحسن العلاجات حتى الآن مع ترقي الطب يستعملون هذا العلاج السهل الذي لا يدخل البدن منه شيء ، يعني ليس حبات عقاقير ربما تؤثر ، بل هذا علاج ظاهري محسوس متصبر ، وعلى كل المريض بالحمى سوف يتكلم أو يتأذى من الماء البارد لكن ليتصبر حتى تزول الحرارة .
وتعليل ذلك والله أعلم أن الحرارة تخرج من الجوف وتكون على السطح ويبقى داخل الجوف باردا ، ولهذا يحصل مع المريض الحمى والقشعريرة كأنه بردان لأن باطنه بارد ، فإذا صب عليها الماء البارد انحدرت إلى الأسفل وخرجت البرودة من الأسفل ، وحلت الحرارة واعتدل الجسد.
وفي هذا الحديث أيضا الإشارة إلى إرث الكلالة ، فما هي الكلالة ؟ . الكلالة هم الحواشي ، وذلك لأن الورثة من النسب : أصول وفروع وحواشي ، فالحواشي هم الكلالة ، وهي مأخوذة من الإكليل ، والإكليل هو الشيء المحيط بالشيء كالهالة على القمر في أيام الشتاء وما أشبه ذلك ، فعلى هذا نقول الكلالة هم الحواشي ، وقد ذكر الله ذلك في القرآن العزيز فقال : يستفتونك يعني عن الكلالة قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرئ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد وهذه الصورة لا تنطبق إطلاقا إلا على من ليس له ولد ولا والد ، لأنه لو كان له ولد أو والد اختلفت القسمة .

Webiste