تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حدثنا عثمان قال حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد... - ابن عثيمينالقارئ : حدثنا عثمان قال : حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس قال :  مر النبي صلّى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت إنسانين ي...
العالم
طريقة البحث
حدثنا عثمان قال حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرةً فقيل له يا رسول الله لم فعلت هذا قال لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا أو إلى أن ييبسا
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : حدثنا عثمان قال : حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس قال : مر النبي صلّى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال : بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة . ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على قبر كل منهما كسرة فقيل له : يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال : لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا أو إلى أن ييبسا .

الشيخ : هذا أيضا : " من الكبائر أن لا يستتر من بوله "، من أين أخذ البخاري رحمه الله أنه من الكبائر ؟ .
من إثبات العذاب في ذلك .
وقوله : " أن لا يستتر من بوله " يعني لا يستبرئ منه ولا يستنزه منه كما جاء في بعض ألفاظ الحديث ولهذا عدي بـ : من . الدالة على التخلي ، ولم يعدى بـ : في . الدالة على الظرفية .
ثم ذكر حديث : أن النبي صلّى الله عليه وسلم مر بحائط من حيطان المدينة أو مكة وهذه للشك والصواب المدينة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما وما أعظم الفزع لو أننا إذا خرجنا المقابر سمعنا هذه الأصوات المزعجة وهم يعذبون ، ولكن من رحمة الله عز وجل بنا ، ومن لطف الله بالأموات أننا لا نسمع أصواتهم إذا كانوا يعذبون ، وإلا لكانت تزعجنا كثيرا ، وتفضح هؤلاء الذين يعذبون أيضا ، لكن رحمة الله عز وجل ولطفه أن ستر ذلك عن الناس .
لكن قد يسمع أحيانا صوت العذاب ، وقد يرى شعلة من النار تخرج من القبر ، لكنه نادر ، وهنا سمع النبي عليه الصلاة والسلام الرجلين يعذبان فقال صلّى الله عليه وسلم : يعذبان وما يعذبان في كبير . ثم قال : بلى قوله : وما يعذبان في كبير . ثم قال : بلى يعني بلى إنه كبير ، وليس بين ذلك تناقض ، لأن نفي الكبير في الأول بمعنى الشاق عليهما يعني لا يعذبان في أمر كبير يشق عليهما التخلي منه ثم قال : بلى إنه كبير من حيث الذنب والعقوبة ، وهذا نص صريح بأن ذلك من كبائر الذنوب غير ما استنتجنا منه أولا .
ثم قال : كان أحدهما لا يستتر من بوله وفي لفظ : من البول فأخذت الشافعية ومن وافقهم أن جميع الأبوال نجسة حتى بول ما يؤكل لحمه ، ولكن ما ذهبوا إليه من الاستدلال فيه نظر ، لأن أل في قوله : من البول للعهد الذهني ، ويفسر ذلك قوله : من بوله فالمراد من البول النجس وهو بول الآدمي .
وقوله : وكان الآخر يمشي بالنميمة نسأل الله العافية يمشي يدل على أنه ساع في النميمة بين الناس ليس واقفا يمشي يأتي لفلان يقول فلان يتكلم فيك بكذا ، فينم الحديث ليفرق بين الناس ، وقد ثبت عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أنه قال : لا يدخل الجنة قتات أي نمام ، فالنميمة من كبائر الذنوب ، وقد قال الله تعلى : ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم وليتنا نتأدب بهذا الأدب ، لكننا إذا جاءنا شخص وقال إن فلان يقول فيك كذا وكذا أخذناه على القبول ، والله يقول لا تطعه : لا تطع كل حلاف مهين، هماز مشاء بنميم وإذا كان الله يرشدنا إلى هذا فلا ينبغي لنا أبدا أن نقبل من جاء إلينا يقول أن فلانا يقول فيك كذا وكذا .
ولنعلم أيضا أنه إذا نم إلينا حديث غيرنا فسينم حديثنا إلى غيرنا ، لأن هذا طبع والعياذ بالله، النميمة نفهم أنها من كبائر الذنوب ، وهل تركها سهل ؟ ، لما قال : لا يعذبان في كبير هل هو سهل ؟ .

السائل : سهل .

الشيخ : هذا يحتاج إلى توقف بارك الله فيكم !.
سهل تركها لأنها كف، كف الإنسان نفسه عن الشيء سهل، الذي يعتادها لا شك أنها ستصعب عليه ، يعني سيصعب عليه تركها ، ولكنه إذا اتقى الله عز وجل سهل عليه.
ثم دعا بجريدة عندكم بجريدة أم بجريد ؟ .
الطالب : ...

الشيخ : بالتاء ؟. ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين ، فوضع على كل قبر منها كسرة ، فقيل له : يا رسول الله لم فعلت هذا ؟ قال لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا أو إلى أن تيبسا ولماذا قال : لعله أن يخفف عنهما ؟ .
قيل أن الرسول عليه الصلاة والسلام أراد أن يبين أمد التخفيف فقط ، يعني لعل العذاب يخفف عنهما حتى تيبس هذه الجريدة ، فيكون في هذا بيان أمد التخفيف فقط .
وقيل لأنها إذا كانت خضراء تسبح ، وإذا يبست انقطع التسبيح ، ثم أخذ أهل البدع من هذا أنه ينبغي لنا أن نجلس عند القبور نسبح الله ليلا ونهارا من أجل أن يخفف عن أهل القبور ، ولكن هذا القول ضعيف يضعفه قوله تعالى : تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وهذا يشمل الأخضر واليابس وإن من شيء إلا يسبح بحمده وحينئذ يتعين الاحتمال الأول ، وهو بيان أمد التخفيف ، هذا هو المتعين .
أخذ بعض العلماء رحمهم الله أنه يسن أن يضع على القبر غصنا أو جريدة خضراء بهذا الحديث، فيقال سبحان الله، هذا حرام لأن معناه سوء الظن بهذا القبر ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام ما كان يضعه على كل قبر ، ولكنه وضعه على هذين القبرين لأنهما يعذبان ، فهل أنت الآن تعتقد أن هذا يعذب ؟ .
قال : لا أعتقد، ولا يمكن أن تعتقد لأن هذا من أمور الغيب ، لكن أخشى أن يعذب، تخشى أن يعذب معناها أسأت الظن ، ارجوا الله أن يكون قد غفر له ، ثم هذا الأمر الذي قلت وارد في كل من يدفن ، وهل كان الرسول صلّى الله عليه وسلم كلما دفن أحدا جعل عليه جريدة ؟ .
لا ، وبهذا يتبين ضعف هذا القول ، أي أن يوضع على القبر غصن أخضر من شجر أو جريد أو نحو ذلك ، والله أعلم .

Webiste